خبر سـاعدوني.. أبحث عن عروس « مُعلمة »

الساعة 08:38 ص|18 نوفمبر 2009

سـاعدوني.. أبحث عن عروس "مُعلمة"

فلسطين اليوم- غزة (تقرير خاص)

شارفت الطالبة الجامعية نيفين جمعة على التخرج من تخصصها "رياض الأطفال" ولكنها بالرغم من ذلك غير مقتنعة به وقد أجبرت على دراسته فقط لأن زوجها يريدها "معلمة" ولن يقبل لها العمل سوى في هذا المجال.

 

وعلى الرغم من محاولاتها الحثيثة للدخول في قسم آخر ترغبه، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل، فالتعليم هو المجال الوحيد الذي يمكن أن تدرسه لتعمل به في وقت لاحق إن احتاجت له.

 

جمعة (26 عاماً) لم تكن وحدها، فهناك العشرات من الطالبات الجامعيات اللاتي يدرسن التعليم فقط كون أولياء أمورهن أو أزواجهن يريدون ذلك، حتى الكثر من المعلمات اللاتي يمارسن المهنة لم يكن يردن ذلك ولكن أجبرن عليه.

 

"هم يفضلونها معلمة"..

تقول جمعة لـ"فلسطين اليوم":" لقد تزوجت قبل 8 سنوات وكنت وقتها أنهيت الثانوية العامة وأحلم بإكمال دراستي وعندما حانت الظروف فكرت في الالتحاق بالجامعة ولكن زوجي اشترط عليا الدخول في مجال سلك التعليم لأنه يريدني أن أكون معلمة إن احتجت للعمل".

 

وتشير جمعة إلى أنها لا تكره سلك التعليم ولكنها كانت تفضل الدخول في مجال آخر، ولكن رغبة زوجها منعتها كونه لا يريدها الخروج من المنزل لأوقات كثيرة أو الاختلاط في أماكن عمل مختلفة.

 

"هم يفضلونها معلمة".. هكذا بررت والدة الطالبة نهى عابد لابنتها سبب إصرارها على الدخول في مجال التعليم، حيث توضح عابد أن والدتها كانت ترغب لها الدخول في مجال التعليم كونها الوظيفة "المضمونة" للحصول على "عريس" حيث أن الشبان يفضلونها "معلمة".

 

ولم تختلف عابد عن والدتها، فتؤكد أن مهنة التعليم من أفضل المهن بالنسبة لها حيث أن دوامها مريح، ورسالته سامية ولا يمكن نكران دور التعليم في تربية الأجيال والرقي بالمجتمع الفلسطيني، كما أنه لا يشكل عبئاً على الزوجة حيث يكون لديها الوقت الكافي لتسيير أمور بيتها والاهتمام بزوجها دون التعرض لضغط العمل.

 

خريجات التعليم كُثر

أما الشاب معتز الشيخ، فأعلنها بكل صراحة أنه يريد "عروس" ولكن بشرط أن تكون معلمة أو تخصصها يؤدي على العمل في سلك التعليم، معللاً ذلك بأنه يريد زوجة لها مواعيد محددة في دوام عملها، وأقل اختلاطاً من أماكن أخرى، مؤكداً أن الأمر ليس صعباً فخريجات التخصصات التعليمية كثر.

 

الموظفة خالدة اسماعيل، التي تعمل في إحدى مؤسسات المجتمع المدني فترى أن هذه النظرة المجتمعية تظلم الكثير من الفتيات اللاتي يضطرن للعمل في سلك التعليم بسبب هذه النظرة الخاطئة، حيث أن الكثير من الوزارات والمؤسسات لا يوجد فيها اختلاط، ودوامها محدد.

 

وتشير اسماعيل، إلى أن الكثير من الشبان ينظرون للأمر من ناحية مادية خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث أن التعليم من أكثر المهن التي يعتبر راتبها "مضمون" على خلاف العمل في المؤسسات الخاصة.

 

اختلاط أقل.. دوام محدد     

وتعقيباً على هذه القضية، أوضحت أخصائية الارشاد العائلي مريم طبيل لـ"فلسطين اليوم"، أن المجتمع الفلسطيني محافظ، لا يقبل الاختلاط خاصةً في أماكن العمل، لذا فيرى أن نطاق الاختلاط في المدارس محدود، وقد لا يكون موجود نهائياً، حيث أن العديد من المدارس تعتبر مؤنثة ولا يوجد فيها مدرسين.

 

كما أرجحت طبيل تفضيل مهنة التدريس على الأخريات، بأن الدوام المدرسي يعتبر من ناحية الوقت الأقل بكثير من الوزارات الحكومية، حيث أن الوزارات يظل دوامها حتى الساعة 3 أمام المدارس فيكون دوامها حتى الساعة 12، مما لا يؤثر على تسيير أمور المنزل ويعطي الزوجة وقتاً كافياً للاهتمام ببيتها وزوجها وأولادها، فضلاً عن الإجازات التي تمنحها الوزارة للمرأة كالأمومة والولادة.

 

وانتقدت طبيل، هذا الاهتمام بمهنة التدريس، مبينةً أن المرأة المتزوجة أو الفتاة قد تضطر لدراسة التعليم فقط كون عائلتها أو زوجها يريد ذلك، طبقاً للاعتبارات التي ذكرت سابقاً، على الرغم أنه قد يكون لديها قدرات متميزة وعالية في أماكن ومجالات علمية أخرى.

 

وأضافت، أن العديد من المتزوجات الخريجات أو حتى غير المتزوجات قد يحرمن من الدخول في مجال العمل بسبب أن تخصصاتهن بعيدة عن التعليم، حتى أن أولياء الأمور يدفعون بناتهم لدراسة التعليم لأنه التخصص الأفضل من ناحية العمل.

 

وفي فارقة أخرى في هذا الموضوع، أشارت طبيل إلى أن الكثير من الشبان عندما يقبلون على الزواج فيطالبون بفتاة "معلمة" أو أن تخصصها يؤدي إلى العمل في سلك التعليم.

 

وعن سلبيات هذا الأمر، أوضحت طبيل، أن الإقبال على مجال التعليم دون التخصصات الأخرى يجعل فيه عمالة زائدة في حين أن هناك عجزاً في مجالات عملية أخرى، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في هذه النظرة.