خبر إسرائيل تشدد حربها على مقاومي جدار الفصل العنصري

الساعة 05:57 ص|21 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : رام الله

حملة إسرائيلية جديدة آخذة بالتصاعد لاستهداف ناشطي المقاومة الشعبية المناهضة لجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وتمثلت بازدياد عمليات الاعتقال في صفوفهم، والتضييق عليهم وعلى أهاليهم.

القصة بدأت منذ اللحظة الأولى التي شرعت فيها إسرائيل ببناء الجدار قبل أربع سنوات، لكنها تفاقمت في الآونة الأخيرة، وفق ما يؤكد عضو اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار في قرية بلعين محمد الخطيب.

35 من رفاق الخطيب اعتقلوا مؤخراً، بينهم منسق اللجنة عبد الله أبو رحمة، والتهم الموجهة إليهم تتعلق بقيامهم بعمليات "تحريض" ضد إسرائيل، إلى جانب المساهمة في "أعمال غير قانونية"، وإلقاء الحجارة على الجنود المتواجدين قرب الجدار. وبحسب الخطيب فإن هذه التهم قد يقابلها أحكام بالسجن تتراوح ما بين سنة إلى ثلاث سنوات.

الغريب، برأي الخطيب، هو التوقيت الذي بدأت فيه هذه الحملة في بلعين، التي يريدها الاحتلال أن تكون "نموذجاً" يمكن سحبه على باقي مناطق المقاومة الشعبية ضد الجدار. ويقول الخطيب "توقعوا أن نوقف المقاومة الشعبية، لكننا مستمرون منذ أربع سنوات ولن نتوقف، ولعل هذا ما جعلهم يفكرون بزيادة عنفهم تجاهنا".

ويضيف الخطيب "إن عبد الله أبو رحمة اعتقل الأسبوع الماضي في عملية للقوات الإسرائيلية في رام الله، وقبلها حاولت قوات الاحتلال اعتقاله أكثر من مرة بعد مداهمة منزله، وثمة 19 من زملاء عبد الله اعتقلوا على التوالي في بلعين، وضعفهم في نعلين وقرية المعصرة، وكلهم يخضعون لتحقيقات متواصلة من قبل المخابرات الإسرائيلية تتركز حول التحريض".

ويشير الخطيب إلى أنّ ما يجري في بلعين حاليا "حرب منظمة بدأت رويداً رويداً، وبدأت تتفاقم في غضون أسابيع"، لافتاً إلى أنّ هذه الحملة هي "محاولة للم الشباب داخل الزنزانة وإحباط كل التحركات الشعبية".

من جهته، قال راتب أبو رحمة، شقيق عبد الله، "لقد اعتقلوا أخي واقتادوه من بيته رغم انه كان دائماً أمامهم في التظاهرات التي ننظمها ضد الجدار. ببساطة هم يريدون نقل رسالة لنا مفادها: إننا قادرون على أن نطالكم مهما كانت الظروف، وسنجمع ما يكفي من تهم لزجكم خلف القضبان".

وبالنظر إلى لائحة الاتهام المقدمة ضد عبد الله أبو رحمة، يتضح أن التهم الموجهة إليه ستقوده إلى سجن يمتد ثلاث سنوات، وفق ما تؤكد زوجته، التي قالت :" إنّ عبد الله ما زال يلازم الصمت داخل أقبية التحقيق، وهو يرفض التعامل مع المحققين، ويشدد خلال كل جلسات التحقيق على أن أصحاب الحق ليسوا جناة، ونحن لا نريد منكم شيئا سوى استعادة أرضنا".

ويجمع العديد من الناشطين ضد الجدار على أن مصيرهم مرشح لأن يكون قريبا جدا مثل مصير عبد الله أبو رحمة.

ويقول منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في قرية المعصرة (قرب مدينة بيت لحم) محمد بروجيه :" إن الحرب على ناشطي الجدار بدأت عمليا قبل نحو ستة أشهر"، مشيرا إلى أن المعصرة كانت " بداية القطاف"، حيث اعتقل من القرية أكثر من 20 شخصا، من بينهم ستة أشخاص ما زالوا في الأسر، والباقون فرضت عليهم قيود تنفيذ، بدفع غرامات مالية تقدر بستة آلاف دولار للفرد حال إلقاء القبض عليه قرب الجدار.

ويضيف بروجيه أنه "منذ نحو ستة أشهر لاحظنا أنهم كثفوا نشاطاتهم ضدنا، فقد بدأوا باقتحام بيوتنا في منتصف الليل، وكسروا ما فيها من محتويات، واخرجوا أهالينا إلى العراء في البرد القارس".

ويتابع "هم يحاولون أيضاً الضغط على الأهالي في المعصرة من خلال حملات منظمة ضد القرية، تتمثل بعمليات اقتحام متكررة، وإغلاق المداخل، ومنع عمال المعصرة الحاملين للتصاريح من التوجه إلى العمل داخل إسرائيل. ببساطة هم يريدون أن يصلوا إلى المرحلة التي يقول لنا الأهالي فيها: توقفوا عن مناهضة الجدار لأننا تعبنا. لكن حتى الآن نفَسُنا لم ولن ينقطع".

ويجمع بروجيه والخطيب وأبو رحمة أن الحملة الإسرائيلية تزداد ضراوة ضد ناشطي الجدار منذ أن بدأت اللجان الثلاث (في نعلين وبلعين والمعصرة) تنسق نشاطاتها لتكون متكاملة كل يوم جمعة خلال مسيرات الجدار الأسبوعية.

وقال الخطيب "لقد لاحظنا أنّ الحملة علينا بدأت تزداد ضراوة، منذ أنّ بدأنا التنسيق سوية للقيام بشيء منظم ومتواز ضد الجدار".

بدوره أشار بروجيه إلى أن إسرائيل كثفت حربها على ناشطي الجدار منذ "ازدياد عدد الأجانب الذين يتوافدون إلى القرى الفلسطينية التي تقاوم الجدار، فنحن نشهد مشاركة 50 إلى 80 ناشط أجنبي خلال كل مسيرة في كل موقع".