خبر بعد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بغزة.. أزمة « اليانسون » تتصاعد!

الساعة 07:45 ص|09 ديسمبر 2009

بعد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بغزة.. أزمة "اليانسون" تتصاعد!

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

منذ أن أعلنت مصادر طبية عبر الوسائل الإعلامية عن أن مغلي "الينسون"، خير علاج لمرض أنفلونزا الخنازير، حتى بدأ المواطنون يتهافتون على شراء كميات كبيرة منها إلى أن أصبح من الصعب في هذه الأوقات الحصول على "الينسون".

 

ففي الوقت الذي انتشر فيه مرض أنفلونزا الخنازير في بقاع شتى من العالم ومع إعلان أهمية "الينسون" كأفضل مشروب يقي من الإصابة بهذا الوباء، أصبح الاهتمام به متزايداً، أما في قطاع غزة فبات "الينسون" هو مبحث الغزيين بعد انتشار المرض وظهوره بشكل سريع وفتكه لخمس مواطنين.

 

وفي الأسواق الغزية أصبح البحث عن "الينسون" صعباً حيث يتواجد بندرة بعد تسارع المواطنين على شرائه للوقاية من المرض الذي بات مصدر قلق للمواطنين، فيما استغل آخرون تكالب المواطنين عليه ليرتفع سعرها حيث اشتكى المواطنون لـ""فلسطين اليوم الإخبارية" ندرة "الينسون" وغلاء أسعارها.

 

أم عبد الله بركة من مدينة دير البلح وهي أم لستة أطفال أكدت أنها في الأوقات العادية كانت تشتري "الينسون" بكميات كبيرة حيث كانت تحرص على شرائها لأطفالها، فيما عجزت عن شراء كميات منه بسبب الإقبال الهائل عليه من قبل المواطنين حيث اكتفى البائع بإعطائها كمية قليلة جداً بـ3 شيكل كانت في السابق تشتريها بشيكل واحد فقط.

 

وأضافت بركة، أنها تحاول البحث عن "الينسون" خوفاً على أطفالها من الإصابة بالمرض خاصةً أنهم يدرسون في المدارس التي رأت أنها أكثر الأماكن التي قد تكون عرضة للموض، فتحاول بقدر الإمكان وقايتهم والعمل بكل ما لديها من أجل حمايتهم من المرض.

 

أما البائع أبو خالد وادي، فبرر بيعه كميات قليلة لكل مواطن من "الينسون" بالإقبال الشديد من قبل المواطنين عليه، وبالتالي يحاول أن يعطي أكبر قدر ممكن من المواطنين حتى لو كانت كميات قليلة، فيما نفى أن يكون ذلك وسيلة من البائعين لرفع الأسعار والكسب المادي.

 

هذا ولم تكن الأسواق وحدها التي ازدحمت بالمواطنين بحثاً عن "الينسون"، فالصيدليات كانت لها نصيب كبير من المواطنين حيث تكالبوا عليا لشراء كمامات ومستحضرات لتعقيم الأيدي، وراء المضادات الحيوية للوقاية من المرض.

 

يذكر، أن مصادر طبية أكدت في وقت سابق لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن مغلي الينسون والقرفة، مضافا لهما العسل خير علاج لمرض انفلونزا الخنازير، مشيرةً إلى أن عقار "التاميفلو" المستخدم حالياً فى علاج المرض مستخرج من اليانسون.

 

وكان العالم المصري سعيد شلبي الأستاذ بالمركز القومي المصري للبحوث وعضو جمعية "الماكروبيوتيك" العالمية بايطاليا، قد أكد أن تناول كوب من اليانسون المغلي يومياً قبل الخروج من المنزل يقى الإنسان من الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير.

 

وتعتمد نظريات علم "الماكروبيوتيك" والتي تعني "علم الحياة" في مجال الوقاية والعلاج من الأمراض المختلفة تعتمد على ضبط تركيز أيون الهيدروجين في الدم بحيث يوفر بيئة غير مناسبة لتكاثر الكائنات الحية المسببة للأمراض.

 

وأضاف شلبي "إنه بتطبيق النظريات على مرض أنفلونزا الخنازير فإنه يمكن الوقاية منه بتناول ملعقة صغيرة من مادة بيكربونات الصوديوم المذابة في الماء قبل الخروج إلى الأماكن المزدحمة التي قد يتواجد بها المرضى, إذ تساعد هذه المادة في ارتفاع قلوية الدم وبذلك يصبح وسطاً غير مناسباً لتكاثر فيروسات الأنفلونزا بصفة عامة".

 

ودعا الدكتور شلبي إلى الإقلال من تناول الأغذية التي تؤدي إلى زيادة حموضة الدم مثل اللحوم الحمراء والدواجن ومنتجات الألبان والسكر والشاي الأحمر والقهوة في هذا الوقت الذي ينتشر فيه مرض أنفلونزا الخنازير واستبدال القهوة بقهوة الشعير والشاي الأحمر بالأخضر والسكر بالمالتوز غير المخمر إضافة لتناول الأسماك والبقوليات كبدائل للحوم الحمراء والدواجن.

 

أما الصينيون الذين كان لهم تجربة مع المرض، فقد أكدوا أن احتساء الينسون الدافئ يفوق فى فاعليته تناول عقار "تاميفلو" الذي طورته شركة "روش" السويسرية ويستخدم حالياً على نطاق عالمى واسع للوقايه من أنفلونزا الطيور، وذلك لأن أحد المكونات الأساسية المستخدمة فى إنتاج ذلك العقار هو حمض "الشيمكيك" الذى يستخرج من قرن ثمرة "الينسون" ويترك عدة أسابيع ليتخمر.

 

يشار إلى أن القارة الآسيوية تعد الموطن الرئيسى لنبات الينسون وتنتشر زراعته في هونج كونج والصين ويقبل عليه مواطنو آسيا كأحد التوابل الرئيسية التي تكسب أطعمتهم مذاقاً خاصاً.

 

ومن الجدير ذكره، أن وزارة الصحة بحكومة غزة أعلنت يوم الأحد السادس من الشهر الجاري بشكل رسمي في مؤتمر صحفي عن اكتشاف حالات مصابة بأنفلونزا الخنازير في قطاع غزة، وقد أدى المرض إلى وفاة خمسة مواطنين وإصابة العشرات منهم، الأمر الذي أثار حالةً من القلق والخوف بين المواطنين.