خبر نفوق عدد كبير من الصيصان في القطاع !

الساعة 06:46 ص|10 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات  

تبادل مربو الدواجن ومديرية الخدمات البيطرية، الاتهامات، بشأن الخسائر الكبيرة التي ألمت بقطاع الدواجن، فبينما اشتكى المربون من انتشار الأمراض في مزارعهم، حملتهم الخدمات البيطرية مسئولية عدم التقيد بإرشاداتها، في حين ألقت شركات التفريخ اللائمة على البيض المهرب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق... لتبقى علامة الاستفهام تائهة حول من يتحمل مسئولية هذه الخسائر؟

 خسائر فادحة

تعددت الأسباب والخسارة واحدة، هذا ما أكده المزارع عطا اللوح (24عاماً) الذي يعمل في تربية الدواجن اللاحم منذ ثماني سنوات، موضحاً أنه تعرض لخسائر فادحة جراء نفوق أعداد كبيرة من الصيصان في مزارعه.

 

وقال اللوح إن الصيصان تنفق بعد 28 يوماً، الأمر الذي يفاقم خسائر المزارع لاسيما وأن الصوص الواحد يكون قد كلف المزارع مبالغ كبيرة بانتظار التسويق"، مشيراً إلى أن المزرعتين اللتين يمتلكهما تحويان أكثر من  (12 ) ألف صوص.

 

وعزا نفوق الصيصان إلى نوعية البيض المستورد من تركيا و(إسرائيل)، واصفاً إياه بالرديء، وقال:" هذا البيض في مجمله فاسد"، مطالباً بضرورة وجود رقابة من قبل الحكومة على المعابر للكشف عن البيض المستورد.

 

ولفت اللوح إلى جملة من المشاكل التي تواجه (مربي الدواجن ) وفي مقدمتها، ارتفاع التكلفة المرتفعة أصلاً لتربية الصوص الواحد، مبيناً أنها مرتفعة جراء ارتفاع سعر الصوص (3.5 شيقل) والغلاء الفاحش في الأعلاف، حيث يصل سعر الطن إلى (2400 شيقل)، ناهيك عن نقص الأدوية واللقاحات اللازمة للتطعيم.

 

وتابع:" أضف إلى ذلك شح النجارة (برادة الخشب) المستخدمة في تغطية أرضية المزرعة، والنقص الكبير في الغاز المستخدم للتدفئة خاصة في فصل الشتاء، مما يضطر المزارع للتدفئة على الحطب، إضافة لارتفاع أجرة المزرعة ونقص مواد الصيانة (الحديد)".

 

وذكر أن المشكلة الرئيسية تكمن، في انعدام القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها سكان قطاع غزة بسبب الحصار الظالم المفروض عليه منذ ما يزيد على الثلاث سنوات، حيث بلغت نسبة الفقر 80 في المائة من السكان.

 

وعبر اللوح عن المشكلات الكبيرة بالنسبة للمزارع وهي نفوق الصيصان من الدواجن اللاحم، إذ تتركه بين أمرين، الأول عجزه عن إتلاف الأعداد الكبيرة من الدواجن النافقة، والثاني هو الخوف من تركها عرضة للهواء خشية أن تتسبب في انتشار الأمراض في مزارع أخرى" .

 

وأفاد اللوح أن تكلفة تربية الدواجن اللاحم، تجني أرباحاً جيدة، ما لم يصب المزرعة مرض معد مثل الرشح والكولي (mj الميكوبلازما)، ومرض ( فايروس نيوكاسل) الخطير الذي يقضي على المزرعة بالكامل خلال 24 ساعة في حال تعرضها للمرض، مبيناً أن المزارع يحتاج لإرشادات وتوجيهات مستمرة توضح له كيفية التعامل مع الأمراض الخطيرة.

 

وطالب اللوح المستوردين باستيراد نوعية الصوص الجيد، حتى لو زاد ثمنه قليلاً، لأن ذلك يقلل من نسبة النفوق وبالتالي يقلل تكلفة العلاج واللقاح، موضحاً أن الصوص يحتاج لتطعيم مرتين، ناهيك عن الأدوية والتدفئة وضعف الكهرباء.

 

ودعا اللوح وزارة الزراعة إلى حماية المزارع من احتكار التجار، وتعويض المزارعين عن الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، جراء الخسائر الفادحة التي تتسبب بها قلة جودة مواد الإنتاج الأولية.

وفي سياق متصل، توجهت "فلسطين" لإحدى شركات التفريخ الموجودة في قطاع غزة، للوقوف على حقيقة الأمر، حيث شرح أبو أمجد أبو شوارب، المدير المالي والإداري للشركة الوطنية المتحدة للتفريخ، أبعاد المشكلة التي تواجه المزارعين.

 

وقال:"إن المشكلة تكمن في عدم التقيد بالتربية السليمة في اختيار المزرعة، ونقص كميات الأدوية، ونقص الخبرة الكافية للتعامل مع مشاكل الدواجن، إضافة إلى دخول كميات من البيض الرديء المهرب عبر الأنفاق أو المستورد من جهات مجهولة المصدر".

 

ودعا وزارة الزراعة إلى حماية المزارع وأصحاب شركات التفريخ من دخول البيض الفاسد، وذلك من خلال فحص كل البيض قبل دخوله للقطاع، مشدداً على ضرورة منعه من دخول القطاع في حال تم اكتشاف خلل فيه.

 

ولفت أبو شوارب إلى أن أصحاب شركات التفريخ (الفقاسات) تكبدوا بدورهم خسائر فادحة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، مطلع العام الجاري، موضحاً أنه تم تدمير مزرعتين من قبل الاحتلال في غزة والشمال من أصل (12) شركة للتفريخ، وأن شركته أتلفت كميات كبيرة من الصوص بسبب رفض المزارعين تسلم الكميات لانعدام الغاز وعدم تمكنهم من الوصول إلى مزارعهم.

 

وأفاد أن شركته التي أُنشئت في عام 1996 على مساحة (1500) متر مربع، وكانت تنتج ربع مليون صوص شهرياً بما يعادل خمس ناتج القطاع من الدواجن، أصبحت تعمل بربع طاقتها، مبيناً أن قطاع غزة يستهلك قرابة مليونين ونصف المليون دجاجة شهرياً.

 

وأوضح أبو شوارب أن تكلفة استيراد الصوص مرتفعة على أصحاب شركات التفريخ، إذ يبلغ ثمنه شيقلين ويمكث مدة ثلاثة أسابيع حتى يتم تفريخه وبعدها يتم تطعيمه ضد مرض (ميكروبلازما mj ) وهو التهاب رئوي ينتقل إلى الصوص بالوراثة من الأم المريضة، وضد (فيروس نيوكاسل) الخطير الذي تم اكتشافه لأول مرة في ولاية نيوكاسل الأمريكية وينتشر في الهواء، مما يهدد المزارع لأخرى .

المزارع مسئول؟!

بدوره حمّل، مدير الخدمات البيطرية في المحافظة الوسطى عادل عاشور لصحيفة "فلسطين" ، المزارعين المسئولية المباشرة عن الخسائر التي تلحق بهم، بحجة تجاهلهم التعليمات والإرشادات الصادرة من الخدمات البيطرية.

 

وأكد على أن مديرية البيطرية تقدم خدماتها المجانية للمزارعين بالإرشاد والتوجيه لطرق التربية السليمة، والتي تتضمن الكشف المسبق للمزرعة، والتأكد من مطابقتها المواصفات التربية السليمة، مثل:" التهوية المناسبة، ومعالجة الرطوبة العالية في الأرض، وفحص الأعلاف الجيدة، ومتابعة التطعيم بانتظام، إضافة إلى إرشاد المزارعين لمصادر بيع الأعلاف واللقاحات الجيدة" .

وبيّن عاشور أن المشكلة تكمن في وجود أمراض عديدة تصيب الدواجن، بعضها قد ينتقل للصوص بالوراثة من الأم عبر البيضة، والبعض الآخر يكون مستوطناً داخل المزرعة، وبالتالي فإن الطرق السليمة لمعالجتها تتمثل في عملية الفحص المسبق للمزرعة والكشف الدوري على عينة الدواجن أولاً بأول.

ولفت إلى امتلاك وزارة الزراعة جهاز (BCR) وهو واحد من ثلاثة أجهزة موجودة في قطاع غزة لتشخيص كافة الأمراض الوبائية وغير الوبائية سواء كانت فيروسية أو بكتيرية المنتشرة في مزارع الدواجن والماشية .

وعلق عاشور على نفوق ثلثي مزرعة دواجن لاحم في المنطقة الوسطى، قبل أيام، بقوله:" طاقمنا توجه للمكان فوراً وتبين له بعد الفحص أن النفوق تم بعد 28 يوماً، نتيجة لمرض (النيوكاسل) الخطير".

وأكد أن المزارع – مالك المزرعة- لم يتوجه للمديرية لطلب المساعدة في الفحص وإرسال العينات للمختبر، مشيراً إلى أن مديرية البيطرية تقدم خدماتها الإرشادية والإشرافية لقرابة (300) مزرعة دواجن لاحم، و(33) مزرعة دجاج إضافة لمزارع الحبش.

وطالب عاشور كافة المزارعين ومربي الدواجن بعدم استخدام لقاح مجهول المصدر، لما يلحقه من ضرر على الصوص من البداية وحتى عمر التسويق، داعياً المزارعين للتوجه لمديرية الزراعة لمساعدتهم في فحص الدواجن والكشف على المزارع الخاص بهم في حال تخوفهم من ظهور أي أعراض للمرض.