خبر الشيخ الشامي: صمود شعبنا أفشل الحصار.. والتهديدات الإسرائيلية تحتّم علينا الاستعداد

الساعة 01:20 م|17 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشيخ عبد الله الشامي، أن الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ نحو ثلاث سنين، لم ينجح في كسر صمود شعبنا، إلى جانب التأكيد على ثبات الحركات الإسلامية وصمودها في وجه الضغوطات الدولية، مشدداً على ضرورة الالتفاف حول خيار الجهاد والمقاومة باعتباره الخيار الأقدر والأصوب لإفشال كافة المخططات والمشاريع التصفوية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

 

وأوضح الشامي في مقابلة مع جريدة "الاستقلال"  أن شعبنا في قطاع غزة استطاع عبر صموده الأسطوري، إفشال كافة المخططات الرامية إلى تركيعه وفرض الإملاءات عليه من قبل الاحتلال، بما فيها المخططات والمشاريع التصفوية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

 

وحول التهديدات الإسرائيلية بخصوص حرب قادمة على غزة، أكد الشامي انه من المعروف أن الكيان الصهيوني دولة عسكرية في المقام الأول، قامت على الحرب واستمرت في الحرب ولن تعيش بدون حرب، وأقول أن الحرب الأخيرة كانت جولة وما هو قادم سيكون أشد عنفاً، فهي اليوم تمهد لذلك عبر ترويجها أن المقاومة تستعد وتتجهز بأسلحة خطيرة ومتطورة، لذلك يجب على المقاومة أن تكون مستعدة تماما لذلك سواء على صعيد إدخال السلاح أو التدريبات الميدانية وحشد المجاهدين.

 

وأوضح الشيخ الشامي أن الحديث الإسرائيلي عن تجميد الاستيطان لا يعدو كونه خدعة جديدة من خدع الاحتلال التي لم تعد تنطلي على شعبنا ولا حتى الرأي العام العالمي الذي بات يدرك حقيقة الممارسات العدوانية الإسرائيلية بحق شعبنا، والتي جسدت الحرب على غزة أبشع صورها.

 

وأضاف هذا كلام كذب واضح، الممارسة العملية تكشف ذلك، المحتل يطرح فكرة تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر، ولكنه يصر على  تنفيذ القرارات التي اتخذها قبل ذلك ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية وهذا يحتاج إلى سنوات عدة لإنشائها، ما يعني أن تجميد الاستيطان هو وهم ومراوغة، ولكن للأسف أننا تجاهلنا القرءان الكريم وجعلناه وراء ظهورنا. فطبيعة اليهود تقوم على هذا الجدل والمراوغة، ومع ذلك يصر أبو مازن خلال تصريحاته أن المفاوضات هي الخيار السياسي الوحيد للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني، رغم استمرار المفاوضات 18 عاماً ولم يحصل الشعب الفلسطيني على شئ سوى المزيد من القتل والتدمير.

 

وشدد الشيخ الشامي على أن المشروع الأوروبي وعلى رأسه بريطانيا وأمريكا تبنوا المشروع الصهيوني منذ تأسيسه، على أساس أنه ارتكب بحقهم جرائم، وحاولوا أن يكفروا عن خطيئتهم بإقامة وطن لهم في فلسطين، واليوم ظهر المشروع الغربي للعالم أنهم يقفوا مع حكومة المحتل ضد عذاب الشعب الفلسطيني ومعاناته، هذا السياق يأخذ شكلا أخلاقيا وليس سياسيا تنفيذيا، فالاتحاد الأوروبي لم يستطع أجبار إسرائيل على الانسحاب من قرية "الغجر" اللبنانية رغم وجود قرار دولي بذلك، وهذا لدليل واضح على شكلية تصريحاتهم دون تحقيقها على أرض الواقع، ما يؤكد أنه ليس هناك رهان على الموقف الأوروبي أو الأمريكي على تبني آلام وعذابات الشعب الفلسطيني.

 

وفيما يتعلق بجهود المصالحة أوضح القيادي في الجهاد أن الجهود وصلت منذ وقت سابق إلى طريق مسدود، فالمصالح الحزبية هي التي حكمت العلاقة وليست مصلحة الشعب، ولو كان ما يعانيه شعبنا من هموم أمام أعين جميع الأطراف لقدم أحدهم بعض التنازلات للآخر، من أجل أبناء شعبه، لكن الإيثار الواضع والصريح لمصلحة الحزب هي القائمة ومن يدفع الثمن دائما هو الشعب الفلسطيني.

 

 وأضاف أن الخروج من هذا المأزق يتمثل في الالتفاف حول مشروع وحدوي مقاوم، خاصة بعد أن أقر القائمون على مشروع التسوية بفشله بعد نحو ثمانية عشر عاما من الجلسات والحوارات والمفاوضات.

 

أما بالنسبة لمن يرى بان اللجوء الى صناديق الاقتراع هو الحل، فنحن في حركة الجهاد الاسلامي أكدنا مرارا وتكرارا على أن الانتخابات هي من اوجد هذا الخلاف، حيث خلقت تلك الانتخابات صراعا داخليا أثر على مسيرة العمل المقاوم، كما انتقل الصراع مع الاحتلال الى الصراع على المناصب، وبتنا وكأننا نعيش في دولتين متصارعتين (غزة والضفة).