فلسطين اليوم : القدس المحتلة
تطرق خبير إسرائيلي في سياق تقرير له للدور الذي يمكن أن تلعبه مسألة إقامة دولة فلسطينية تضاهي النموذج القائم في بعض دول الخليج العربي، بمعنى إقامة دولة تجمع الفرقاء جميعاً ويسيطر على كل إمارة فيها العشائر الأكثر قوة وقدرة على الإمساك بزمام الأمور، مشيراً إلى أن من شأن تلك الدولة أن تكون لها القدرة على التعامل مع الأوضاع في المحيطين العربي والإسلامي .
وقال مردخاي كيدار الخبير الإسرائيلي، والباحث في مركز بيجين- السادات للدراسات السياسية والإستراتيجية التابع لجامعة "بار إيلان" الإسرائيلية :"إن الميليشيات العشائرية قادرة على لعب هذا الدور، والدليل على ذلك هو ما سبق أن قامت به تلك الميليشيات (مجالس الصحوات) والتي جرى تشكيلها في محافظة الأنبار العراقية الواقعة غرب العراق، والتي تمكنت بفضل الدعم المالي والعسكري المقدم لها من القضاء على عناصر تنظيم القاعدة، الذين كانوا يتخذون من تلك المحافظة ملاذاً لهم للتخطيط ولتنفيذ العمليات ضد القوات الأمريكية والعراقية، وذلك بعدما فشلتا في أداء تلك المهمة".
ويرى كيدار أن الحل الأمثل للقضاء على "حماس" و قوتها في قطاع غزة لن يتأتى إلا عبر القيام بتشكيل ميليشيات مناهضة لها، لافتاً إلى أن الحركة لن يجدي معها استقالة "أبو مازن" أو تقديم دعم خارجي له أو القيام بتزوير الانتخابات، مؤكداً أن مثل هذه الميليشيات الشعبية ستحظى بشرعية قوية من قبل الفلسطينيين.
وتحدث عن أن معظم دول المنطقة تعاني من النزاعات السياسية المتواصلة بين الإثنيات والفصائل والطوائف والشعوب التي تعيش داخل تلك الدول.
ويرى كيدار أنه لا جدوى من الإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة، قائلاً : " إن تلك الدولة ستكون حتماً فاشلة، حيث ستكون دولة مؤسسة على أنقاض السلطة الفلسطينية، التي لم تكن أبداً بيتاً وطنياً يجمع الفلسطينيين جميعاً".
وقال:" إن الحل الأمثل الذي يرى فيه إمكانية لتحقيقه هو الدعوة لقيام دولة الإمارات الفلسطينية المتحدة تكون كل إمارة فيها مستقلة عن الأخرى وتكون كل إمارة تحت حكم العشائر القوية التي تعيش في المدن التابعة لها، فيما تظل إسرائيل ممسكة بخيوط اللعبة ومسيطرة على الأوضاع بشدة ، حتى لا يحدث في أي إمارة منها أن تكون كجنوب لبنان الذي يسيطر عليه فعلياً حزب الله".
ويرى الخبير الإسرائيلي أن دولة العشائر سيكون لديها القدرة مستقبلاً على التعامل مع محيطها العربي والإسلامي ، وستثبت أنها قادرة على ضبط الأمور.
وأكد كيدار أن استقالة "أبو مازن" ورحيله عن السلطة الفلسطينية سيكون من شأنه تمكين إسرائيل من تنفيذ مسألة إقامة دولة العشائر في سائر أنحاء أراضي السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أنه من الأجدر بإسرائيل مد يد العون لأبي مازن من أجل دفعه لتنفيذ قراره بالاستقالة، وهو الأمر الذي سيمهد الطريق أمام إقامة تلك الدولة.
وحدد الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي أسماء بعض العشائر والعائلات الفلسطينية الكبرى التي يمكن الاعتماد عليها في هذا الشأن، وهي: عائلة الجعبري وأبو سنينة والناتشة في مدينة الخليل، وعائلات المصري وكنعان وطوقان في نابلس، وقال:" إنه يجب الدخول معهم في حوارات ومشاورتهم فيما يمكن فعله، وكذلك لمعرفة رأيهم وما يمكن أن يلعبوه مستقبلاً في هذا الشأن".