خبر خبير مائي يعتبر جدار مصر الفولاذي تهديداً استراتيجياً للمخزون الجوفي لمياه قطاع غزة

الساعة 09:24 م|21 ديسمبر 2009

خبير مائي يعتبر جدار مصر الفولاذي تهديداً استراتيجياً للمخزون الجوفي لمياه قطاع غزة

فلسطين اليوم- وكالات

 اعتبر خبير مياه فلسطيني جدار مصر الفولاذي تهديداً استراتيجياً للمخزون الجوفي لمياه قطاع غزة، محذراً من محاصرة القطاع اقتصادياً ومائياً جراء هذا الجدار.

 

وشبه المهندس نزار الوحيدي الجدار الفولاذي بمصائد المياه الجوفية التي حفرها الاحتلال الإسرائيلي على حدود غزة الشرقية والشمالية ليشكل حصاراً مائياً إضافياً على القطاع، مؤكداً أن الخزان الجوفي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة خزان جوفي مشترك ومتداخل.

 

وقال: "الجدار الفولاذي يعد أحد العوائق الاصطناعية والسياسية التي سيكون لها أثر بيئي خطير على تواصل حركة المياه في الخزان الجوفي واستمرارها، خصوصاً وأن الحفر سيصل إلى عمق 30 متراً".

 

وأضاف: "الخزان الجوفي سيكون ايضاً عرضة لتسرب مياه البحر المالحة مباشرة، اذ سترتطم هذه بالصدع المتكون في عمق الخزان الجوفي بعد أن أحدث خلخلة في القطاع الأرضي من جراء الصفائح الحديدية وما حولها".

 

وأكد الخبير المائي أن المشاريع التي تنفذ بهذه الطريقة ذات آثار سلبية كبيرة لا يُنصح بها، علاوة على أن ذلك سيجبر الفلسطينيين على حفر أنفاقهم على أعماق كبيرة وهذا من الناحية العملية غير ممكن في معظم المناطق على الحدود لوجود المياه الجوفية على هذه الأعماق، لافتاً إلى أن إنشاء مثل هذا الجدار من شأنه أن يؤثر على المياه الجوفية ونوعيتها على المديين المتوسط والبعيد.

 

وقال: "يحدث التلوث بسبب سهولة نقل الملوثات إلى باطن الأرض نتيجة لحدوث خلخلة في التربة وعدم تماسكها، إضافة إلى إمكانية تآكل هذا الجدار خصوصاً وأنه سيكون في بيئة رطبة ما سيجعل من الممكن انتقال عناصر نادرة مكونة لهذا الجدار إلى المياه الجوفية وتلويثها".

 

وقال الوحيدي انه يدعو "خبراء المياه والبيئة في مصر الشقيقة وخارجها الى اللتدخل السريع لحماية الخزان الجوفي في قطاع غزة من تدهور إضافي وتلوث"، موضحاً أن بناء مثل هذا الجدار الفولاذي على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة من شأنه أن يزيد الحصار المفروض على الفلسطينيين داخل قطاع غزة من جانب الاحتلال، "فالحصار هذه المرة لن يكون فقط بمنع وصول الطعام والوقود والسلع الضرورية لحياة الفلسطينيين بل سيتعدى ذلك ليحاصر الفلسطينيين مائياً".

 

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي طرحت قبل سنوات عطاءً لإنشاء قناة مائية أو خندق على طول الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، إذ كان من المفترض أن يتم إنشاء هذه القناة بعرض يتراوح ما بين 50 متراً و100 متر، وعمق 10 امتار إلى 15 متراً على أن يتم ملء هذه القناة بمياه البحر، إلا أن هذا المشروع لم ير النور آنذاك لعدم إمكانية تطبيقه من الناحية العملية ولتأثيره السلبي على حياة كل من الفلسطينيين والمصريين في تلك المنطقة بيئياً واقتصادياً واجتماعياً.