خبر البناء في شرقي المدينة ورقة نتنياهو القوية .. هآرتس

الساعة 12:52 م|18 نوفمبر 2009

بقلم: عكيفا الدار

اذا كان هناك ما يستفز رجال البيت الابيض اكثر من بيان من القنصلية الامريكي في القدس عن مستوطنة جديدة في المناطق، فهو بيان في الصحف عن حي جديد في شرقي القدس.

عندما تحدث جورج ميتشيل اول أمس مع اسحق مولكو، مبعوث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مشروع بناء جديد في حي جيلو، أراد مبعوث الرئيس اوباما ابرام الامر بهدوء. فهو يعرف ماذا يحصل في رام الله، في القاهرة وفي عمان بعد عنوان رئيس عن خرق الوضع الراهن في المدينة الاكثر حساسية في النزاع. إذن لمن كان مجديا ان بعد ساعات من اللقاء يظهر النبأ عن مشروع جيلو في العنوان الرئيس لـ "يديعوت احرونوت"؟

ليست هذه هي المرة الاولى، واغلب الظن ليست الاخيرة التي يجند فيها نتنياهو شرقي القدس لصراعه السياسي. قبل أقل من نصف سنة كان هذا مشروع فندق شيبرد في الشيخ جراح، والان هذا جيلو وقريبا – في ذات المنطقة – مار الياس، مشروع رامي ليفي وجفعات همتوس. في حالة فندق شيبرد، ادعى رئيس الوزراء بان هذه مشروع خاص وبالتالي فانه حتى لو اراد فانه لا يمكنه أن يتدخل في اجراءات التحقيق والبناء. في حالة جيلو، رئيس الوزراء لا يمكنه أن يكرر ذات العذر، وذلك لان مئات الشقق الجديدة يزمع اقامتها على اراضي مديرية اراضي اسرائيل. هذه المرة لا يختبىء نتنياهو خلف المعاذير، ويمتشق سلاح يوم الدين – "القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الى أبد الابدين".

عندما يصر اوباما على وقف البناء بل ويرفض حتى التأثر بقصص "النمو الطبيعي"، يضطر نتنياهو الى البحث عن مأوى. ولكن عندما يتجرأ زعيم اجنبي، حتى وان كان زعيم القوة العظمى الاقوى في العالم، على لمس حي يهودي في القدس، فان رئيس الوزراء يهاجم. جيلو وباقي الاحياء المقدسية خلف الخط الاخضر دخلت قبل سنين عديدة الى قلب الاجماع الاسرائيلي. يسكن هناك غير قليل من مصوتي حزب العمل ومن على يساره.

اذا كان من ناحية الاسرائيليين "حكم شرقي القدس كحكم تل أبيب"، مثلما قال نتنياهو، فانه بالنسبة للفلسطينيين وكأن محمود عباس يقول: "حكم شرقي القدس كحكم رام الله". وعليه، فان تجميد الوضع في شرقي القدس كان ولا يزال المفتاح للمسيرة السياسية. في فترة ولايته السابقة في مكتب رئيس الوزراء، صد نتنياهو احتجاجا فلسطينيا وعموم عربي الى جانب ضغط كبير من الادارة الامريكية بتأجيل (وليس الغاء) تطبيق الخطة لاقامة حي هار حوما (جبل ابو غنيم) الجار الشرقي لجيلو.

ياسر عرفات قال في حينه للقنصل الامريكي العام في القدس، اد افينكتون، ان الفشل الامريكي في اختبار هار حوما اقنعه بان المسيرة السلمية في مشكلة وان الخلاص لن يأتي من الولايات المتحدة. نتننياهو قال انه في المعركة على القدس فان بوسعه ان يهزم حتى رئيسا عاطفا وناجحا مثل بيل كلينتون. وهو يشم ضعف اوباما ويدعوه الى جولة اخرى على صخرة وجوده.