فلسطين اليوم-وكالات
صعد حجاج بيت الله الحرام البالغ عددهم ما بين اثنين وثلاثة ملايين مسلم فجر اليوم, جبل عرفات لأداء الركن الأساسي للحج، بعد أن مكثوا، يوم أمس، المعروف باسم يوم التروية في وادي منى.
وهناك تفسيرات عديدة لتسميته بيوم التروية, منها أن النبي إبراهيم عليه السلام تروى متفكراً في تفسير منام رأى فيه أنه يذبح بيده ابنه الوحيد آنذاك إسماعيل، متسائلاً هل ما رآه وحي من الله أم لا ؟, وهناك تفسير آخر لهذه التسمية وهو أن الحجاج يتروون في هذا اليوم من الماء استعدادا ليوم عرفة.
وينفر الحجاج بعد مغرب اليوم من عرفات إلى مزدلفة, حيث يصلون فيها المغرب والعشاء جمع تأخير ويمكثون جزءاً من الليل قبل أن يتوجهوا إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات ويقصرون أو يحلقون رؤوسهم ثم يطوفون طواف الإفاضة بالبيت العتيق صبيحة يوم العيد أول أيام التشريق.
ويبيت ضيوف الرحمن بمنى ثلاث ليال، أو ليلتين لمن تعجل من أيام التشريق، وهن ليلة الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، أو ليلتا الحادي عشر، والثاني عشر للمتعجل، حيث يرمي الحجاج جمرات العقبة الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى بسبع حصوات لكل جمرة وبعدها يطوفون طواف الوداع سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة قبل أن يغادروا مكة المكرمة عائدين إلى ديارهم.
ونشرت السلطات السعودية، أمس، 20 ألف رجل أمن لضمان سلامة الحجاج الذين صعدوا لمنى وهم يرددون "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك".
وفي ذات السياق، أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، أمس، أن جسر الجمرات في وادي منى سيعمل بكامل طاقته الاستيعابية، وتوقعت أن ذلك سيسهم في خفض درجات المخاطر بمنطقة الجمرات إلى أدنى حد. وسيسهم العمل بكامل طاقة جسر الجمرات في حج هذا العام في خفض درجات المخاطر بمنطقة الجمرات إلى الحد الأدنى، وتجنب المشاكل الناجمة عن الازدحام الشديد أثناء أداء هذه الشعيرة.
وتستوعب طاقة الجسر الجديد بطوابقه الخمسة 500 ألف حاج في الساعة، ومن شأن ذلك أن يتيح لكل الحجاج رمي الجمرات في المواعيد المحددة بكل يسر وسهولة. وأكدت المديرية في بيان صحفي أن ذلك سيمكن أيضا من تجنب كل المشكلات المترتبة على الازدحام أثناء تواجد وتنقل الحجاج بين المشاعر في منى وعرفة. ويتولى أكثر من 100 ألف عنصر أمن و15 ألف عضو في الفرق الطبية السهر على أمن الحجاج وسلامتهم.
وتم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات, فيما وضعت 1852 كاميرا للمراقبة داخل الحرم المكي وفي محيطه, ومضت رحلة الحجاج راكبين أو مشاة بيسر إلى منى، وانتقلت أكثر من 70 ألف حافلة من الحجم الكبير لنقل الحجاج دون أي ازدحام، وقد تجمعت الحافلات عند مساكن الحجاج في مكة المكرمة.
ووضعت قوات أمن الحج خطة سير خاصة للتصعيد إلى منى، اعتمدت على نشر أفراد قواتها في الشوارع والميادين لتنظيم السير.
23 خطة طوارئ
وقال اللواء سعد الخليوي, نائب قائد أمن الحج: " إن مديرية الأمن العام دربت القادة والمساعدين والمشاركين في فرق سير المشاة على 23 خطة طوارئ في حال الاحتياج لها".
وأعلن مسؤول هيئة الهلال الأحمر السعودي الدكتور خالد الحبشي في مؤتمر صحفي أمس, عن بدء الجزء الثاني من خطة الهيئة لحج هذا العام, اليوم بنشر 180 فرقة إسعافية راجلة مدعومة بـ15 فرقة تدخل سريع، و30 فرقة إسعافية تعمل على الدراجات النارية.
وخصصت وزارة الصحة عددا من سيارات الإسعاف الصغيرة المجهزة بمعدات خاصة للتنفس الصناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي. وأعلنت وزارة الصحة السعودية أن عدد الوفيات وسط الحجاج بإنفلونزا الخنازير لم يتجاوز ما أعلنته قبل يومين، وهو أربع وفيات و68 إصابة فقط.