خبر نتنياهو يفكر منذ الان كديما (الى الامام) -معاريف

الساعة 10:25 ص|22 ديسمبر 2009

بقلم: بن كاسبيت

 (المضمون: رغم أن نتنياهو يظهر وكأنه يتعذب ويتردد في موضوع شليت الا انه يجد الوقت والطاقة ليصرفهما على محاولات شق حزب كديما مع أن لديه ائتلافا مستقرا وحكومة من 30 وزير -  المصدر).

 

        من الصعب التصديق ولكن بنيامين نتنياهو وجد أمس الوقت للقاء مع محافل من كديما كي يواصل دفع خطته لتفكيك المعارضة، بالتوازي مع اعادة جلعاد شليت الى الديار. الخطة كبيرة، عظيمة، ويفترض بها أن تنفذ في وقت واحد.

        واكثر صعوبة التصديق ولكن وزير الدفاع ايهود باراك هو الاخر اعطى له كتفا مساندة. لا، ليس المقصود اعادة شليت الى الديار، بل تفكيك كديما. باراك ايضا، من جهته، مارس ضغطا على اعضاء من كديما كي يفروا من حزبهم. اذا كان هذا ما يتصدر اهتمام رئيس الوزراء ووزير الدفاع في هذه الايام والليالي العاصفة فما الغرو في أن السباعية لا تزال تتردد ولا يوجد قرار واضح.

        يمكن أن نفهم نتنياهو. فهو يعرف ما الذي سيتلقاه من انتقاد اذا خضع لحماس ويحاول تقليص الضرر. يحاول اعداد حجة غيبة لنفسه. يثبت، على هذا المستوى او ذاك من الشفقة بان ها هو نجح في أن يحلي القرص المرير. في هذه الاثناء، يواصل التردد. الميزان في السباعية – تعادل 3 – 3 عنيد ومستقر، يزعجه. فأسهل عليه لو كانت هناك اغلبية بارزة في هذا الاتجاه او ذاك بحيث يكون بوسعه ان يختبىء خلفه. ولكنه لا يستطيع. "هو يريد جدا أن يكون رئيس وزراء"، قال أمس عضو في السباعية، في حديث خاص، "إذن ها هو رئيس الوزراء. القرار قراره وقراره وحده فقط. لا السباعية، لا الثمانية، لا المجلس الوزاري ولا الحكومة. ما يقرره هو ما سيحصل. فقط ان يقرر وهذا هو".

        كيف سيقرر وهو ممزق. حقا ممزق. كل حياته جعلها مهنة في المزايدة على اولئك الذين "خضعوا للارهاب"، وها هو يوشك على أن يصبح اول هؤلاء الخاضعين. وهو محوط بمعارضين للصفقة. في البيت، في المكتب، حيثما اتجه. وهو يقرأ الاستطلاعات بل ويجري استطلاعات، يرى المعطيات التي تهبط الى الاسفل (حقيقة غريبة رغم الاغلبية الواضحة في الجمهور في صالح الصفقة، فان نتنياهو لا يستفيد سياسيا)، ويواصل التردد. ومثلما يحصل له دوما يبدأ بالشعور بسوء الحالة. حلقه يؤلمه. رأسه دائخ. صعب عليه هذا الضغط. يا لها من بهجة حين كان في المعارضة. كان يمكنه أن ينتقد، ان يزايد، ان يقترح اقتراحات وان يرسم خطوط حمراء. كم هي خطاباته ملتهبة تلك التي كان سيلقيها ضد صفقة شليت لو أنه كان رئيس المعارضة. لماذا اولمرت، هذا النذل، لم ينهِ هذه القصة وينظف الطاولة؟ من أجل ماذا أبقى له هذا؟

        في النهاية، كما يقدر رجاله، سيأخذ في الامر. من الصعب التصديق بان هذا سيحصل اليوم او غدا. فهو سيخرج لنفسه روحه، وروحنا، قليلا بعض الشيء. وربما المزيد من هذا القليل ايضا. في هذه الاثناء، كما اسلفنا، يواصل الخطوة السياسية الكبيرة. ثمة حاجة الى قدر كبير من التهكم، وكذا غير قليل من الفزع الشخصي البنيوي، لتكريس هذا القدر الكبير من الطاقة لتفكيك حزب المعارضة (عندما يكون لديك ائتلاف مستقر وحكومة من 30 وزير)، بالتوازي مع مداولات محملة بالمصير حول النووي الايراني وجلعاد شليت. ولكن هذه حقيقة: نتنياهو، شخصيا، يدير الاتصالات، الى جانب الوزير يسرائيل كاتس وبعض المتفرغين السياسيين. وهو يجلس بنفسه مع رجال كديما. يظهر في احداث ومناسبات مفاجئة، يرفع الهواتف، يؤرجح، يعد، يبالغ بالاوصاف الوردية ويتحدث عن مستقبل مشترك. في الاستطلاعات، يفحص منذ الان خيارات سياسية مثل السير المشترك مع باراك وربما ايضا مع موفاز (الذي لا يعرف عن هذا شيئا او نصف شيء في هذه اللحظة). وهو لا يرتاح للحظة، نتنياهو، لا يجد راحة لنفسه المتنازعة، ينام قليلا، يتعذب كثيرا، هكذا هو ايضا يبدو، هكذا هو ايضا يشعر، وكل هذا حول صفقة لتحرير اسير واحد. مشوق ان نعرف ماذا سيحصل حين نصل الى الموضوع الايراني.