خبر « معبر » الجلمة ينعش مدينة جنين بعد تسعة سنوات من الحصار

الساعة 07:05 ص|03 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم – جنين

طوال تسع سنوات من الحصار على مدينة جنين الواقعة شمال الضفة الغربية، عانت المدينة من ارتفاع معدلات الفقر و البطل بشكل ملحوظ، الأمر الذي جعل البنك الدولي يصنفها على أنها المحافظة الأفقر في الضفة الغربية ضمن تقريره السنوي لعام 2008

هذا الوضع المأساوي لمدينة جنين بدأ يتغير منذ شهر تقريبا، بعد إعلان حكومة الاحتلال فتح ما يسمى "بمعبر الجلمة" والسماح لفلسطيني الداخل المحتل عام 1948 بالدخول إلى المدينة بمركباتهم الخاصة، الأمر الذي يعني بدأ عودة الحياة من جديد إليها...

و "معبر الجلمة" هو نقطة التواصل بين شمال الضفة الغربية و بين شمال فلسطين المحتلة عام 1948 و بالتحديد منطقة الناصرة و قراها و محيطها و العفولة، و يقع على الحدود المصطنعة التي رسمها الاحتلال الإسرائيلي بعيد احتلال فلسطين التاريخية و السيطرة على جزء منها عام 1948، بما يعرف بالخط الأخضر.

إغلاقه شكل انتكاسه...

يقول نصر عطياني مدير عام الغرفة التجارية و الزراعية و الاقتصادية في جنين، أن هذا المعبر من أهم المعابر التي تحيط في المدينة والذي شكل إغلاقه في العام 2000 انتكاسة اقتصادية للمدينة.

فقد أدى إغلاق هذا "المعبر" إلى حرمان السوق التجاري من 5 آلاف متسوق يومي، و 15-20 ألف أيام السبت، الأمر الذي شكل خسارة اقتصادية للسوق تقدر ب 45-50 مليون دولار سنويا.

إلى جانب أن "المعبر" كان يعتبر مدخلا للعمال الذين يعملون في "إسرائيل" و الذي يقدر عددهم ب 25 ألف عامل من محافظة جنين فقط.

إضافة إلى هذه الخسارة، شكل إغلاق "المعبر" كما يقول عطياني خسارة كبيرة على أصحاب محلات التصليح و خدمات السيارات في المنطقة الصناعية، فقد أغلقت أكثر من 500 محل من أصل 850 بشكل كامل.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد من الخسائر، ففي الأسبوع الأول من إغلاق "المعبر"، كما يشير عطياني، جرفت قوات الاحتلال 800 بسطة وكشك تجاري كانت يعتاش أصحابها من البيع و الشراء في محيط الحاجز، مملوكة في معظمها لأهالي المحافظة.

جنين: المحافظة الأفقر

هذا الأمر عكس بشكل كبير على معدلات البطالة و الفقر في المحافظة و التي ارتفعت في سنوات 2002-2004 إلى أكثر من 80% نسبة الفقر، و 60% نسبة البطالة، انخفضت بعد ذلك لتصل حاليا إلى 50% نسبة البطالة و 60% نسبة الفقر العام في المحافظة، الأمر الذي جعل البنك الدولي يصنف المحافظة على أنها أفقر المحافظات الفلسطينية في تقريره العام لسنة 2008.

يقول عطياني:" هذه المعطيات مخيفة و أثارها على اقتصاد المدينة واضح جدا، و من هنا كان الضغط الدولي على "إسرائيل" لفتح "المعبر" من جديد في محاولة لتحسين الوضع القائم في المحافظة".

إلا أن عطياني لا يتوقع عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل إغلاق المعبر في العام 2000، فكما قال فأن اتفاقية إعادة فتح "المعبر" حددت بشروط تجعل من الصعب العودة إلى ازدهار الاقتصادي الذي شهدته المحافظة من قبل.

ومن هذه الشروط، كما يوضح عطياني، فتح "المعبر" بساعات معينة  من الثامنة صباحا و حتى الخامسة مساء، يكون على الزائر الدخول و الخروج في هذه الفترة فقط، إلى جانب تحديد عدد السيارات التي تدخل ب300 مركبة يوميا، فيما عدى أيام السبت "العطلة الرسمية لدى الاحتلال" يسمح بدخول 500 مركبة.

ولا تتوقف شروط الاحتلال عند حد عدد السيارات و ساعات الدخول و الخروج، فقد حددت نوعية المشتريات أيضا، فخلال العودة يتم التفتيش الدقيق للمشتريات و يتم مصادرة أي بضائع من مشتقات الحليب و المنتجات الحيوانية و الزراعية.

انتعاش محدود...

و عن تقيمه لنتائج فتح "المعبر" على الأرض بعد شهر كامل يقول عطياني:" لا شك ان المدينة و الأسواق فيها شهدت ازدهارا ملحوظا، و لكن يجب أن لا نغفل أن جزء من هذه الحركة جاءت بفترة العيد و التي تنشط فيها الأسواق بدون ان يكون للمتسوقين من فلسطين الداخل اثر على ذلك".

و بالأرقام، يشير عطياني إلى جملة من التغيرات الايجابية التي طرأت على القطاعات التجارية المختلفة في المدينة، فعلى سبيل المثال نشط قطاع بيع الملابس بنسبة تزيد عن 40% في حين كانت الزيادة في قطاع الأدوات المنزلية من 25- 30%، في حين كانت الزيادة في بيع المواد التموينية ضئيلة ولم تتعد 15%، وسجل قطاع الخدمات و المطاعم قفزة نوعية ليصل إلى 60%.

و فيما يتعلق بالمنطقة الصناعية و محال تصليح و خدمات المركبات و السيارات فقد شهدت انتعاشا بنسبة 30% خلا الشهر الفائت.