خبر هنية يناشد الرئيس مبارك « وقف بناء الجدار الفولاذي الذي يهدد بخنق غزة »

الساعة 06:18 م|27 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة

دعا إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، الإدارة الأميركية إلى مراجعة مواقفها المنحازة إلى إسرائيل، والعمل الجاد على بدء عملية التغيير التي وعد بها الرئيس باراك أوباما في حملته الانتخابية.

كما دعا هنية في خطابٍ وجهه للشعب الفلسطيني في الذكرى السنوية الأولى للحرب على غزة، حركة "فتح" إلى استئناف لقاءات الحوار والمصالحة والبحث من خلال لقاءات مباشرة مع "حماس" في النقاط المختلف فيها، وإيجاد صيغ تشجع على التوقيع وإنهاء الانقسام واستعادة اللحمة.

وقال:"إنني على استعداد لاستضافة المتحاورين وتقديم كل مساعدة لإنجاح جهودهم، ودوري هنا هو دور مكمل لما قامت به مصر الشقيقة، وليس دوراً بديلاً عنها، وهو سعي مسؤول لتمهيد الطريق أمام التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة".

وتطرق هنية في خطابه للحديث عن الجدار الفولاذي التي تبنيه مصر على حدودها مع قطاع غزة، حيث قال:" إنني انتهز هذه المناسبة الوطنية القومية، مناسبة انتصار الشعب الفلسطيني لأتوجه إلى الرئيس محمد حسني مبارك بطل الضربة الجوية التي مهدت للعبور عام 1973م قائلاً إن غزة حصن البوابة الجنوبية لمصر، وإن "حماس" لا تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وإن أمن غزة من أمن مصر، وغزة لم تشكل أي تهديد لأمن واستقرار مصر والتي هي بمثابة الحضن الدافئ لشعبنا ولغزة على وجه الخصوص".

وأضاف:"أن الأنفاق التي توفر بعض مستلزمات الحياة لشعبنا هي حالة استثنائية دفعت إليها الضرورة، ودفع إليها الحصار لذلك فإننا نناشد الرئيس مبارك باتخاذ القرار العاجل بفتح معبر رفح البري، ووقف بناء الجدار الفولاذي الذي يهدد بخنق غزة وشعبها".

وتابع هنية يقول:" إننا في الذكرى الأولى للعدوان على غزة لا نتوقع من مصر الشقيقة أي إجراء يكرس المعاناة ويعمق المأساة ويوسع الضرر الواقع على أهل غزة الذين يعيشون في أكبر سجن عرفه التاريخ المعاصر".

وفي موضوعٍ منفصل، طالب رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة، السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، أن ينسحب من اللجنة الرباعية، التي أسسها جورج بوش الابن لمحاصرة شعبنا، قائلاً :"لا يليق بالأمم المتحدة أن تكون جزءاً من هيئة أو منظومة تحاصر شعباً تحت الاحتلال، وهي المؤسسة التي يُطلب منها تحقيق العدل للمظلومين، ورعاية السلم الدولي".

وفيما يلي نص اللقاء :

بسم الله الرحمن الرحيم

 

" إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". صدق الله العظيم

 

يا أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان

يا أبناء الأمة العربية والإسلامية ويا كل أحرار العالم

في البداية أتوجه باسمكم جميعاً بالتحية والتقدير لشهداء فلسطين والعراق ولبنان وشهداء الأمة العربية والإسلامية، وأخص هنا شهداء معركة الفرقان وعلى رأسهم الوزير الشهيد سعيد صيام والعالم الشهيد الدكتور نزار ريان واللواء الشهيد توفيق جبر والعقيد الشهيد إسماعيل الجعبرى، كما أتوجه باسمكم بالتحية والتقدير لجرحانا الميامين ولأسرانا الأبطال القابعين خلف أسوار وقضبان الاحتلال، كما وأحيى شهداء المجزرة الجديدة في كل من نابلس وغزة وإلى شهداء الحادث الغادر الذي وقع في بيروت، وأتقدم الى عوائلهم بالتعزية والتهنئة وأدعو الله أن يسكنهم الفردوس الأعلى.

في مثل هذا اليوم من العام الماضي شن العدو حربه على غزة، في مثل هذا اليوم سقط المئات من شهداء الشرطة والأجهزة الأمنية الأبطال في الضربة الأولى المفاجئة التي اشتركت فيها ستون طائرة من مختلف الأنواع، العدو أراد من المفاجأة الدموية إحداث صدمة لشعب غزة وللحكومة والمقاومة، لكن الإيمان بالله كان أقوى من الصدمة وأقوى من الطائرات، فامتص الشعب الصدمة، وخرجت الشرطة والأجهزة الأمنية من تحت الركام لتتحمل المسئولية وتقوم بالواجب وتستأنف دورها الوطني إلى جانب كل الوزارات، وتم حفظ الأمن والنظام وتمت السيطرة الكاملة واستمرت الحكومة في قيادة المجتمع المدني في كل جوانبه السياسية والأمنية والصحية والاجتماعية والعلاقات الداخلية والخارجية، وتحركت فصائل المقاومة من الساعات الأولى بقيادة كتائب القسام لترد على هذا العدوان ولتدافع عن غزة وعن الكرامة وعن الأمة.

اثنان وعشرون يوماً وغزة تحت النار والعدوان المتواصل بكافة الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، وتعرضت لأبشع المجازر والجرائم الإنسانية والإبادة الجماعية، وغزة صابرة، وتسطر البطولات، وتتحدى العدوان والمتآمرين والمرجفين، لقد استطاعت دماء غزة وجراحاتها أن تحرك العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه ليخرج الملايين في العالم ينددون بجرائم إسرائيل، ويطالبون برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر.

في اليوم (التاسع عشر من يناير 2009م) أعلنت غزة وفلسطين عن انتصارها، نعم انتصرت غزة، انتصرت بصمودها الأسطوري وبثباتها واستعلائها الإيماني، انتصرت حين فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب، انتصرت إذ ظلت المقاومة في مواقعها شامخة عصية قوية تدافع عن غزة بالإيمان والإرادة وما توفر لها من العتاد والسلاح، انتصرت وقد تجلت وحدة الشعب ووحدة المقاومة وفي تلاحم الشعب والحكومة والمقاومة في صورة تشكل مفخرة للزمان والمكان تصدت المقاومة والقسام في مقدمتها للعدوان وردت عليه بكل بطولة وعنفوان، غزة انتصرت إذ كشفت حقيقة الاحتلال التي أريد لها أن تغيب تحت ستار التسوية والتطبيع، إذ حركت الملايين من أبناء الأمة من المحيط إلى المحيط ومن البشرية جمعاء، وانتصرت إذ أجبرت القوات المعتدية على الانسحاب من أراضي غزة بلا شرط ولا قيد ولم تتنازل عن حقها وحق شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال، ولم تركع أو تنكسر، بل ظلت غزة عصية على الكسر محتفظة بحقها في المقاومة وفي الدفاع عن شعبها.

إن مفهوم النصر غير مفهوم القتل والتدمير، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً وإبادة عائلات بكاملها، وإن مفهوم النصر في معركة متكافئة غير مفهومه في معركة غير متكافئة، إن القادر على التدمير والقتل لم يكن قادراً على تحقيق الانتصار، غزة لم تهزم رغم أنها أوذيت كثيراً في الحرب والحصار وما حدث في القطاع لم يكن مأساة ولكنه ملحمة بطولية بكل ما تعنيه من بطولة الشعوب التي تسعى الى نيل حريتها واسترداد حقوقها.

 

أيها الأحباب. أيها الأخوة والأخوات...

إننا وإياكم نسير بتوفيق الله ورعايته نحو النصر الأكبر، النصر بتحرير القدس والمسجد الأقصى. النصر بتحرير الأرض والإنسان، النصر بحفظ حق العودة، والحفاظ على الثوابت الوطنية، إننا لن نقيل ولن نستقيل، حتى يرحل آخر مستوطن عن أرضنا المحتلة، لن نقيل ولن نستقيل حتى نحرر المسجد الأقصى والقدس ونحرر الأسرى من جميع الأسرى من كل الفصائل بإذن الله، واننا ننظر إلى المفاوضات التي تجريها حركة حماس بشأن صفقة التبادل إنما تهدف الى الإفراج عن أسرى كانوا يتوقون منذ سنوات طويلة الى الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، وتنتظر عائلاتهم بفارغ الصبر الى اختراق يقود إطلاق سراحهم، واننا نتطلع الى أن تشكل الصفقة المرتقبة مدخلاً لهذا الأمل ولهذه الفرحة الوطنية التي هي أبعد بكثير من المكاسب السياسية، وننتظر نتائج طيبة على هذا الصعيد.

الحرب على غزة لم تكن سهله كما تصور قادة الاحتلال، وكما زين له العملاء والمرجفون، فقد ثبت للقاصي والداني كم هو شعبنا عظيماً حياً وفياً صادقاً مخلصاً مباركاً شامخاً، أثبتت حماس أنها متجذرة في الأرض وفي نفوس الشعب، وأثبتت أن غزة ليس وحدها في الميدان، بل تسكن في قلب كل غيور، وأن أي حرب جديدة على غزة كما يهدد قاده الاحتلال بين الفينة والأخرى، وقد لا تكون هناك حرب جديدة، وقد يكون هدف التهديدات الحرب النفسية والتشويش على فعاليات شعبنا وهو يحي ذكرى الصمود والانتصار قد لا تكون هناك حرب في المدى المنظور فنحن نريد لوطننا وشعبنا وغزتنا كل السلامة والأمن والاستقرار ولكن لو فعلها المحتلون فستكون حماقة وهزيمة جديدة لهم بإذن الله، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) لذا فعلى قادة الاحتلال عدم الوقوع في فخ المغامرات، ووهم القوة، فغزة مقبرة الغزاة هكذا كانت في التاريخ، وهكذا هي اليوم في عصر الصحوة الإيمانية والجهادية.

 

الاعمار

        الأخوة والأخوات

إننا نعلم وندرك الثمن الضخم من الشهداء والتضحيات التي دفعتموها من أجل عزة الدين ونصرة الوطن، وندرك الضغوط الهائلة الناتجة عن مشكلة الإعمار، وندرك أن لنا أهلا وأحبابا وأبطالا يعيشون في الخيام، أو في شقق صغيرة مستأجرة، فالأموال التي رصدتها الدول المانحة في شرم الشيخ أو في قمة الكويت لم يصل منها شيئ، لأن البعض للأسف أراد تسييس قضية الاعمار، ووضعها في سياق مختلف استغلالاً للمعاناة والظروف القاسية التي يعيشها شعبنا بهدف ابتزازه وتركعيه، وندرك أن واجباتنا الحكومية إزاء شعبنا كبيرة، ولقد قدمنا للأهل وللأسر المتضررة التي هدمت بيوتها كل ما وصل إلينا من مساعدات، غير أننا ما زلنا عند واجباتنا، وحين ينكسر الحصار وهو إلى انكسار بإذن الله ستجدوننا عندكم وأقرب إليكم مما تظنون، فأمّلوا بالله أولاً ثم بحكومتكم، وبالخيرين الأحرار في كل مكان، أمّلوا بالخير تجدوه بإذن الله، ومن هنا فإنني أدعو الجميع للدخول إلى غزة للشروع في إعادة الاعمار، ونحن في الحكومة ليس لنا تحفظ على أي مؤسسة أو جهة فلسطينية أو عربية أو دولية تود أن تساعد شعبنا في إعادة الاعمار ما دمره الاحتلال.

 

المعابر

        إن الشعوب العربية والإسلامية وجل شعوب العالم إضافة إلى منظمات دولية ومؤسسات حقوق الإنسان وبرلمانيون وخبراء وساسة وأكاديميون مع رفع الحصار عن غزة، ومع فتح المعابر معها، وبالذات معبر رفح المصري الفلسطيني، إن قوافل المساعدات الإنسانية التي ترسلها أوربا والبلاد العربية إلى غزة من خلال البحر أو من خلال البر، وتقودها شخصيات مرموقة كجورج غالاوي ورفاقه البرلمانيين وقادة مؤسسات المجتمع المدني هي خير دليل على حق غزة في الحرية وبمعابر مفتوحة دائماً، وهي إدانة شعبية للسياسة الأميركية والإسرائيلية والإقليمية التي تحاصر غزة وتغلق معابر الحياة فيها.

        وبهذه المناسبة أتوجه باسم الشعب الفلسطيني للنائب جورج غالاوي ورفاقه في حملة (شريان الحياة 3)، وإلى جميع القادة والمؤسسات الأوربية والعربية التي تتعاون معاً من أجل كسر حصار غزة بالتحية والتقدير، وأدعو جمهورية مصر العربية الى السماح بدخول القافلة حتى تتمكن من الوصول الى القطاع في الذكرى الأولى للعدوان على غزة.

شكراً لكم جميعاً وشكراً لكل من يساهم في تخفيف المعاناة وفي رفع الحصار عن شعبنا.

 

الأمم المتحدة

        وهنا، أود في هذه المناسبة، أن أذكر العالم الحرّ بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه غزة المحاصرة، وأذكرهم بتقرير المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية (الستة عشر...

الذي أكد على أن العالم بمؤسساته المختلفة خذل غزة، ولم يؤد واجبه الأخلاقي، ولم يقم بواجباته الإنسانية التي قررها القانون الدولي إزاء الأراضي المحتلة وإزاء الشعب المحتل، وأقول للسيد بان كي مون إن كلمات الشجب والاستنكار لا تكفي. إن عليك واجبات كبيرة في رفع الحصار عن غزة وفي زرع الأمل في نفوس المظلومين في غزة. إن ثقة شعبنا الفلسطيني في الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية تتآكل عاماً بعد عام لتقاعسها عن تحقيق العدالة لشعبنا.

        السيد بان كي مون- الأمين العام للأمم المتحدة بين يديك تقرير جولدستون، الذي أقره مجلس حقوق الإنسان، وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيه شرح كاف لجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها الاحتلال الصهيوني، فأين تقرير جولدستون، إن تغييب التقرير بفيتو أميركي يعني تشجيع إسرائيل على اعتداءات جديدة في المنطقة، الأمم المتحدة لم تقم بدورها لإنصاف شعبنا تاريخياً، وما زال لدينا أمل أن تقرر من خلال رئاستكم لهذه المنظمة الدولية إنصاف شعبنا من المجرمين المعتدين، وبين يديك تقرير آخر عن سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين ونقلها إلى جنود إسرائيليين وهي جريمة حرب أخرى والجريمة ثابتة ومن خلال اعترافات إسرائيلية ملأت الآفاق، وهذا يستوجب حماية شعبنا وحقوقه أحياءً وأمواتاً على السواء، إننا نؤكد على ضرورة ألاَّ يفلت قادة الاحتلال من الملاحقة القانونية والدولية.

السيد بن كي مون: أنى أدعوكم باسم الشعب الفلسطيني أن تنسحب من اللجنة الرباعية، التي أسسها جورج بوش الابن لمحاصرة شعبنا، لا يليق بالأمم المتحدة أن تكون جزءاً من هيئة أو منظومة تحاصر شعباً تحت الاحتلال، وهي المؤسسة التي يُطلب منها تحقيق العدل للمظلومين، ورعاية السلم الدولي..

 

الجدار الفولاذي

الأخوة والأخوات

        إنني انتهز هذه المناسبة الوطنية القومية، مناسبة انتصار الشعب الفلسطيني وحمايتها للأمن القومي العربي والمصري على وجه الخصوص أن أتوجه باسمكم إلى الرئيس محمد حسني مبارك بطل الضربة الجوية التي مهدت للعبور عام 1973م قائلاً إن غزة حصن البوابة الجنوبية لمصر، وأن حماس لا تتدخل في الشئون الداخلية لمصر، وإن أمن غزة من أمن مصر، وغزة لم تشكل أي تهديد لأمن واستقرار مصر والتي هي بمثابة الحضن الدافئ لشعبنا ولغزة على وجه الخصوص والتي ظلت في كنف الإدارة المصرية حتى العام 67، وأن الأنفاق التي توفر بعض مستلزمات الحياة لشعبنا هي حالة استثنائية دفعت إليها الضرورة، ودفع إليها الحصار لذلك فإننا نناشد الرئيس مبارك باتخاذ القرار العاجل بفتح معبر رفح البري، ووقف بناء الجدار الفولاذي الذي يهدد بخنق غزة وشعبها، نحن نؤمن بسيادة مصر على أرضها ونؤمن بحقها في التصرف وحماية حدودها ولكننا نؤمن أيضا بمسئولية مصر الدينية والقومية اتجاه غزة وشعبها المحاصر، إننا في الذكرى الأولى للعدوان على غزة لا نتوقع من مصر الشقيقة أي إجراء يكرس المعاناة ويعمق المأساة ويوسع الضرر الواقع على أهل غزة الذين يعيشون في أكبر سجن عرفه التاريخ المعاصر، إننا ندرك بأن المشكلة الجوهرية في حصار شعبنا تقع على الاحتلال، وهو سبب مأساة شعبنا ونحن لا نفقد البوصلة ولا نلقى بالمشكلة في حجر مصر، ولكننا نتطلع الى أشقائنا العرب والى مصر على وجه الخصوص الى اتخاذ ما يلزم من أجل وقف هذا النزيف الذي يعانيه أهلنا في القطاع، فعلاقتنا بمصر إستراتيجية وبموجب ذلك فعلى مصر مسئوليات بشأن قطاع غزة وشعبه المحاصر.

 

المصالحة.

الأخوة والأخوات

        إننا في الحكومة وفي حركة حماس نؤمن بالحوار والمصالحة مع الأخوة في فتح الذين اختلفنا معهم، وندرك أن لا بديل عن المصالحة والاتفاق، ونؤمن بالمشاركة السياسية، وأنه لا يوجد طريق آخر غير هذا الطريق، لكننا نودّ أن نؤسس نحن والأخوة في فتح قواعد ثابتة للمصالحة والتوافق تقوم على أسس عادلة وتداول سلمي للسلطة واحترام متبادل، وبرنامج سياسي في حده الأدنى يوحد الشعب ويحمي الحقوق والثوابت، ويحفظ الكرامة والمقاومة. ويفتح الخيارات أمام شعبنا، بما يمكنه من الصمود والتصدي للاحتلال والاستيطان وتهويد القدس.

        إننا ندعو الأخوة في فتح إلى استئناف لقاءات الحوار والمصالحة والبحث من خلال لقاءات مباشرة مع حماس في النقاط المختلف فيها، وإيجاد صيغ تشجع على التوقيع وإنهاء الانقسام واستعادة اللحمة، وإنني على استعداد لاستضافة المتحاورين وتقديم كل مساعدة لإنجاح جهودهم. ودوري هنا هو دور مكمل لما قامت به مصر الشقيقة، وليس دوراً بديلاً عنها، وهو مسعى مسئول لتمهيد الطريق أمام التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة. 

 

 

 

 

العلاقات الإقليمية :

إننا ننظر إلى التقارب السعودي السورى وإلى المصالحة السورية اللبنانية بارتياح كبير، ونرى فيها رافعه للقضية الفلسطينية وللحقوق العربية، وندعو إلى تمهيد الطريق لمصالحات عربية أوسع، إن قوة الأمة العربية في تفاهم قادتها وحكامها، وفي توحد شعوبها، وإن القضية الفلسطينية تتقدم إلى الأمام بالتفاهمات والمصالحات، لذلك نحى باسم الشعب الفلسطيني القيادة السورية واللبنانية ونهنئهم بالروح الجديدة التي تعزز التضامن العربي، كما نهنئ لبنان الشقيق على نجاحه في تشكيل حكومة وحدة وطنية.

        كما أننا ننظر بارتياح إلى التقارب التركي العربي الذي جسدته الاتفاقيات المشتركة بين تركيا وسوريا، إننا وأمام المخاطر والتحديات التي نواجهها في منطقتنا العربية والإسلامية ندعو إلى أوسع المصالحات العربية والمقاربات مع دولنا الإسلامية، وعدم خلق أعداء من بين الأخوة والأشقاء وتعزيز التضامن والعمل المشترك، واستعادة زمام المبادرة، وتكريس الهوية الحضارية للأمة، إننا نتمنى عودة الهدوء والاستقرار في ربوع اليمن الشقيق وحماية وحدة شعبه الأبي وترابه الوطني وكذلك حماية وسلامة وسيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.

 

أميركا:

        ولا يفوتني قبل اختتام كلمتي أن أدعو الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس أوباما إلى مراجعة مواقفها المنحازة إلى إسرائيل، والعمل الجاد على بدء عملية التغيير التي وعد بها أوباما في حملته الانتخابية، وإذا كنا قد شعرنا بأمل في كلمات أوباما وزيارته إلى تركيا والقاهرة، فإنا نشعر الآن بأن هناك لوبي صهيوني يجذب الرئيس إلى الخلف، ويعرقل إجراءاته في التغيير في الشرق الأوسط. ونؤكد له أن الاحتلال والاستيطان هما أساس المشاكل والصراع في فلسطين والشرق الأوسط.

        إننا نقول للسيد أوباما إن مفتاح الاستقرار والهدوء في الأرض المقدسة مرهون بزوال الاحتلال وتفكيك المستوطنات والاعتراف بالحقوق الفلسطينية التي يناضل من أجلها الشعب الفلسطيني منذ ستين عاماً. وإنه لا استقرار ولا هدوء مع بقاء الاحتلال لأرضنا الفلسطينية، ومع بقاء أكثر من ستة ملايين من أبناء شعبنا يعيشون في مخيمات اللجوء والشتات، ومع بقاء أكثر من عشرة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.

 

 

 

 

 

خاتمة:

الأخوة والأخوات

أيها الأحباب في كل مكان

        إننا في ذكرى حرب الفرقان، ومن بين دماء الشهداء، والبيوت المدمرة، نحى وبكل الفخر والاعتزاز كل من وقف الى جانب شعبنا وسانده أثناء العدوان، ونحى الملايين التي زحفت من المحيط الى المحيط وفي قلب العواصم الأوربية، كما وأحيّ دولة قطر الشقيقة وأميرها والتي دعت الى مؤتمر قمة غزة الطارئة نصرة لغزة ولفلسطين وأحيى دولة تركيا ورئيس وزرائها صاحب المواقف المشرفة، كما أحيى العلماء والخطباء والأدباء والشعراء والكتاب والصحفيين والإعلاميين والفضائيات العربية وأخص فضائية الجزيرة التي كان لها دور بارز في تغطية العدوان وفضح جرائم الاحتلال، كما أحيى النقابات والاتحادات العمالية والوفود الطبية والهندسية والمهنية والحقوقية التي وصلت الى القطاع أثناء الحرب وبعدها.

 

إن النصر الإلهي الذي تحقق في حرب الفرقان هو في نظرنا مقدمة لازمة للنصر الأكبر بإذن الله، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته