خبر أكاذيب شائعة .. ليس للنمر أسنان .. يديعوت

الساعة 09:11 ص|14 ديسمبر 2009

بقلم: الياكيم هعتسني

في معسكر السلام اكتشفوا أنهم تأخروا عن موعد شطب مشروع الاستيطان وعلى أي حال تبدد حلم الدولة الفلسطينية. النتيجة، زعما، دولة ثنائية القومية ونهاية الدولة اليهودية – تدفعهم نحو البأس.

لفحص ذلك ثمة حاجة اولا لتنظيف الرأس من الاكاذيب الشائعة. الاولى بينها هي كذبة الاحتلال. اذا سألتم العرب فنحن لا نزال نحتل غزة. في الواقع – الاحتلال انتهى حتى في يهودا والسامرة التي لا يكاد يكون فيها عرب لا يزالون يخضعون لحكم اسرائيلي مدني. منذ اوسلو يحكم عرب "يشع" (المناطق) أنفسهم. فقد انتخبوا حماس وسيجرون انتخابات في رام الله وليس في القدس. الحكم العسكري لا يحكم الا المستوطنين، وبيد من حديد.

وعليه، لا خطر في ان يغلب الصوت العربي الصوت اليهودي في الكنيست. هذه الحقيقة فقط تكفي لطرد الشيطان الديمغرافي، فما بالك وانه لا يوجد شيطان. للعائلة العربية في يهودا والسامرة كان في العام 2003 خمسة اطفال في المتوسط، وفي 2005 فقط اكثر بقليل من ثلاثة، قريبا من معدل الولادة اليهودية. في 1969 كانت المرأة العربية تلد بالمتوسط ستة اطفال اكثر من المرأة اليهودية، ولكن في 2008 تقلص الفارق الى اقل من طفل واحد (0.7 في المائة). تبين أيضا بان عدد العرب في يهودا والسامرة هو 1.55 مليون  وليس 2.5 مليون، كما كذبت الاحصاءات الفلسطينية. فضلا عن ذلك، فان الولادة اليهودية ترتفع كل سنة.

والان، اذا لم نكن نسيطر عليهم وهم لا يصوتون عندنا، ففي أي مجالات نحن رغم ذلك ضالعون في حياتهم؟ في الامن، بالطبع. الجيش الاسرائيلي يسيطر في المناطق ب و ج، وعند الحاجة يعمل ايضا في أ، ولهذا السبب لم تسقط صواريخ كاتيوشا على شنكين ايضا. ولكن حتى حسب رؤيا نتنياهو ب، فان الدولة الفلسطينية ستكون مجردة من السلاح والجيش الاسرائيلي سيحرص على أمن اسرائيل حتى من داخلها. كما ستسيطر اسرائيل على معابر الحدود فيها، على المجال الجوي  وعلى خزان المياه الجوفي، وسيحظر عليها التوقيع على اتفاقات مع دول خارجية دون إذنها (مع ايران، مثلا).

وعليه، فما هو الفارق بين الدولة الفلسطينية وبين السلطة الفلسطينية كما هي اليوم. الغلاف الاقتصادي المشترك مع اسرائيل ("اتفاق باريس"، حسب اوسلو)؟ الاقتصاد الفلسطيني يحتاجه اكثر مما تحتاجه اسرائيل. القدس؟ نتنياهو، والغالبية الساحقة من الشعب، يعدون بعدم اعطائهم المدينة. اسرائيل تزود الفلسطينيين اليوم بالكهرباء والماء (حتى لغزة)، البنى التحتية العليا، العمل لعشرات الاف العاطلين عن العمل، اسناد طبي، خدمات موانىء ومساعدة فنية متنوعة، بما في ذلك لاقامة مدينتهم الجديدة شمالي رام الله. مشكوك ان تجد دولة فلسطينية بدائل لهذه الشراكة.

اليوم يوجد لهم حكم ذاتي زائد – غير معلن، شكرا لله، لان كل ما يوقعون عليه يتفجر – وبعد "الانفصال" ستكون لهم دولة ناقص. ما الفرق؟ لا فرق باستثناء مكانة الدولة السيادية التي اذا ما اعطيت لهم، فان هذه الدولة ستلغي فورا كل تسوية أمنية متفق عليها. الفارق هو، إذن ان اليوم ليس للنمر اسنان.

في الخلاصة، في اوسلو انتصر اليسار وخلف آثارا لا مرد لها، مثل ان المستوطنات اليهودية هي لا مرد لها. نتيجة هذين الانتصارين اعطت العرب كل ما يمكن لاسرائيل ان تعطيه، دون أن نتتحر.

اليسار يرى في بضعة مئات الاف اليهود الذين يسكنون "في قلب المناطق العربية" خطرا في تكون دولة ثنائية القومية. وماذا بشأن المليون وربع عربي الذين يمكثون في قلب دولة اسرائيل؟

جدير ان يجعل معسكر السلام حسابا للنفس. فهل مخاوفه تستند الى تفكير منطقي ام لعلها كراهية مجانية، المرض الجيني الذي يثير الخلاف في الشعب اليهودي والذي فعل فعله الشديد على مدى تاريخه.