خبر أشكنازي يحمّل نظام التعليم في إسرائيل مسؤولية فساد جنوده

الساعة 06:02 ص|02 ديسمبر 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

حمَّل رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي على نظام التعليم الذي لا يقدم للجيش مجندين يفقهون التاريخ ويجلب له أناسا يفضلون معاقرة الخمور. وأشار إلى تعاظم ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية محذرا من أن استمرارها سيقود إلى وضع لا يغدو فيه سوى قلة تلتحق بالجيش.

وجاءت هذه الحملة في خطاب ألقاه أمام مدراء المدارس الإعدادية في القدس في ظل فضائح حول سوء سلوك ضباط الجيش وبينهم أحد أفراد طاقم حماية أشكنازي نفسه.

وقال أشكنازي ان قسما لا بأس به من الشباب الذي يتجند للجيش الإسرائيلي لا يفقه شيئا من التاريخ أو الجغرافيا، وإنه يفضل معاقرة الخمور.

وأضاف أن «ثلث الجنود وصلوا إلى القدس للمرة الأولى في حياتهم أثناء خدمتهم في الجيش. وهناك جنود يظنون أننا احتللنا قلعة المسادا في حرب الأيام الستة. كما أن هناك جنوداً من الخارج لا يعرفون اللغة العبرية».

وأوضح أشكنازي «أننا بتنا شهودا على مشاكل ينقلها الشباب معه إلى الجيش، ومنها مشكلة شرب الكحول، وأناس يتسربون من الجهاز التعليمي، جنود لا يعرفون الدولة، ولا تراثها». وعلى شاكلة أخطاء الجنود وجهلهم الذي حذر منه، اقترف أشكنازي خطأ القول بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم الغربي التي تنتهج أسلوب الخدمة العسكرية الإلزامية.

وقال «أنا لا أتوقع في المستقبل القريب أن نتحول إلى جيش احترافي. إننا النموذج الوحيد والأخير في العالم الغربي».

وخاطب مدراء المدارس قائلا: «وكي نغدو جيشا قويا ونوعيا ينبغي أن نستند إلى أناس نوعيين، وهذا واجبكم، وإلا فلن يكون بوسعنا المحافظة على التفوق النوعي العسكري على جيراننا. إن الخدمة في الجيش الإسرائيلي ليست مجرد خدمة أمنية، إنها أيضا وطنية اجتماعية. والجيش أيضا مكان تعليمي بكل معنى الكلمة معد للتربية على القيم مثل التسامح، المسؤولية الاجتماعية، التعاون، والمشاركة. وينبغي أن ننظر إلى الخدمة في الجيش كجزء من مسلسل جهاز التعليم، والمشاكل التي يأخذها الشباب معه من الجهاز التعليمي نراها في الجيش».

وتحدث أشكنازي عن مشكلة التهرب من الخدمة العسكرية وقال: «لقد قررنا كهدف تحسين قيمة الخدمة ومحاربة التهرب من أدائها. ولأسباب موضوعية هناك تراجع في أعداد المجندين، وكذلك في أعداد المهاجرين. وفي المقابل هناك إعفاء من الخدمة العسكرية في نطاق (توراتهم إيمانهم) لأسباب دينية. وإذا استمرت هذه الظاهرة لأقل من عقد من الزمان، فسوف نشهد واقعا لا يتجند فيه سوى القلة في صفوف الجيش. ينبغي أن نبني مع قيادة الدولة نماذج أخرى، نموذجا للخدمة الوطنية ويمكن لمن لا تعجبه كلمة (الوطنية) أن يختار نموذج الخدمة المدنية».

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد ناقشت مطلع الأسبوع الحالي قضية التهرب من الخدمة العسكرية حيث قدمت شعبة القوى البشرية في الجيش معلومات عن ذلك. ووفق هذه المعلومات فإن 20 في المئة من الشباب لا يتجندون في الجيش في مقابل 40 في المئة من الفتيات، بينما 30 في المئة لأسباب دينية.

وفي النقاش قال وزير البنى التحتية بنيامين بن أليعزر ان معظم المتهربين من الخدمة العسكرية هم من سكان وسط إسرائيل وليس من الضواحي. كما أن وزير التعليم جدعون ساعر أشار إلى وجود «صناعة كاملة للشهادات الكاذبة حول تجنيد البنات. إننا لا ندين الفتيات المتدينات، وإنما الفتيات اللواتي يتهربن من الخدمة العسكرية واللواتي يعشن حياة بعيدة عن نمط الحياة الدينية».