خبر المتهرب- هآرتس

الساعة 10:35 ص|24 ديسمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

احدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو هذا الاسبوع الايهام بحسم مصيري لصفقة اعادة الجندي الاسير جلعاد شليت. دعا نتنياهو الى مشاورات متقاربة مع اعضاء "منتدى السباعية" ورؤوس جهاز الامن، والتقى عائلة شليت وعائلات ثكلى لضحايا ارهاب، بل ألمح الى أنه شعر بالسوء لثقل القرار. لكن المباحثات والحيرة انتهيا الى غير شيء كما في الماضي.

        رفضت حكومة نتنياهو الاقتراح الذي نقله اليها الوسيط الالماني، وهي تصر على طلبها اجلاء نحو من مائة ارهابي فلسطيني سيحررون في الصفقة الى قطاع غزة او الى دول عربية او الى اوروبا بشرط الا يسيروا احرارا في الضفة الغربية. وتصر حماس على ان يستطيع جميع المحررين العودة الى بيوتهم. يبين الفرق في المواقف ان التفاوض سيستمر وان شليت سيظل في اسره في هذه الاثناء.

        يمكن أن نتفهم حيرة نتنياهو. فهو خاصة، الذي بنى حياته المهنية العامة على "الوقوف الحازم في مواجهة الارهاب"، محتاج الان الى ان يدفع مبادئه وان يطلق من كانوا مسؤولين عن عمليات قتل فيها مئات من الاسرائيليين. ستكون كل عملية بعد الصفقة من مسؤوليته. وسيتهمونه في اليمين بتشجيع الارهاب. كلما مر الوقت احتاج نتنياهو الى أن يبين لماذا تؤجل الصفقة والى أن يقنع الجمهور بانه نجح في أن يستخرج من حماس شروطا افضل من سلفه ايهود اولمرت.

        والنتيجة هي أن نتنياهو يتهرب من القرار ويحاول اعادته ارضاء الجميع: ان يظهر العمل من اجل عائلة شليت ومؤيدي الصفقة وان يعرض مطالب على حماس تعجب المعارضين. لكن هذه نتيجة غير محتملة. انتخب نتنياهو ليقود ويقرر، وتسويفه في صفقة شليت يسيء الى توليه رئاسة الحكومة.

        تم الاتفاق على مخطط الصفقة في مدة ولاية اولمرت ولم ينجح نتنياهو في تغييره في اشهر ولايته التسعة. لن يغير اجلاء المحررين شيئا. اذا جالوا في العالم وخططوا هناك لعمليات في اهداف اسرائيلية ويهودية بدل العودة الى الضفة – حيث سيكونون تحت رقابة الشاباك والسلطة الفلسطينية. بدل تضييع وقت آخر على العاب تمجيد للذات لا بقاء لها مع حماس يجب على نتنياهو ان يقول حسم الامر. حان الوقت للبت ولانهاء معاناة شليت وعائلته واعادة الجندي الى بيته.