خبر زوجي وأبنائي الأربعة..

الساعة 10:16 ص|26 ديسمبر 2009

بعد أن دفن زوجي ابني في الصباح .. لحق به واثنين من أبنائي

فلسطين اليوم – غزة ( خاص )

"ودعتهم جماعة.. أربعة من أبنائي فارقوني بسرعة.. حملتهم بين يدي أقبلهم ليس بفرحة نجاحهم بعد أن كبروا أمام عيني وإنما بوداعهم الأبدي إلى الموت"..

 

مدحت كان البداية.. نبأ كالصاعقة جاء به زوجي أبو إيهاب بنر ليخبرني أن ابني مدحت قد استشهد دون أن أعلم أن زوجي الذي أخبرني في المرة الأولى لن يكون موجوداً ليخفف عني مصيبتي الكبيرة بإستشهاده وإثنين من أبنائي شادي.. وصمتت قليلاً وهي تقبل صورته.. وأحمد.. وانهمرت  في البكاء قبل أن تصمت قليلاً.. لتستذكر ما حل بها قبل عام من الآن.

 

أم إيهاب بنر لعلها الخنساء المئة في فلسطين بشئ من الحزن تسرد لـ"فلسطين اليوم" قصة زوجها الذي حمل ابنه مدحت على كتفيه لدفنه ومغادرته للمقابر بصعوبة خوفاً من الفراق.

 

وقالت لم يستطع أن يتحمل الحدث فقد ظل البكاء هو المسيطر على أبو إيهاب طوال اليوم, وعندما حل الظلام قرر أبنائي أن يأخذوا أبيهم للبيت لينال قسطاً من الراحة, ومن منهم كان يعلم أن الراحة التي ابتغوها لأبيهم كانت أبدية ...

 

تجلس متوسطة صور أبناءها الأربعة .."أتذكر تلك الليلة جيداً، حيث كنت في المنزل وسمعت صوت القصف الشديد لشارع الطواحين بحي الشجاعية بصورة همجية, ولم أكن أعلم أن زوجي سيكون  من بين الشهداء وأثنين من ابنائي شادي وأحمد.

 

"خمسة من أفراد أسرتي فقدتهم  في عام واحد , فقبل مرور الذكرى السنوية  لاستشهاد ابني محمد الذي ارتقى إلى العلا أثناء تأديته لأحد المهات الجهادية, وجدت نفسي أودع زوجي الذي تحملت معه عناء الحياة... ومدحت الذي لم يمض على زواجه الشهرين, ...وشادي الحالم بالشهادة طوال الوقت..وأحمد الذي لم يتسن له بعد الحصول على الشهادة الثانوية".  

 

شهداء هنا, وأنين جرحى هناك, صرخات للأطفال هزت سماء حى الشجاعية في أخر يوم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة, وها هي الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تطل على الغزيين حاملة معها آهات الثكالى وأنين الجرحى ودمعات اليتامى وصرخات الأمهات على فقدان أبنائهم .