خبر أهالي أسرى القدس.. بين تضمينات المقاومة و إصرار الاحتلال على استثناء أبنائهم

الساعة 03:30 م|13 ديسمبر 2009

أهالي أسرى القدس.. بين تضمينات المقاومة و إصرار الاحتلال على استثناء أبنائهم

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

منذ ثلاث سنوات و أهالي أسرى القدس، و خاصة القدامى منهم، يعيشون بأمل ما تحمله وسائل الإعلام المختلفة بشأن الصفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط حينا، و احباطات مما تحمله نفس وسائل الإعلام عن صفقة لا تشملهم، حينا آخر.

 

و بين هذا و ذلك يعيش 265 عائلة أسيرا مقدسيا بانتظار إتمام الصفقة ومعرفة مصائر أبنائهم الذين ترفض إسرائيل شملهم ضمن أي صفقة للأسرى.

 

تقول نبيلة الرازم، شقيقة عميد أسرى الجهاد الإسلامي، و أسرى القدس في سجون الاحتلال فؤاد الرازم :" باتت أخبار الصفقة تسيطر على حياتنا بالكامل، نقرأ و نسمع كل ما قيل في وسائل الإعلام عنها، و خلال زيارة السجون يكون الحديث الشاغل عنها".

 

و تتابع شقيقة الرازم و المعتقل منذ 29 عاما:" خلال سنوات سجنه الطويلة عشنا هذا الانتظار كثيرا، فمع كل صفقة أسرى كنا ننتظره، حتى يأسنا تماما من خروجه، ولكن مع آسر الجندي شاليط و تأكيد المقاومة على عدم إتمام الصفقة بدون أسرى القدس عاد إلينا الأمل من جديد".

 

و بحسب الرازم، فأن الأمر أصبح مربكا للأهالي و الأسرى أنفسهم في سجون الاحتلال، الذين يعتبرون هذه الصفقة أملهم الوحيد:" قال لي فؤاد في آخر زيارة له، أن لم تشملنا هذه الزيارة فترحموا علينا، لأننا لن نخرج أحياءا من السجون أبدا".

 

 

 

وكانت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة قد نقلت معلومات متضاربة بين إمكانية إتمام الصفقة قبل عيد الأضحى المبارك، و قبل نهاية العام الحالي، إلا أنها و عادت  وحملت إخبار أن المفاوضات بشأن الصفقة توقف تماما بسبب خلافات على شمل أسرى القدس الداخل المحتلة و الجولان.

ومن المعروف أن إسرائيل و خلال الصفقات المتتالية و التي أطلق فيها أسرى فلسطينيين و عرب، كانت ترفض شمل أسرى القدس بحجة أنهم يحملون بطاقات هوية إسرائيلية، و  بالتالي هم شأن داخلي إسرائيلي، و لا يجوز شملهم ضمن أي اتفاقيات صفقات أسرى مع الجانب الفلسطيني.

 

يقول رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، امجد أبو عصب أن إسرائيل تكيل بمكيالين بما يتعلق بأسرى القدس، فعند الحديث عن صفقة تبادل لا تعتبر أسرى القدس جزء من الشعب الفلسطيني، و إنما شأنا داخليا إسرائيليا، و حينما يتم الحديث عن حقوق لهم تعاملهم كباقي الأسرى الفلسطينيين من حيث حرمان من الزيارات الأقارب و من العلاج و التعليم و متابعة قنوات فضائية يفرض عليهم زي مذل ومهين.

 

و يعتبر ابو عصب أن هذه الحقائق واضحة لفصائل المقاومة الآسرة للجندي، و التي و من هذا المنطلق لن تتخلى عن أسرى القدس و شملهم ضمن الصفقة، يقول :" من خلال متابعتنا لكل المواقع الإخبارية الإعلامية و التي تخص المقاومة تبين أن ما ينشر من أخبار عن استثناء أسرى القدس، هي أخبار مضلله هدفها اللعب بأعصاب الأسرى و أهاليهم و خاصة فيما يتعلق بأسرى القدس".

 

و شدد أبو عصب على أن هذه الصفقة لو قدر لها أن تحصل بدون أسرى القدس لكانت تمت قبل ثلاث سنوات و لكن الموقف القوي الذي تمتع فيه آسري شاليط و تحلى بالسرية التامة في اسر شاليط و التحفظ عليه و أسلوب التفاوض، كل ذلك يدلل على هذه القوى مصرة على أن يكون أسرى القدس على رأس و سلم أولويات آسري الجندي، على حد قوله.

 

و أضاف أبو عصب أن إجراء الصفقة بدون أسرى القدس ستكون ضربة في الصميم للحركة الأسيرة و ثقة الأسرى و أهاليهم بقوى المقاومة، فإطلاق سراح الأسرى المقدسيين ضمن صفقة التبادل سيعزز الثقة بالمقاومة و بهذا النهج، و استثنائهم سيفرغ الصفقة من مضمونها.