خبر بعد وجوب قتل الغير.. فتوى للحاخامات اليهود تبيح سرقة محاصيل الفلسطينيين

الساعة 08:19 ص|06 ديسمبر 2009

بعد وجوب قتل الغير.. فتوى للحاخامات اليهود تبيح سرقة محاصيل الفلسطينيين

فلسطين اليوم- غزة

نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية فتوى للحاخام "شلومو ريسكين"، مدير المعهد العسكرى الدينى، فى مستوطنة (كرنيه شمرون)، شمال الضفة الغربية لطلابه من الجنود بجواز نهب محاصيل الزيتون من الفلسطينيين وجواز تسميم آبار مياههم.

 

وقد قالت صحيفة معاريف:"إن هذه الفتوى تعتبر ضمن سلسلة من محاولات التيار الدينى الصهيونى للسيطرة على الجيش"، مضيفةً أثناء عرضها لتقرير نشره قسم القوى البشرية فى الجيش الصهيوني للعام 2008 أن المتشددين الدينيين ازدادت قوة تغلغلهم فى الوحدات العسكرية بالجيش.

 

ويقول التقرير إن "هناك 60 %من الضباط فى الوحدات القتالية فى الجيش هم من أتباع التيار الدينى الصهيونى، وترتفع نسبة أتباع هذا التيار فى ألوية المشاة المختارة إلى 70 %، فى حين تصل نسبتهم فى الوحدات الخاصة إلى حوالى 75 %.

 

وقد أكد نائب رئيس هيئة أركان الجيش الصهيونى السابق دان هارئيل، أن أتباع التيار الدينى الصهيونى يقودون معظم الكتائب والسرايا فى ألوية المشاة المختارة، ويحتكر أتباع هذا التيار قيادة وحدات الصفوة بشكل مطلق، وهى (سييرت متكال) التى تعتبر أكثر الوحدات نخبوية فى الجيش الصهيوني، و(ايجوز) و(شمشون) و(دوخيفات)، فضلا عن سيطرتهم على الوحدة المختارة للشرطة والمعروفة بـ 'بـيسام'، ويتوقع قائد المنطقة الشمالية الأسبق فى الجيش الصهيوني موشيه كبلينسكى أن يسيطر أتباع هذا التيار على هيئة أركان الجيش فى غضون عقدين من الزمن فى حال أن ظلت وتيرة اندفاعهم نحو المواقع القيادية على هذا النحو.

 

وأضاف التقرير "لا يكتفى أتباع التيار الدينى الصهيونى بالسعى للسيطرة على الجيش، بل إنهم فطنوا خلال العقدين الماضيين لأهمية السيطرة على جهاز الأمن العام (الشاباك) الذى يعتبر أكثر الأجهزة الاستخبارية تأثيرا على دائرة صنع القرار فى إسرائيل، ويشير يعقوب بيرى الرئيس الأسبق للمخابرات إلى أن معظم المسئولين العسكريين فى الضفة الغربية والأراضى العربية المحتلة فى الجهاز أصبحوا من أتباع التيار الدينى، مع العلم أن نائب رئيس الشاباك الحالى الذى تمنع الرقابة العسكرية نشر اسمه، هو من أتباع التيار الدينى الصهيونى، وهو الأوفر حظا فى خلافة رئيس الجهاز الحالى يوفال ديسكين".

 

يشار إلى أنه حتى أوائل الثمانينات من القرن الماضى كانت نسبة المتدينين الصهاينة فى الهيئات القيادية فى الجيش أقل من نسبة تمثيلهم فى الجمهور الصهيوني، لكن منذ ذلك الوقت حدث انقلاب هام، إذ قلت نسبة خريجى الكيبوتسات الذين يلتحقون بالوحدات المقاتلة بسبب تحلل الكثير من هؤلاء من الإيمان بواجب التضحية من أجل الدولة.

 

ويشير التقرير إلى المرجعيات الروحية للتيار الدينى الصهيونى لم تحاول إخفاء دوافعها من وراء حث عناصرها على التجنيد للوحدات المقاتلة والاندفاع نحو المواقع القيادية فى الجيش، حيث أكد أكثر من حاخام بارز فى هذا التيار على أن هذا التوجه يهدف إلى إحكام السيطرة على الجيش، على اعتبار أن هذا مدخل هام يضمن لهذا التيار التأثير على دائرة صنع القرار فى الدولة بشكل يفوق بكثير حجمه الديموغرافى مقارنة مع التيارات الأخرى، ولم يتورع الحاخام إبراهيم شابيرا زعيم هذا التيار عن إصدار فتوى تعتبر التجنيد فى الوحدات المقاتلة قُربى للرب، وأن الخدمة العسكرية والروح القتالية مهمة جماعية يفرضها الرب بهدف قيادة المشروع الصهيونى.

 

ومن أجل ضمان محافظة اتباعها على القيم الدينية خلال خدمتهم العسكرية توصلت المرجعيات الدينية لهذا التيار إلى اتفاق مع قيادة الجيش يقضى بإنشاء معاهد دينية عسكرية خاصة يواصل الجنود والضباط المتدينون فيها تلقى علومهم الدينية خلال خدمتهم العسكرية، وقد أطلق على هذه المعاهد (يشيفوت ههسدير)، حتى الآن تمت إقامة 42 معهدا من هذا القبيل، أهمها وأكبرها معهد (مركاز هراب) فى القدس الغربية، وعلى الرغم من أن الجيش يقوم بتمويل إقامة هذه المعاهد ويدفع مرتبات مديريها من الحاخامات، إلا أن التيار الدينى الصهيونى يتحكم بشكل مطلق فى هذه المدارس.

 

ونظرا للأهمية القصوى التى ينظر بها قادة التيار الدينى الصهيونى لهذه المدارس، فقد أوكلت مهمة إدارتها إلى عدد من كبار الحاخامات ومرجعيات الإفتاء المعروفين بتطرفهم.

 

ومن اللافت أن المناهج التى يتم تدريسها فى هذه المعاهد عنصرية وتعد الجنود ليكونوا أكثر جسارة على قتل العرب، فعلى سبيل المثال تعتبر الفتاوى التى تصدرها المرجعيات الدينية الهامة لهذا التيار وتأويلاتها المختلفة أهم المواد الدراسية فى هذه المعاهد، فقد قال الحاخام شموئيل روزين رئيس المعهد الدينى العسكرى فى (معاليه ادوميم) إنّه يدرس طلابه (جنودا وضباطا) الفتوى التى أصدرها قبل عامين الحاخام مردخاى الياهو الذى ورث زعامة التيار الدينى الصهيونى التى تعتبر أنه يتوجب تطبيق حكم (عمليق) على الفلسطينيين، وحسب هذه الفتوى فإن الرب قد أمر يهوشوع بن نون بقتل العمالقة الذين كانوا يتواجدون فى أرض فلسطين الرجال والنساء والأطفال وحتى بهائمهم.

 

واعتبر الياهو فى فتواه، التى لاقت صدى واسعا، أن ما جاز تنفيذه فى العمالقة يجب تنفيذه فى الفلسطينيين، حيث اعتبر أن الفلسطينيين هم عمالقة هذا العصر، وفى أحيان كثيرة يقوم مديرو هذه المعاهد بإصدار الفتاوى العنصرية الحاثة على المس بالفلسطينيين وممتلكاتهم.

 

وأفتى الحاخام اليعازر ملميد مدير المعهد الدينى العسكرى فى مستوطنة (تفوح)، جنوب مدينة نابلس، لطلابه بسرقة محاصيل الفلسطينيين الزراعية على اعتبار أنهم جزء من الأغيار. علاوة على ذلك، يعانى الجيش الصهيونى من مشكلة عويصة، إذ إن الجنود من أتباع التيار الصهيونى يعملون وفق الفتاوى الصادرة عن الحاخامات، ويرفضون فى الكثير من الأحيان الانصياع لأوامر ضباطهم.

 

هذا  وقبل 3 أسابيع كشفت صحيفة «معاريف» الصهيونية عن كتاب وضعه الحاخام يتسحاق شابيرا، يشرح فيه ويفصل «متى يمكن قتل الأغيار (غير اليهود)»، متبعاً ذلك «بفتاوى من التوراة». وذكرت الصحيفة إن الكتاب المذكور يدعى «توراة الملك»، وصدر أخيراً عن حاخام يهودي يعيش في مستوطنة يتسهار القريبة من نابلس في الضفة الغربية. ويمتد على 230 صفحة مليئة بالفتاوى و«الطرق الشرعية» التي تجيز قتل الأغيار من غير اليهود. ومع أن الكتاب غير منتشر في المكتبات ومحال بيع الكتب، إلا أنه يحظى بتوصيات حميمة من عناصر اليمين الصهيوني، وبضمن ذلك اقتباسات ومقدمات توضح أهمية الكتاب، وضعها حاخامات في دولة الكيان، مثل الحاخام دوف ليئور، ويتسحاق غينزبيرغ وغيرهم. ويتم تسويق الكتاب عبر الإنترنت.

 

ومع أن الكتاب لا يشير بكلمة واضحة للعرب أو الفلسطينيين، إلا أنه يتناول «الحالات الشرعية، حسب التوراة التي تجيز قتل الأغيار، بما في ذلك الأطفال والنساء»