فلسطين اليوم : القدس المحتلة
رغم الهوة الكبيرة في مواقف الطرفين وأجواء تفاقم الأزمة في الشرق الأوسط، فإن ثلاثة أرباع الإسرائيليين قالوا في استطلاع رأي جديد نشر أمس في تل أبيب إنهم يؤيدون إجراء مفاوضات إسرائيلية فلسطينية على أساس مبدأ دولتين للشعبين.
وهذا رقم قياسي، حيث إن أعلى نسبة تأييد لمثل هذه المفاوضات سجلت في التاريخ الإسرائيلي كانت 72% في فترة حكم إسحق رابين مطلع التسعينات.
لكن نتائج الاستطلاع، الذي أجرته جامعة تل أبيب، أشارت إلى أن 66% من الإسرائيليين يعارضون أن تتم هذه المفاوضات في ظل ضغوط أميركية على إسرائيل.
ونصف المستطلعة آراؤهم عارضوا اشتراط تجميد الاستيطان كي تستأنف المفاوضات، حيث قالوا إن تجميد الاستيطان ليس ضروريا في هذه المرحلة وينبغي الانتظار لمعرفة كيف تسير المفاوضات أولا. لكن 47% من المستطلعين قالوا إنهم لا يمانعون في تجميد الاستيطان كمساهمة إسرائيلية لإنجاح المفاوضات.
وانقسم الإسرائيليون، حسب الاستطلاع، إلى قسمين متساويين في تقويم مدى صدق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في التوجه إلى عملية السلام. فقال 50% إنهم يعتقدون أنه مخلص في توجهه للمفاوضات من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين. بينما قال 50% إنه يستخدم تصريحات التأييد للمفاوضات في إطار تكتيك سياسي. غير أن الإسرائيليين يشككون في قدرة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) وصدق نواياه تجاه العملية السلمية. فقال 60% إن أبو مازن غير صادق في إعلانه عدم الرغبة في الترشح للرئاسة الفلسطينية في الانتخابات القادمة وأن إعلانه ما هو إلا خطوة تكتيكية هدفها ممارسة الضغط على إسرائيل. وقال 24% فقط إنه جاد في تهديده.
وعندما سئلوا إن كان أبو مازن قادرا على التوصل إلى سلام مع إسرائيل من خلال المفاوضات، أجاب بالإيجاب فقط 28%، بينما قال 66% إنه لا يستطيع ذلك. وبدا أن شعبية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في إسرائيل بدأت ترتفع بعد أن وصلت إلى الحضيض في مايو (أيار) الماضي. ففي حينه قال 55% من الإسرائيليين إن أوباما متحيز ضد إسرائيل لصالح الفلسطينيين، ولكن هذه النسبة انخفضت اليوم إلى 40%.
ومن اللافت للنظر أن الإسرائيليين يشعرون بأن الأوضاع السياسية في المنطقة تؤدي إلى نمو كبير في الإرهاب اليهودي. فقد سئلوا إن كانوا يعتقدون أن الإرهابي اليهودي يعقوب طايطل، الذي يحاكم حاليا بتهمة تنفيذ 12 عملية إرهاب ضد فلسطينيين وضد يساريين يهود وضد الشرطة الإسرائيلية، هو ظاهرة شاذة أم ظاهرة متنامية في المجتمع الإسرائيلي تلقى التأييد الصامت بين اليهود، فأجاب ثلث الإسرائيليين بالقول إن طايطل يمثل نصف المجتمع اليهودي. في ما قال 39% إنه يمثل ظاهرة شاذة. وقال 22% إن طايطل يعبر عن تنامي قوى الإرهاب في وسط اليمين المتطرف الإسرائيلي.
وعقب حزب كديما المعارض عن قلقه من نتائج الاستطلاع، وأصدر بيانا يقول فيه إن حكومة نتنياهو بعيدة عن مشاعر الجمهور ولا تقدم له رسالة سياسية وكل ما تفعله هو تحطيم ما بنته حكومتا أرييل شارون وإيهود أولمرت من علاقات إيجابية في العالم وتجنيد الرأي العام العالمي إلى جانب إسرائيل في معركتها من أجل السلام الأمن.