فلسطين اليوم : رام الله
أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، أن من المبكر نعي المفاوضات ودفنها، رغم موتها منذ زمن طويل، وإعلان أبو مازن عن وصولها إلى طريق مسدود، وعزمه على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
وقال المصري في مقال له أرسل لـ"فلسطين اليوم" نسخةً منه:" رغم وصول المفاوضات إلى طريق مسدود منذ زمن طويل، لكن قوى وأطراف ودول ومصالح متعددة محلية وعربية وإسرائيلية ودولية تقف وراءها".
وأضاف:" ليس من المتوقع أن تنهار المفاوضات، فالولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والمجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة، خصوصاً المرتبطة بمعاهدات مع إسرائيل، وأطراف فلسطينية لا يمكن أن تسمح بانهيار المفاوضات".
ولفت المصري إلى أنه "من المفترض نعي المفاوضات منذ اغتيال اسحق رابين، وخصوصاً بعد تنصل الحكومات الإسرائيلية اللاحقة من تطبيق الالتزامات في اتفاق "أوسلو" وملحقاته.."، متسائلاً "لماذا نجد أن الكثير من أنصار نهج المفاوضات حياة، لم يستسلموا بعد؟!، رغم أن منظّر هذا النهج صائب عريقات اعترف بأن 18 عاماً من المفاوضات لم تحقق شيئاً ولوح بالدولة الواحدة وانهيار السلطة".
وبيّن أن أنصار استمرار المفاوضات يتعلقون بأذيال الرهان على مجيء حكومة إسرائيلية مثل حكومة أيهود أولمرت السابقة -رغم الثمن الفادح المترتب عليها-.
ورأى هذا المحلل أن "الحراك الفلسطيني والعربي والدولي والإسرائيلي الذي نشهده مؤخراً، سواءً بالزخم الذي أخذته خطة حكومة سلام فياض أو بإعادة طرح القضية الفلسطينية على مجلس الأمن للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية، أو إزاء المبادرات الإسرائيلية التي تتمحور حول الدولة المؤقتة، جعجعة بلا طحين ولا يستهدف سوى إيجاد "تخريجات" لاستئناف المفاوضات والبحث عن وهم جديد لإشغال الفلسطينيين به، بما يبعدهم عن خيار الوحدة والمقاومة الكفيل بتحقيق أهدافهم".
وتابع:" المطلوب الآن أميركياً وإسرائيلياً ودولياً استئناف المفاوضات وفق الشروط الإسرائيلية مع معرفة أن أفقها السياسي الأقصى هو إيجاد حل يقوم على إقامة دولة مؤقتة على نص الأرض المحتلة عام 1967، بدون القدس واللاجئين والحدود، وبدون إزالة المستوطنات مع تقديم وعد بأن تكون هناك دولة دائمة بعد فترة يتم الاتفاق عليها".
وأوضح المصري أن "قيادة السلطة الفلسطينية مطالبة أن تختار: إما استئناف المفاوضات بدون حل، بحيث تكون مفاوضات حول المفاوضات إلى إشعار آخر، أو الاستعداد لقبول ما هو مطروح والسعي لتعديله وتطويره قدر الإمكان، أو اعتماد إستراتيجية جديدة تغير قواعد اللعبة السياسية بشكل جوهري".