خبر الاستقبال الفلسطيني- يديعوت

الساعة 10:06 ص|19 نوفمبر 2009

نزاع موت الوضع الراهن

بقلم: جدعون عيشت

رد الفعل كان متوقعا. رئيس الوزراء المح بان اعلان استقلال فلسطين سيدفع اسرائيل هي الاخرى نحو خطوات احادية الجانب. وزير آخر سار خطوة اخرى وشرح بانه "في مثل هذه الحالة سننهي اتفاقات اوسلو". والتهديد الانذاري: "سنضم الكتل الاستيطانية". وكأنه لا ينطبق في المستوطنات القانون الاسرائيلي من يوم اقامتها، وهي تمول من ميزانية دولة اسرائيل، وليس للسلطة الفلسطينية أي صلاحيات فيها.

كما أنه في ما يعتبر خطأ يسارا، حزب العمل قلقون جدا من المبادرة التي تنضج في فلسطين. ايهود باراك يعتقد أنه يجب استباق الضربة المتوقعة بعمل وقائي يتمثل بـ "ادارة مفاوضات مع الفلسطينيين" – وهو قول اسرائيلي نموذجي لمواصلة الثرثرة التي لا تؤدي الى أي مكان، ولم يعد حقا مهما من فعلا مذنب في أن المفاوضات التي كانت لم تصل الى منتهاها.

عندنا قلقون من اعلان استقلال كهذا، وان كان في الصيغة التي تحدث فيها رئيس فلسطين ورئيس وزرائه ثمة مثابة انتصار لاسرائيل. والفلسطينيون يتحدثون عن دولة في حدود 1967 وبذلك فانهم يتركون – ليس فقط اتفاق اوسلو مع اسرائيل بل امام الملأ وامام الامم المتحدة على نحو خاص – حلم فلسطين الكاملة. غير أن اعترافا دوليا كهذا يتقزم عندنا امام احتياجات المستوطنات، ولهذا فانهم عندنا قلقون.

الموضوع هو ما هو البديل. هناك انطباع بان حكومتنا على رأي بانه يمكن مواصلة ما هو قائم. بمعنى الحديث عن الحديث، او الحديث عن تسوية دون الوصول اليها (بذنبهم، بالطبع). لا يوجد افضل من الوضع الراهن. غير أن البيان عن اعلان الاستقلال لفلسطين جاء كي يقول بالضبط هذا: الوضع الراهن لا يمكنه أن يستمر. في حكومتنا يعتقدون أن هذا هراء. وان الفلسطينيين ليس لهم بديل عن المفاوضات بالشروط الاسرائيلية، ضمن امور اخرى لان الامريكيين لن يوافقوا على أي بديل آخر. ولعل هذا حتى صحيح. غير أن انعدام البديل صحيح ربما بالقيادة الحالية، في م.ت.ف ، في فلسطين. وقوى سياسية، ايهود باراك يتعلم هذا الان على جلدته من الاستطلاعات، يمكنها أن تتبدد.

البديل الفلسطيني أكثر تعقيدا بكثير مما يميلون عندنا للتفكير. في جهة يوجد اعلان الاستقلال، والذي يمكنه أن ينجح. وحتى الامريكيين سيجدون صعوبة في تبرير فيتو على دولة مستقلة – هم مؤيدون متحمسون لها – فقط لان اسرائيل تعارض حدود 1967. كما أن ليس في هذا الاعلان ذكر للاجئين – وهو موضوع أكثر جدية بكثير من مسألة اذا كانت ارئيل ستكون داخل اسرائيل او في اراضي فلسطين.

وهناك البديل المعاكس، وهذا يمكنه ان يكون بالنسبة لاسرائيل مشكلة اكبر بكثير من الدولة المعلنة. في هذا البديل السلطة الفلسطينية تحل. كما أن هذا يمكنه أن يحصل ايضا للقيادة الحالية، اذا ما استخدم فيتو امريكي على اقتراح في مجلس الامن في الامم المتحدة – تلك التي اقامت دولة اسرائيل – للاعتراف بدولة فلسطين في حدود 1967. ويمكن لهذا أن يحصل ايضا اذا ما انتقل الحكم في فلسطين الى اياد اخرى، تسعى الى ضعضعة الوضع الراهن.

من اللحظة التي تحل فيها السلطة الفلسطينية، ستنتقل الى المنطقة الى السيطرة الاسرائيلية المباشرة، مثلما كان حتى عشية اتفاقات اوسلو. غريب بعض الشيء أن يكون هناك زعماء اسرائيليون يقترحون ان تبادر اسرائيل نفسها الى خطوة كهذه، معناها اننا مسؤولون عن التعليم، الصحة، المياه، المجاري – وحقوق الانسان. في مثل هذه الحالة البديل لدولة فلسطين في حدود 67 هو دولة واحدة للشعبين. هذا، وهو منوط بالفكر السياسي، لعله حل لا بأس به. يخيل أن كل من يدفع نحوه، سواء من خلال الغاء مبادر اليه لاتفاقات اوسلو او من خلال معارضة اعلان استقلال فلسطين، لا يقصده. هذه هي في واقع الامر المسألة الرئيسة التي ينبغي ان تقلقنا: هل فلسطين مستقلة في حدود 67 اسوأ من دولة واحدة للشعبين؟ إما هذا، او ذاك. الوضع الراهن، كما يبدو الامر، ومهما يكن محببا من معظم الاسرائيليين، يوجد قبيل منتهاه. إذن ما هو الافضل؟