خبر صحافيو القدس...في مواجهة المستوطنين و الشرطة

الساعة 12:47 م|26 ديسمبر 2009

صحافيو القدس...في مواجهة المستوطنين و الشرطة

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

خلال المسيرة الأسبوعية التي نظمها متضامنون أجانب و أهالي حي الشيخ جراح في قلب مدينة القدس المحتلة الجمعة الماضية، أصيب أكثر من مصور و صحافي فلسطيني في المواجهات التي وقعت بين المستوطنين و الشرطة الإسرائيلية التي اعترضت المسيرة و حاولت تفريقها.

من بين الصحافيين كان المصور المقدسي " نادر بيربس " و الذي أصيب بجراح متوسطة و كسرت معداته الصحافية و الكاميرات التي كان يحملها.

يقول نادر، و الذي يعمل مصورا للتلفزيون الفلسطيني:" عندما اقتربت من الحي هجم علي مجموعة من المستوطنين و قاموا بالاعتداء علي و تكسير الكاميرا و المعدات التصوير التي كنت احملها، و عندما حاولت الدفاع عن نفسي هجم علي مجموعة من أفراد الشرطة الإسرائيلية و قيدوني و اقتادوني إلى مركز الشرطة".

و يتابع نادر أن أفراد الشرطة في حين الاعتداء عليه لم يحركوا ساكنا، على العكس حينما بدأ بالدفاع عن نفسه ومحاولة إبعاد المستوطنين عنه، فقد انهالوا عليه أفراد الشرطة و قاموا بضربة قدموا له تهمة "الاعتداء على إسرائيلي".

و ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها الصحافي نادر لمضايقات مماثلة، فكما يقول، فإن الشرطة و المستوطنين يترصدون الصحافيين الفلسطينيين و يقوموا بالاعتداء عليهم في أي وقت و بلا سبب يذكر.

هجمة مبرمجة...

يقول الصحافي عوض عوض رئيس لجنة المصور الصحافي، ان الصحافيون المقدسيين يتعرضون لاستهداف مقصود، ضمن خطة مبرمجة لإقصائهم عن المدينة.

 فحسبما يقول فإن المخططات الإسرائيلية في مدينة القدس من وجه نظر الاحتلال يجب أن تتم بهدوء وبعيدا عن الإعلام، و من هنا الحرب المنظمة على الصحافيين،المقدسيين، الذين يفضحون الاحتلال ويصدرون للعالم ما لا ترغب سلطة الاحتلال في نشره.

 و شدد الصحافي عوض على أن معاناة الصحافيين المقدسيين ليست بالجديدة، فهذه المعاناة كما يقول، ممتدة منذ سنوات طويلة كباقي الصحافيين الفلسطينيين مع بعض الخصوصية لصحافيين القدس في الفترة الأخيرة الذين باتوا يواجهون المخططات الإسرائيلية في المدينة التي صبت إسرائيل كامل ثقلها على تهويدها.

 و نفى عوض أن تكون هذه الاعتداءات مجرد أحداث عادية، قائلا:" هناك استهداف مباشر ومقصود فالصحافي يكون يلبس الشارة الخاصة بالصحافي و يحمل كاميراته و على سيارته شارة الصحافة، إلا أن الشرطة و المستوطنين يتعمدون الاعتداء عليهم".

 ممنوعون من الأقصى

 ولعل التحدي الأكبر بالنسبة للصحافيين المقدسيين في الفترة الأخيرة هو دخول المسجد الأقصى و تغطية الفعاليات و الشعائر الدينية التي تنظم فيه، يقول الصحافي عوض:" نحن ممنوعين منذ العام 1991 من دول الأقصى كصحافيين مقدسيين، حيث أعلن حينها عن منطقة الحرم منطقة عسكرية مغلقة ممنوع دخول الصحافة إليه، و تحدد ذلك في المناسبات الدينية و الأعياد الإسلامية المختلفة بالإضافة إلى يوم الجمعة".

 تطور الأمر فيما بعد، كما يوضح الصحافي عوض،  و بالتحديد في العام 2009 بدأت الإجراءات ضد دول الصحافيين إلى الأقصى تأخذ بعدا آخرا، حيث منع الصحافيين و المصورين بشكل كامل وفي كافة أيام السنة، حيث يمنع دخول أدوات التسجيل و الكاميرات إلى الأقصى.

 عدا عن ذلك، يمنع أي تصوير مباشر من داخل الأقصى حتى بوجود تنسيق، كما حدث مع تلفزيون فلسطين و المحطات التلفزيونية الأخرى، حيث اعد تنسيقا لتصوير صلاه التراويح التي منع فيما بعد بثها بشكل مباشر و اقتصر الأمر على تصوير الصلاة و بثها في اليوم التالي.

مقاضاة الشرطة...

هذه العراقيل جعلت صحافيين المقدسيين يبحثون عن حلول للحفاظ على الحد الأدنى من حرية الحركة، وذلك من خلال التوجه إلى الاتحاد الدولي للصحافيين في بروكسل، للتدخل عبر القنوات القانونية الدولية.

 يقول الصحافي عوض:" توجهنا إلى الاتحاد الدولي الذي استجاب لمطلبنا و اجتمع معنا في القدس، و طالبناه بالسماح لنا بدول المسجد الأقصى، و خلال الاجتماع أيضا تم الاتفاق على رفع قضية ضد الشرطة الإسرائيلية التي تمنع الصحافيين المقدسيين من دخول الأقصى، وبالفعل باشرنا في هذا الإجراء رفعنا قضية إلى المحكمة ونحن مستمرين في هذه الإجراءات القانونية".

 و أشار عوض إلى خطورة التميز في المعاملة و التي تنتهجها الشرطة الإسرائيلية في التعامل مع الصحافيين المقدسيين، في كل التفاصيل:" رغم أننا نعتبر مقيمون في مدينة القدس و يحق لنا أن نحصل على بطاقة الصحافة من مكتب الصحافة الإسرائيلي و التي تساعد في حرية الحركة، الا أنهم يعاملوننا في هذا الإطار بتمييز حيث أنهم يصدرون البطاقة للصحافيين المقدسيين لمدة عام، في حين الصحافي الإسرائيلي يحصل على بطاقة صالحة لمدة عامين".

 وتابع الصحافي عوض:" في كل عام على الصحافي  الفلسطيني تقديم الأوراق الثبوتية من جديد لتجديدها، و أن تمرر أوراقه على جهاز الأمن الإسرائيلي لإجراء الفحص الأمني حتى يتم الموافقة عليها".

 ويؤكد عوض على انه و حتى في حال الحصول على البطاقة فأن الصحافي المقدسي لا يسمح له بدخول كافة المناطق التي يسمح للصحافي الإسرائيلي من دخولها.

 و حول تأثير استفراد الصحافيين الإسرائيليين بتغطية الحدث في القدس، قال عوض:" وجود صحافيين مقدسيين في الوكالة الأجنبية يسمح بتصدير موقف فلسطيني قوي مقابل الموقف الإسرائيلي، الذي يمكن أن يضع ما لديه من أفكار إلى الرأي العام العالمي، مثلما حدث مؤخرا عندما خرجت الوكالة الفرنسية بصورة هلال رمضان داخله العلم الإسرائيلي، بتعليق يوضح مدى الهدوء السلام الذي يعيشه المقدسيين في المدينة في ظل الاحتلال الإسرائيلي.