خبر غزة تمتلئ بحمير وأحصنة مهربة من مصر عبر الأنفاق

الساعة 07:52 ص|17 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

اعتاد الـمواطنون من سكان الـمناطق القريبة من الحدود الـمصرية الفلسطينية (مجمع الأنفاق) رؤية مركبات وشاحنات صغيرة تغادر تلك الـمنطقة وهي محملة بمختلف أنواع السلع والبضائع، أو بالخراف والأبقار الصغيرة، لكن ما أثار استهجانهم واستغرابهم، خلال الفترة الـماضية هو أن بعض تلك الـمركبات كانت تغادر الحدود وهي محملة بعشرات الحمير والأحصنة.

في البداية اعتقد البعض أنها ربما تستخدم في نقل الرمال أو البضائع لكن سرعان ما اكتشفوا أن تلك الحيوانات قادمة من الأراضي الـمصرية وقد هربت من خلال أنفاق رفح.

ويشير الشاب عصام جبر، من العاملين في الأنفاق، إلى أن تهريب أية سلعة أو بضاعة يخضع لـمدى حاجة السوق لتلك البضاعة، ومدى العائد الـمادي الذي يمكن أن تدره تلك البضائع على مالك النفق أو التاجر، موضحاً أن مالكي الأنفاق استشعروا ارتفاع أسعار الحمير والأحصنة في قطاع غزة وقرروا البدء بتهريبها.

وبيّن أن الـمئات منها هربت وأدخلت إلى قطاع غزة خلال الفترة الـماضية، وقال إن بعض الأنفاق تم توسيعها خصيصاً لنقل تلك الحيوانات كبيرة الحجم مقارنة بالأبقار الصغيرة والخراف، موضحاً أن تهريبها عادة ما يتم بمجموعات وباستخدام حيوان مدرب لا يخشى السير في النفق، فتسير الـمجموعة الـمنوي تهريبها وراءه إلى أن تصل الجانب الآخر من النفق.

أما الـمواطن أحمد جمعة ويمتلك مركبة نقل بضائع، فأكد أنه نقل عشرات الحمير والأحصنة بواسطة مركبته بعد أن أخرجت من الأنفاق، موضحاً أن تهريب الأخيرة تزايد بصورة ملحوظة خلال الشهرين الـماضيين لدرجة أنها ملأت القطاع.

 

انخفاض أسعارها

وكان بعض تجار ومالكي الحمير والأحصنة أكدوا أن أسعار الأخيرة انخفضت بصورة ملـموسة، بعد تزايد أعدادها خلال الفترة الـماضية.

وأوضح "أبو عادل" ويمتلك عربة يجرها حمار، أن ثمن الحمار كان يصل إلى أكثر من 600 دينار أردني، أما الآن فثمنه لا يتعدى 400 دينار، وكذلك الحال بالنسبة للأحصنة التي أصبح الواحد منها يباع بنحو ألف دينار بعد أن كان يصل ثمنه إلى 1300 دينار.

وأشار "أبو عادل" إلى أن الزبائن يقبلون على شراء الحمير والأحصنة الـمهربة من مصر أكثر من الـمحلية؛ نظراً لأن بنيتها الجسدية وحجمها أكبر، وقدرتها على التحمل ونقل البضائع أقوى.

ولفت الـمواطن محمد رشيد إلى أنه استبدل حماره القديم بآخر من تلك التي هربت من مصر ودفع لقاء ذلك مبلغاً من الـمال.

وأوضح: أن الحمار الـمهرب من مصر أقوى وأكثر تحملاً في نقل البضائع والسير في الطرق الوعرة، لافتاً إلى أنه ينقل بواسطته كميات كبيرة من البضائع والسلع لصالح مواطنين يومياً، ما يدر عليه دخلاً وصفه بالجيد.

 

قلق من انتشارها

وكان مواطنون أعربوا عن خشيتهم من تزايد أعداد تلك الحيوانات في شوارع قطاع غزة.

ويقول الـمواطن محمد زعرب: إن ظاهرة تزايد الحمير والأحصنة في قطاع غزة بدت ملحوظة، وبدأت الأخيرة تعرقل حركة السير، خاصة بالقرب من سوق الخضار.

أما الـمواطن يوسف حسونة، فأعرب عن خشيته من أن تكون تلك الحيوانات حاملة لأوبئة أو أمراض قد تضر الثروة الحيوانية في قطاع غزة، خاصة أن معظمها لـم يخضع للفحص الطبي ولـم يتلق أية لقاحات أو أدوية.

يذكر أن سكان القرى الزراعية والـمناطق الريفية الواقعة شرق القطاع يعتمدون على الحيوانات بصورة كبيرة في التنقل ونقل أمتعتهم وحاجياتهم، لاسيما أن معظم الشوارع في تلك الـمناطق ترابية لا تصلح لسير الـمركبات.