خبر طبيب نفسي لـ« فلسطين اليوم »: الحرب ساوت الشعور بين الحياة والموت لدى الغزيين

الساعة 07:35 م|27 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

قال الدكتور عبد العزيز ثابت، الطبيب النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية،:"إن الآثار السلبية لحرب غزة لازالت قائمة من شكوى الناس من الخوف من حرب قادمة وهل سيكونوا قادرين على تحملها".

وأوضح الدكتور ثابت في تصريح خاص بـ"فلسطين اليوم" أن الحرب الهمجية تركت ردود فعلٍ وآثار جسدية تمثلت في الآلام الناتجة عن الإصابات الجسدية والنفسية.

ويشير الطبيب ثابت إلى أنه "وعلى صعيد الخبرات النفسية الصادمة فقد اختلط عليه كثير من المفاهيم التي تعلمها في الغرب والشرق عن أنواع الخبرات النفسية و تعريفها بأنها عبارة عن حدث صادم مفاجئ وغير متوقع يجعل الإنسان عاجزاً عن فعل شيء و يسبب ردود فعل نفسية متمثلة في أعراض كرب ما بعد الصدمة و التي تشمل استعادة الخبرات الصادمة عن طريق الذكريات, الأفكار, الكوابيس و تجنب كل ما يتعلق بخبرة الحرب متمثلاً في الإحساس بالبعد عن الآخرين و تبلد الإحساس و تجنب أي موقف أو إنسان يذكر بالحرب".

ويوضِّح أن "ما تعرضنا له في غزة كان متوقعاً، ولكن حجم القوة العسكرية في الحرب أحدث صدمات نفسية كثيرة تم تخزينها في ذاكرتنا", مؤكداً بالقول:" لم تستطع التجارب و الخبرات السابقة التي مررنا بها في الأعوام الماضية أن تساعد في تحليل هول هذه الصدمات التي لم تترك أي مساحة للأمان لنا و لا للمحيطين بما في ذلك القدرة على مواجهة ردود الفعل على تلك الخبرات الصادمة".

وتطرق الدكتور ثابت لموضوع العجز النفسي الذي يجعل الإنسان المصاب به غير قادر على تقديم أي شيء لمن حوله، كما وتطرق لآثار الحصار البادية في وجوه الناس، وفي شعورهم بأنهم في سجن كبير.

ولفت الطبيب النفسي الغزي النظر إلى أنه أجرى العديد من الدراسات التي تناولت التأثيرات النفسية قصيرة وطويلة المدى على الناس في غزة، موضحاً أن من الأعراض التي وجدناها "الشعور بأن الحياة والموت قد تساوى لدى الغزيين".

ويؤكد أن "من خرج من هذه الحرب سالماً منها فمهما يحصل له بعد ذلك فلن يكون أكثر أو أصعب مما تعرض له في فترة الحرب"، مبيناً أن "هذا كان له مردود ايجابي على تقوية قدرة الناس على التكيف مع أهوال الحرب، ومحاولة استخدام طرق للتكيف المتمثل في زيادة الإيمان بالقضاء والقدر".