فلسطين اليوم: أ.ف.ب
كان عمر الطفلة غزالة سنة وأربعة أشهر حين اعتقل والداها إيرينا الأوكرانية المسيحية التي أعلنت إسلامها وإبراهيم الفلسطيني، واليوم هي تنتظر بعد مضي 7 سنوات عودتهما.
تتمنى الطفلة غزالة ان يكون والدها ابراهيم ووالدتها الاوكرانية الاصل ايرينا ضمن الاسرى الفلسطينيين المتوقع إطلاق سراحهم مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة بعد تواتر الانباء عن قرب التوصل الى صفقة تبادل.
وتقول غزالة سراحنة ببراءة سنينها التسع " لا أعرف اذا كانت والدتي ستخرج من السجن ام لا ولا اعرف اذا كان والدي سيخرج. في كل مرة يقولون سيتحرران من الاسر ولا يحدث ذلك".
وايرينا سراحنه والدة غزالة مسيحية من أوكرانيا اسمها السابق ايرينا بولياتشيك. وقد التقت ابراهيم، وهو من مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم في الضفة الغربية، في تل ابيب قبل ان يسافرا الى اوكرانيا حيث تزوجا وعاودت دخول اسرائيل بوثائق غير قانونية.
وبعد زواجها من ابراهيم اعتنقت الاسلام واصبحت ترتدي الحجاب حتى ان مصدرا قانونيا ذكر خلال محاكمتها انها باتت قريبة من حركة الجهاد الإسلامي.
واعتقلت ايرينا في 22 ايار/مايو 2002 مع زوجها وكانت غزالة بصحبتهما، بعد نقلهم لفلسطيني نفذ عملية تفجيرية في ريشون لتسيون بالقرب من تل أبيب.
واعتقدت الشرطة الاسرائيلية في البداية ان ايرينا يهودية روسية هاجرت الى اسرائيل قبل ان تكتشف انها استخدمت لدخول البلاد هوية مسروقة باسم يهودية هاجرت من الاتحاد السوفيتي السابق تدعى مارينا بنسكي كانت هي الاخرى متزوجة لفترة قصيرة من فلسطيني يدعى ايضا إبراهيم سراحنة.
وحكمت عليها محكمة اسرائيلية بالسجن عشرين عاما واصدرت على زوجها ستة احكام بالسجن المؤبد.
وتحضن غزالة جدتها الحاجة زينب السراحنة التي نشأت في كنفها وهي تحمل صورة امها، ثم تعود لتحمل صورة والدها فصورة شقيقتها ياسمين التي تبلغ عشرة أعوام وتعيش مع جدتها ام والدتها في اوكرانيا.
وقالت الحاجة زينب السراحنة "كانت غزاله رضيعة وعمرها سنة وأربعة أشهر عندما اعتقلت ايرينا وابراهيم". واضافت ان "غزالة بقيت مع والدتها في مركز التحقيق في المسكوبية في القدس مدة اسبوع".
وتحدثت الحاجة زينب عن الابنة الثانية لايرينا. وتقول ان "ايرينا وضعت ياسمين اثناء زيارة لوالدتها في اوكرانيا وابقتها هناك وهي ابنه شهرين لعدم تمكنها من توفير وثائق لها".
وتابعت "لم يسمحوا لغزالة في البداية بزيارة والدتها في السجن. وبعد تدخل الصليب الاحمر بدأت تزورها". وأوضحت ان "غزالة ما كانت تتقبل والدتها ومنذ سنة فقط بدأت تتقرب منها وتميل اليها"
واكدت الحاجة زينب ان غزالة "تزور والدتها مرة في الشهر لكنها لا تحمل رقم هوية فلسطينية او اسرائيلية وفي بعض الاحيان يعيدونها من الحاجز" الاسرائيلي.
وقالت الطفلة "الشهر الماضي بكيت على حاجز ترقوميا واردت العودة ادراجي لان المجندات اجبرنني على خلع ملابسي وحذائي اثناء التفتيش". اما الجدة، فروت كيف كانت غزالة تبكي ويغمى عليها وتتشنج وهي تردد "عيب اشلح" لكن "المجندات لم يكترثن لذلك".
وتروي غزالة كيف تستعد لزيارة والدتها، قائلة "استيقظ في الساعة الثالثة صباحا وينطلق الباص في الساعة الرابعة لنذهب الى سجن هشارون للنساء. اخذت كتبي معي لان عندي امتحانات وادرس في الباص طوال الطريق".
اما عن شقيقتها، فتقول "احب ان التقي اختي ياسمين. عندما تتكلم معي اعرف ثلاث كلمات بالروسية خراشو (جيد) و+يا تبيه لب لوا+ (احبك) و+منيه زافوت غزاله+ (اسمي غزالة)".
من جهته قال احمد السراحنة (74 عاما) جد غزالة ان ثلاثة من ابنائه معتقلون في السجون الاسرائيلية منذ العام 2002 وهم ابراهيم (37 عاما) والد غزالة وخليل (30 عاما) الذي صدر عليه حكمان بالسجن مدى الحياة وعشرين عاما وموسى (48 عاما) الذي صدر عليه حكمان مماثلان.
واضاف "ابلغني ابني خليل ان لا امل بخروجهم. اما ايرينا، فاسرائيل تهدد بابعادها الى اوكرانيا اذا حرروها وهي ترفض الابعاد وتفضل البقاء في السجن".
وكانت اسرائيل افرجت في مطلع تشرين الاول/اكتوبر الماضي عن عشرين اسيرة اثر اتفاق غير مباشر مع حركة حماس بوساطة مصرية والمانية مقابل شريط فيديو عن الجندي شاليط. وأكدت حركة حماس انها تسعى لاطلاق سراح كافة المعتقلات لدى اسرائيل.
من جهته قال رئيس نادي الاسير الفلسطيني في محافظة بيت لحم عبد الله زغاري ان "هناك نحو 52 اسيرة فلسطينية في السجون الاسرائيلية بمن فيهم ايرينا نتوقع ان يتحررن ضمن صفقة شاليط".
وأشار إلى أن عدد الأسرى يبلغ نحو 8500 وقد يصل الى تسعة آلاف بسبب حدوث اعتقالات يومية.
واضاف ان "نحو الف اسير صدرت عليهم احكام عدة بالسجن المؤبد و118 اسيرا قضوا اكثر من عشرين عاما في السجون واحد عشر اسيرا قضوا اكثر من 25 عاما"