خبر خبراء ومحللون لـ« فلسطين اليوم »: دخول حركة « حماس » معترك السلطة أثَّر على مقاومتها

الساعة 09:26 م|13 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : غزة (خاص)

قبل اثنين وعشرين عاماً كان الشعب الفلسطيني على موعدٍ مع انطلاقة "حماس"، حيث وزعت الحركة بيانها التأسيسي في 15 كانون الأول / ديسمبر 1987م، وعرفت نفسها ولا تزال بأنها امتداد لحركة الإخوان المسلمين.

وقبل الإعلان عن "حماس" استخدم الإخوان المسلمون أسماء أخرى للتعبير عن مواقفهم السياسية تجاه القضية الفلسطينية منها "المرابطون على أرض الإسراء" و"حركة الكفاح الإسلامي" وغيرها.

ولقد دخلت الحركة طوراً جديداً منذ الإعلان عن تأسيس جناحها العسكري كتائب القسام في نهاية عام 1991م.

كما وأن قرار اسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بإبعاد 415 قيادياً من قيادات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، كان من العوامل الرئيسية التي أسهمت في تعريف الرأي العام بهذه الحركة.

شاركت "حماس" بفعالية إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية في العمل الجهادي، وتصدرت مع "الجهاد الإسلامي" العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل عام 1948م، في الفترة التي أعقبت قيام السلطة الفلسطينية وحتى قبيل انتفاضة الأقصى عام 2000م، ما حدا بأجهزة أمن السلطة لاعتقال قيادات و كوادر الحركتين والزج بهم في سجونها.

وخلال انتفاضة الأقصى في العام 2000م، واصلت حركتا "حماس" و "الجهاد الإسلامي" تنفيذ العمليات الاستشهادية في الداخل المحتل، وانضمت إليهما في هذا الطريق "كتائب شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح"، وتبعتها الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ناهيك عن قيام تلك الفصائل بالعديد من عمليات اقتحام المواقع العسكرية الإسرائيلية، والمستوطنات، و من ثمًّ إطلاق الصواريخ محلية الصنع من قطاع غزة باتجاه أهداف العدو.

وفي العام 2005م، قررت حركة "حماس" المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لم تقم به في الانتخابات السابقة عام 1996م، لينتم الإعلان بتاريخ 26 يناير 2006، عن نتائج الانتخابات التي تمخضت عن فوز كبير للحركة في المجلس بواقع 76 مقعداً من أصل 132 مما أعطاها أغلبية في المجلس.

وفي الرابع عشر من حزيران لعام 2007م، سيطرت "حماس" عسكرياً على قطاع غزة، وبررت الحركة خطوتها تلك بأنها جاءت نتيجة الضغوط المستمرة عليها وعلى حكومتها.

"فلسطين اليوم" تناولت مع عدد من الخبراء والمحللين السياسيين واقع حركة "حماس" في ذكرى انطلاقتها الثانية والعشرين.

فقد بيَّن البروفيسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس، "أن شعبية حركة "حماس" الجماهيرية تضعف شيئاً فشيئاً، نتيجة بعض التصرفات الفئوية، ومحاولة استثناء الآخرين".

وانتقد قاسم قيام قيادات في "حماس" بإعطاء تصريحات تأتي برد فعل سلبي، "مثل نريد هدنة طويلة الأمد دون الاعتراف بإسرائيل أو التصريح بأن الحركة مع إقامة دولة فلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة".

كما وانتقد الخبير في الشأن السياسي، فتح "حماس" قنوات اتصال مع الأوروبيين، حيث قال:" من غير الـمريح تطلعها  لإجراء علاقات مع الأوروبيين".

وأشاد قاسم بإنجازات "حماس" على صعيد المقاومة، مؤكداً أن الحركة لا تزال مستمسكةً بهذا النهج.

بدوره، قال الدكتور إبراهيم أبراش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، :" إن اهتمام حركة "حماس" بالسلطة أكثر من اهتمامها بالمقاومة".

وأضاف:" "حماس" تتحدث عن المقاومة بصيغة الماضي"، لافتاً إلى أن "موقفها من المقاومة لا يختلف عن مواقف حركة "فتح" وفصائل م.ت.ف".

وانتقد أبراش خلال حديثه منع السلطة الفلسطينية لحركة "حماس" من الاحتفال بذكرى انطلاقتها في الضفة الغربية من جهة، ومنع "حماس" لحركة "فتح" من إحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات في قطاع غزة مؤخراً من جهةٍ أخرى.

من جانبه، أعرب الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، عن اعتقاده أن حركة "حماس" غادرت مواقع المقاومة عندما باتت تسيطر على زمام الأمور في قطاع غزة.

وأوضح عوكل أن "تحمل "حمـاس" لمسؤولية الأمن وتثبيت التهدئة، جعلها لا تبادر إلى أشكال المقاومة وبالتالي تقوم بأخذ دور الدفاع السلبي"، كما عبَّر.