خبر من فون براون الى نصرالله .. هآرتس

الساعة 12:55 م|18 نوفمبر 2009

بقلم: موشيه أرنس

في الاشهر الاخيرة من الحرب العالمية الثانية استعمل الالمان على بريطانيا ما سماه هتلر "سلاح الانتقام". فقد اطلقت صواريخ في 2 التي طورها فيرنر فون براون وفريقه من علماء الصواريخ كسلاح ارهاب، كل يوم على اهداف مدنية. سقط على بريطانيا 1400 صاروخ، 500 منها على لندن الى ان وصلت جيوش الحلفاء مواقع الاطلاق. قتل 9 الاف مواطن من لندن جراء هذه الصواريخ.

بعد ذلك بـ 55 سنة في حرب الخليج الاولى، اطلقت العراق على اسرائيل صواريخ انتجت بحسب طراز في 2، أتي بها من الاتحاد السوفياتي وكوريا الشمالية. منذ تلك الحرب اصبحت الصواريخ السلاح الذي يفضله اعداء اسرائيل. تقوم عشرات الالاف منها، والعدد يكبر كل يوم، في قطاع غزة وفي جنوب لبنان وتهدد جميع مواطني اسرائيل. ان ما كان يبدو في أيام صواريخ الكاتيوشا التي اطلقت على شمال الدولة، قلقا محتملا اصبح تهديدا استراتيجيا. لا يحل ان نقلل من قيمة الخسائر المدنية العظيمة التي ستقع باسرائيل اذا هوجمت بهذه الصواريخ.

الحديث عن سلاح ارهاب على نحو قطعي. كلما زاد عدد الصواريخ، احجمت حكومة اسرائيل – التي تخاف خسائر باهظة من مواطنيها – عن الاخذ بعمل ناجع للقضاء على التهديد. استراتيجية الارهابيين بسيطة: عندما يملكون مخزون صواريخ كبيرا على نحو كاف يطلقونها على اسرائيل من آن لاخر، او يقومون بأعمال تحرش اخرى، كاختطاف جنود، عالمين بان الحكومة ستحجم عن الرد بالقوة خوف اطلاق كثيف للصواريخ على البلدات.

هذا ما حدث لحزب الله في الشمال. فان مخزونه الصاروخي الذي يكبر بلا انقطاع، منع حكومات اسرائيل الاخيرة الاخذ بخطوات للقضاء على الخطر، او حتى الرد بنجوع على التحرشات. وفي النهاية، في حرب لبنان الثانية، استقر رأي حكومة ايهود اولمرت على الرد بقوة ضخمة لكنها لم تنه العمل. في وقت الحرب اصيب شمالي الدولة اصابة شديدة بالصواريخ، اما الجيش الاسرائيلي فلم ينجح في وضع حد لاطلاقها. اليوم مخزون صواريخ حزب الله اكبر باضعاف مضاعفة.

قلدت حماس في غزة حزب الله. فبعد ان بنت لنفسها مخزون صواريخ اطلقتها مدة سنين على بلدات اسرائيلية، عالمة بأن اسرائيل ستجحم عن الرد خوف صواريخ اخرى. استمر هذا الوضع حتى عملية الجيش الاسرائيلي الاخيرة في غزة، لكن المهمة لم تستكمل هذه المرة ايضا. يوجد لحماس اليوم مخزون صواريخ اكبر، وهي مستمرة على الاستراتيجية نفسها: فهي تطلق من آن لاخر عددا من الصواريخ على اسرائيل، مفترضة ان الحكومة لن ترد. ان نشر تقرير غولدستون لم يعد ان قوى ثقتها بأن اسرائيل ستستمر على تلقي الصواريخ بغير القيام بعمل.

الحديث عن وضع لا يطاق بالنسبة لاسرائيل. فسكانها المدنيون كرهائن عند الارهابيين في الشمال والجنوب. ان مدى الصواريخ يغطي الان جميع مساحتها. يصعب ان نصدق ان توافق دولة على العيش هكذا اياما طويلة. عندما شعرت الولايات المتحدة بأنها مهددة بنشر الصواريخ السوفياتية في كوبا في 1962 طلب الرئيس جون كيندي – الذي ادرك ان خطر الصواريخ الدائم سيضر بالامن القومي اضرارا شديدا – ان تزال. وعلى النحو نفسه، فان تهديد الصواريخ الدائم من قبل منظمات ارهابية ليست لها مسؤولية كحزب الله وحماس هو خطر حقيقي على أمن اسرائيل.

يجب القضاء على هذا الخطر. يجب على حكومة اسرائيل كخطوة اولى ان تبين ان نشر الصواريخ لا يطاق وان تطلب ان يكف من الفور عن اي تزويد اخر بها. والى ذلك يجب على الحكومة ان تؤكد انه توجد حاجة عاجلا او آجلا للتخلص من مخزون الصواريخ الموجود.