خبر لنستأنف القناة التركية -هآرتس

الساعة 09:39 ص|25 نوفمبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

الانتقاد القاسي الذي وجهه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لاسرائيل على سياستها في المناطق بشكل عام وفي حملة "رصاص مصبوب" بشكل خاص  نقل بغير حق تركيا من مكانة الصديق القريب الى شبه العدو. في اسرائيل فسروا هذا الانتقاد بالميول الاسلامية لحكومة السلطة، بتعزيز العلاقات بين تركيا وايران وسوريا وبنية تركيا استبدال الحلفاء الغربيين بالعرب.

        في لحظة واحدة نسيت حقيقة ان هذه هي تركيا التي نجحت في استئناف الحوار، وان كان غير مباشر بين سوريا واسرائيل؛ وانه رغم العلاقات التجارية المتفرعة التي لها مع ايران، فان تركيا الاسلامية لا تعتزم المس بعلاقاتها مع اسرائيل وان العلاقة مع الغرب – ومع اسرائيل في اطار ذلك – هي جزء من المفهوم الاستراتيجي لتركيا.

        الانتقاد التركي لا يختلف في جوهره عن الانتقاد الذي اطلق في بعض من الدول الاوروبية او في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة. واذا كان أكثر حدة فأحد الاسباب لذلك هو الاحساس بالاهانة الشخصية لاردوغان، الذي استضاف قبل بضعة ايام من حملة "رصاص مصبوب" رئيس الوزراء ايهود اولمرت بل واجرى مكالمة هاتفية غير مباشرة بينه وبين بشار الاسد.  رئيس الوزراء التركي، الذي طلب منحه فرصة الوساطة بين اسرائيل وحماس، لم يستجب وبدلا من ذلك اضطر للتصدي لحملة عنيفة في غزة.

        المحاسبة العلنية بين اسرائيل وتركيا يحاول الان الوزير بنيامين بن اليعيزر وقفها. وهو يقترح على تركيا العودة للوساطة بين اسرائيل وسوريا. وهذا اقتراح في مكانه، يدل على نهج واقعي يتطلع الى وضع الانتقاد جانبا انطلاقا من الفهم بان "الحرد" لا يمكنه أن يكون اساسا للعلاقات بين دولتين تريان اهمية استراتيجية في العلاقة بينهما.

        يبدو أن الطرف التركي ايضا يسعى الى أن يضع الخلاف جانبا وان يستأنف العلاقات السليمة. تصريحات وزير الخارجية التركي احمت دابتواغلو تدل على ذلك وبالمقابل فان الكلمات القاسية التي يوجهها وزير الخارجية افيغدور ليبرمان لتركيا، ضررها أكثر من نفعها. المصلحة الاسرائيلية تستدعي اعادة العلاقات مع تركيا الى مسارها مثلما تحتاج الى استئناف القناة السورية. اذا كانت تركيا هي الرافعة لذلك، فينبغي تبني خدماتها الطيبة.