خبر أميركا ـ إسرائيل: الحل أو الحرب في العام 2010 .. كمال مساعد

الساعة 09:45 ص|02 ديسمبر 2009

بقلم: كمال مساعد

توصلت الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تشكيل مجموعة عمل رفيعة المستوى في إطار منتدى الحوار الاستراتيجي الأميركي ـ الإسرائيلي، مهمتها تقويم التطور الحاصل في تعاطي الرئيس الأميركي باراك أوباما الجديد مع إيران، إلى جانب تبادل المعلومات الاستخباراتية حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك وفقا لما نشرته جريدة «واشنطن تايمز» الأميركية حيث أكدت فيه أن الاتفاق على تشكيل اللجنة المذكورة تم خلال اللقاء الأخير بين الرئيس أوباما ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إن مجموعة العمل هذه تبدأ بدراسة خطة الطوارئ، خاصة إذا ما أصرت إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم، عبر خبراء، ويكون الجانب الأميركي ممثلا في هذه اللجنة إما عبر توماس دونيلون نائب مستشار الأمن القومي أو المستشار جيمس جونز. كما يتولى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مسؤولية الحوار الاستراتيجي الذي يجريه البلدان لبحث قضايا استراتيجية مشتركة تهم كلا من إسرائيل والولايات المتحدة.

ورغم أن المشاورات الاستراتيجية أمر مألوف بين تل أبيب وواشنطن، إلا أن اللجنة المشتركة ستركز على إيران، التي ترى سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قدراتها النووية تهديداً مباشراً لوجودها.

نشر رئيس معهد الأبحاث الصناعية العسكرية الإسرائيلية أريه فريدور، في صحيفة «يديعوت أحرنوت» مقالا أشار الى أن على إسرائيل أن تتصرف إزاء الخطر الإيراني من خلال خمسة محاور أساسية هي: أولا تشجيع الاستمرار في الجهود السياسية، ثانيا المبادرة إلى تخطيط وتنفيذ عمليات سرية ضد المنشآت النووية الايرانية والشخصيات الايرانية الفاعلة في مجال الأبحاث العلمية وتنفيذ المشاريع الايرانية النووية، ثالثا توجيه ضربة نووية قاطعة لإيران تجعلها تتراجع عن الاستمرار في تطوير برنامجها النووي أو تأخير تنفيذه، ورابعا تطوير وسائل دفاعية تحمي إسرائيل من خطر هجوم إيراني نووي، مثل تطوير صواريخ مضادة للصواريخ تكون قادرة على تفجير الصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى أهدافها في إسرائيل، وخامسا تحــصين داخلي في إســـرائيل بواسطة إقامة شبكة أمان داخلـية وتحصين الأبنية تحت الأرض وإقامة الملاجئ وتخزين الاحتياط الغذائي المقاوم للشائعات وغير ذلك.

وبالتزامن مع الضغوط الدولية على طهران، أعلنت الأخيرة نجاحها في تجربة إطلاق صاروخ سجيل 2، الذي أكد نجاحه وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، موضحا أن الصاروخ الذي أطلقته إيران بلغ مداه ما بين 2000 إلى 2500 كيلومتر، ومؤكد أن تجربة إطلاق الصاروخ نجحت على ما يبدو، غير أنه من غير الواضح ما إذا كان قد أصاب الهدف المحدد له أم لا. لكن خبراء أميركيين أشاروا إلى نجاح تجربة الصاروخ الجديد «سجيل 2»، موضحين أن مداه يظهر أن برنامج إيران الصاروخي أكثر تقدماً مما هو معتقد لدى واشنطن. وكانت طهران قد كشفت عن تجارب سابقة حول إطلاق صواريخ قصيرة المدى وصواريخ متوسطة المدى، إلا أن واشنطن شككت من قبل في حقيقة نجاح تلك التجارب. وتعد تلك هي المرة الأولى التي تؤكد فيها أميركا إطلاق إيران صاروخا يتجاوز مداه 2000 كيلومتر. أما مصدر القلق الآخر من الصاروخ الإيراني الجديد فهو أنه يعمل بالوقود الصلب، مما يعني أنه يمكن ملؤه وشحنه ثم إخفاؤه لحين إطلاقه، بينما الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل ينبغي ملؤها قبل إطلاقها مباشرة مما يعطي مساحة زمنية أكبر للطرف الآخر لضربة استباقية.

وكان منتدى الحوار الاستراتيجي الأميركي ـ الإسرائيلي الذي يعقد بالتزامن بين الدولتين قد وضع مع واشنطن اللمسات النهائية لخطة ضرب مواقع محددة في ايران، وان المستوى العسكري الإسرائيلي بانتظار تعليمات المستوى السياسي والجهود الدبلوماسية الأميركية من أجل تحديد ساعة الصفر التي لا تتجاوز الأشهر الثلاثة من العام المقبل، وأكد خبراء عسكريون أن هناك العديد من المواقع السرية التي تواصل فيها طواقم إيرانية العمل من أجل إنتاج القنبلة النووية، وهذا يقلق إسرائيل، وإن تل أبيب لا بد أن تتعامل مع هذا الخطر بسرعة فائقة قبل أن تستيقظ حكومة إسرائيل لتعلم أن صواريخ نووية إيرانية موجهة إلى تل أبيب.

وكشف استطلاع رأي أجرته جامعة تل أبيب ان 85% من المواطنين في إسرائيل يشعرون بالخوف والقلق من التسلح النووي الإيراني، وأن 41% من الإسرائيليين يؤيدون أن تنفذ قوات سلاح الجو الإسرائيلي هجوما عسكريا فورا، وقبل أن تنتهي الجهود الدبلوماسية الأميركية لتسوية القضية بسلام، لتدمير المفاعلات النووية.

وأوضح الاستطلاع أنه بسبب هذا الخوف، فإن نحو 23% من الإسرائيليين (38% من النساء و14% من الرجال)، يفكرون في إمكانية الهجرة من إسرائيل في حالة نجاح إيران في تطوير السلاح النووي.

وتفيد التقارير العسكرية أيضا بأن إسرائيل من خلال وزارة الدفاع الأميركية توصلت إلى عقد اتفاقيات أمنية مع بعض الدول في المنطقة، حيث وافق بعض هذه الدول على استغلال إسرائيل للقواعد العسكرية الأميركية الموجودة فوق أراضيها، وهي قواعد أميركية، لكن البروتوكول الموقع بين واشنطن وحكومات تلك الدول، ينص على أن تتقدم واشنطن بطلب إلى الحكومات المذكورة إذا ما أرادت أن يقوم طرف ثالث باستغلال هذه القواعد، وهذا ما تم بالفعل حيث سيسمح لإسرائيل باستغلالها، من خلال تعديل الاتفاقيات الموقعة بينهما، وتحضيراً لنجاح الضربة العسكرية التي قد توجه إلى إيران، فإن على تل أبيب أن تكون بطائراتها ووحداتها المؤهلة في أقرب نقطة من إيران.

وتشير التقارير إلى أن إسرائيل انتهت من بناء مدرج للطائرات في شمال العراق، وأن هناك 47 موقعا نوويا إيرانيا قد وضعت في دائرة الاستهداف الإسرائيلي. علماً بأن مجلة نيوز ويك أشارت إلى أن الخبراء في وكالة الاستخبارات المركزية، والقيادة الجوية الاستراتيجية الأميركية «سنتكوم»، قد اقترحت سابقا ضرب 1500 موقع عسكري إيراني حُدّدت بدقة، وهذا ما كشفه أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، من أن الولايات المتحدة تخطط لاستخدام استراتيجية معادية لإيران، منها نقل المواجهة إلى الداخل، أي الضرب مباشرة على الرأس بعد أن فشلت محاول قطع الأطراف، وهذا السلوك يؤكد أن مواجهة إيرانية إسرائيلية مقبلة مع الوقت.