خبر نازيون جدد بيننا.. معاريف

الساعة 09:11 ص|15 ديسمبر 2009

بقلم: بن - درور يميني

انهم "منا". رواد. ملح الارض. لحم من لحمنا. انهم يتخلون من الحياة المريحة ليكونوا هناك الاوائل على الارض. اجل، انهم شاغبون ويبالغون هنا وهناك، لكن لا يجب تعظيم ذلك. فهم في جانبنا.

هذا هو التصور الذي يغلب على كثيرين جدا بيننا. يصعب علينا ان نفهم الخطر. الحديث عن سرطان. ان من يسلك سلوك نازي جديد او رجل جهاد فهذه صفته ولتكن ديانته ما كانت. يوجد مسيحيون كهؤلاء، ومسلمون كذلك، واذا كان هذا ما زال غير واضح لنا فيحسن ان نستبخل انه يوجد يهود كهؤلاء ايضا.

انهم موجودون في كل أمة. ففي هنغاريا وفرنسا واوكرانيا توجد ظواهر مقززة لراسمي الصلبان المعكوفة وحارقي الكنس ومدنسي المقابر. هؤلاء أناس عنصريتهم هي اعتقادهم وعندنا أناس كهؤلاء. أهم قلة قليلة هامشية؟ ربما يكونون. بيد انه لا حاجة الى اكثر من قلة قليلة لاشعال الحريق. ليسوا "منا" وليسوا روادا. الحديث عن اعداء. ان كارهي اسرائيل في العالم انقضوا على صور المسجد المحروق في قرية يسوف كمن وجد غنيمة كبيرة. اننا لا ندرك كيف تبدو هذه الصور في العالم الواسع. انها فظاعة. فمعادو السامية من اليمين واليسار يحتفلون. لان محاربة اسرائيل، عند من لا يفهم ليست لصواريخ القسام او الكاتيوشا فقط. ان ميدان المعركة الرئيس هو شرعية دولة اسرائيل. ان الزعران الذين دنسوا المسجد اعداؤنا لانهم يسهمون اكبر اسهام في حملة اليسار المتطرف واحمدي نجاد وهوغو شفاز لسلب اسرائيل شرعتها. انهم يقوون المعسكر الذي يريد جعل اسرائيل دولة برصاء. تعلم دولة سليمة كيف تكف هذه الظواهر. لكنه يتبين عندنا ان الامر يرفض ان يحسم. يوجد هنا غفران. صحيح، يندد رئيس الحكومة ووزير الدفاع. لكن اين العمل؟ اين الادراك الاساسي ان الحديث عن مخربين اضرارهم باسرائيل كبير مثل اضرار رجال حماس بالضبط؟ اين ادراك ان الحديث في واقع الامر عن نسخة يهودية من النازية الجديدة؟ اين ادراك ان الحديث عن اعداء، وعن محاربين خطرين في معركة لسلب دولة اسرائيل شرعيتها؟

يجب الا نقول انهم قلة قليلة هامشية. فهؤلاء الناس يحظون بتأييد من أعلى مستوى. صدرت عن الحاخام مردخاي الياهو الزعيم الروحي للصهيونية المتدينة فتوى تحل زيتون العرب. يستطيع كثيرون انكار مزاعم ان اليهود هو الذين يفسدون كروم الفلسطينيين وان يزعموا ان الحديث عن تحرش ليساريين. بيد ان الفتوى تحدد الاتجاه. لا يعني ذلك ان الياهو قال شيئا ما عن المساجد لكن من يجيز سلب الزيتون يمكن ان يوافق على تدنيس المساجد.

ليس الحاخام الياهو مجرد حاخام. فالحديث عن الزعيم الروحي والمرشد للصهيونية الدينية. في الخمسينيات كان الياهو عضوا في "بريت هكنائيم" (حلف المتطرفين) وهي جبهة سرية ارادت ان تفرض الشرعية بالعنف على دولة اسرائيل. ليس واضحا كيف اصبح شخص كهذا حاخاما رئيسا على السنين. حدث ذلك. وتبين فتواه التي تبيح السلب انه لم يجر تغير كبير على هذا المرشد الروحي.

متى تنتبه دولة اسرائيل وتدرك ان الحديث عن خطر حقيقي من عدو داخلي؟ متى ينتبه المعسكر الصهيوني  الرسمي ويدرك انه ينمو بيننا سرطان فتاك؟ متى ندرك جميعا انه يجب وقف هؤلاء الزعران الذين يشبهون الجهاديين والنازيين الجدد وهم صغار؟ لندع الله ألا يكون ذلك متأخرا.