خبر خبير بالشأن الإسرائيلي...الحرب على غزة لم تحقق أهدافها...و حرب جديدة قادمة

الساعة 11:35 ص|27 ديسمبر 2009

خبير بالشأن الإسرائيلي...

الحرب على غزة لم تحقق أهدافها...و حرب جديدة قادمة

القدس المحتلة- فلسطين اليوم

قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت أن الحرب على غزة لم تحقق أهدافها الموضوعة مسبقا، رغم إدعاء الحكومة الإسرائيلية عكس ذلك.

 

وأضاف شلحت في حديث خاص ب" فلسطين اليوم" أن الحرب على غزة اعتبرت بمثابة انتصار بسبب مقارنتها بنتائج الحرب على لبنان، و أيضا بسبب الأهداف التي قيل أنها حققتها و في مقدمتها وقف عملية إطلاق الصواريخ على المستوطنات المحاذية للقطاع.

 

إلا أن الأمر ليس كذلك، كما يقول شلحت، فالحكم على نتائج الحرب يتبين أنها لم تحقق أهدافها التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية و أهمها إضعاف سلطة حماس في القطاع، ووقف عمليات إطلاق الصواريخ و الإفراج عن شاليط، حسبما قال.

 

و تابع:" حتى الصواريخ التي توقف إطلاقها جاء نتيجة الهدنة و لم يكن نتيجة الحرب، و ما زالت حماس في القطاع قوية و أكثر من أول، إلى جانب أن الجندي الإسرائيلي لا يزال في الأسر، أيضا".

 

الحرب أنتجت كارثة "جولدستون"

و أشار شلحت إلى أن الكثير من التحليلات الإسرائيلية بأن الحرب على غزة لم تكن ناجحا، على العكس من ذلك، فقد عرضت الحرب مكانة و سمعه إسرائيل على المستوى الدولي لاهتزاز كبير بسبب الفظائع التي مورست خلال الحرب، و التي أسفرت عنها "تقرير جولدستون" والذي أثار ضجة كبيرة في العالم.

 

و أضاف:" الكثير من المحللين الاستراتيجيين في إسرائيل يشيرون إلى أن بسبب هذا التقرير بدأت شرعية إسرائيل في العالم تتآكل، و إن أي حرب مقبلة ستكون مختلفة من ناحية الفترة الزمنية و إمكانية استعمال القوة المفرطة، كما يقول شلحت.

 

و يستعرض شلحت الآثار الدبلوماسية التي خلفتها الحرب ومنها الأزمة في العلاقات بين إسرائيل و أوروبا، و الأردن، و الأهم من ذلك العلاقات بين إسرائيل و تركيا باعتبار أن التحالف القائم بين الدولتين تحالفا استراتيجيا، و لكن بعد الحرب تعرض للتحالف تعرض لزعزعة.

 

الحرب حتمية...

و في ظل هذه النتائج، هل يمكن فعلا لإسرائيل شن حرب جديدة على غزة و لبنان؟، يجيب شلحت بنعم، فكما يقول " بالنسبة لإسرائيل مسألة الحرب، مسألة وجود لا يمكن إن تعيش بدون حروب، إلى جانب أن التفكير داخل إسرائيل في الآونة الأخيرة يتمحور حول الخيارات العسكرية فقط، فمسألة اندلاع حرب أمر حتمي".

 

وعن المبرر الذي تسوقه الحكومة و المستوى العسكري لمثل هذه الحرب، يقول شلحت، المبررات كثيرة و من أهمها تعاظم قوة حماس و حزب الله فيما يتعلق امتلاك صواريخ يمكن أن تصل إلى وسط إسرائيل، وهو مبرر يمكن أن يدفع إسرائيل لخوض حروب جديدة، بحجة دفاعها عن جبهتها الداخلية.

 

و نوه شلحت إلى أن النظرية الأمنية الإسرائيلية في السابق كانت تعتمد على ما يسمى بأقدام ثلاث، الردع و الإنذار و الحسم، في الآونة الأخيرة أضيفت قدم رابعة و هي الدفاع، حيث يمكن أن يكون الدفاع عن الخطر المحتمل سبب قوي للحرب.

 

و عن إمكانية تجنيد الرأي العام الإسرائيلي لحرب جديدة يقول شلحت أن الحكومة تستطيع أن تجند رأي عام مؤيد للحرب أكثر من تجنيدها لهذا الرأي للسلام.

 

و قال شلحت أن الحرب الأخيرة على غزة أثبتت أن الشعب الإسرائيلي شعب حروب وليس شعب سلام، فالتأييد للحرب كان مطلقا، بسبب عدم وجود خسائر إسرائيلية في الأرواح، وبالتالي أسهل ما يمكن تجنيده للحروب، فالنفسية الإسرائيلية مبنية على أساس أنها موجودة على خطر دائم ومواجهة ذلك من خلال الحرب و الذي هو الملاذ الوحيد.