خبر أربما تصمتون؟.. معاريف

الساعة 09:11 ص|15 ديسمبر 2009

بقلم: حاييم آسا

ما الذي بعث حكومة اسرائيل على ان تعلن على نحو حاد مفاجىء تجميد البناء في المناطق؟ هذا هو السؤال الذي يجب على رؤساء يهودا والسامرة ان يسألوه لانفسهم. عندما يجيبون انفسهم عن هذا السؤال فقط، فربما يدركون انه لا يجب عليهم ان يقفزوا كمن نهشته افعى وان يشلوا الدولة، في رد آلي وبلا أي تقدير.

تواجه اسرائيل اليوم وضعا شديدا بالنسبة لصورتها ويكاد لا يحتمل في الرأي العام العالمي. في وضع كهذا يبلغ مجال مناورة اسرائيل – الامنية والسياسية – الصفر، الشلل التام، وقدرة على المناورة تبلغ الصفر ازاء الامريكيين. اما القدرة على المناورة ازاء الاوروبيين فقد اصبحت تحت الصفر.

لسنا وحدنا في هذا العالم برغم انه يسهل علينا ان نعتقد ذلك. توجد دول اخرى علاقتها بايران هي مصلحة مهمة لها كالهند في محاولتها احباط علاقة ممكنة بين باكستان وايران. ويكاد يكون من الفضول الحديث عن الولايات المتحدة. ان خسارة التأييد في السياق الاستراتيجي والسياسي للولايات المتحدة سيضر بمجال مناورة اسرائيل اضرارا بالغا. كذلك القاب المعابة برئيس الولايات المتحدة تطمئن الجهلة وتحدث شعورا كاذبا "بالكلام الحق". هذه سخافات.

الواقع بسيط على نحو عجيب. انه صعب. ان الطريق الى منع لقائه هو فتيشية سلبية. بجعل اوباما عدو الشعب اليهودي. وهذه حماقة لا يوجد اكبر منها. لا يحسن ان نطمئن انفسنا بكلمات وشعارات كما نحب ان نفعل احيانا.

الامريكيون ايضا يعملون دائما تحت اجماع، تحت مظلة الامم المتحدة. وهكذا يجب ان تعمل اسرائيل ايضا. يجب عليها ان تجمع طاقة من جديد لقدرتها على المناورة. بقي عندها القليل جدا من مصادر اكتساب هذه الطاقة. المصدر الوحيد كامن في تجميد البناء.

اذا نجح رؤساء يشع في دفع سياسة الحكومة فستتضرر اسرائيل ضررا بالغا وتلقى عقابا مضاعفا، لانها سترى كمن يسيطر عليها المستوطنون. اي اذا كان مجال مناورة اسرائيل صفرا فسينحط تحت الصفر. يوجد مجال مناورة سلبي ايضا. تستطيع فقط دول تملك ادارة ضغط اقتصادية مستقلة ان تسمح لنفسها بمجال كهذا وهذا ايضا غير كاف. يوجد لمجال المناورة تأثيرات استراتيجية تكاد تكون حاسمة بالنسبة لوجودها. ان دولة تحارب عن وجودها بغير مجال مناورة لا تستطيع العمل عسكريا كما تريد، ولا تستطيع ايضا ان ترد على التحرش بها – وانظر الى تقرير غولدستون. وهكذا الامر ايضا في العالم الجديد الاعلامي والديمقراطي في الاساس.

اذا ادرك رؤساء يشع ان العض على الشفاه وضبط النفس هما استراتيجية تخدمهم وتخدم دولة اسرائيل في الاساس فسيحظون هم ايضا بمجال مناورة محسن. وواضح ان الطريق الى اتفاق والى تحقيقه ما تزال طويلة. اذا عملوا بحسب غريزتهم الثابتة فسيضرون بمستوى بقاء دولة اسرائيل.

يجب على الدولة احيانا ان تخطو خطوة الى الوراء، ومن يشوش عليها يضر بها. يجب ألا يقع خطأ – يرى كثير من الجمهور الاسرائيلي انها تخطو خطوة الى الامام، وربما يكون هذا هو الذي يغضب  الرفاق في يشع وهذا مؤسف اكثر.