فلسطين اليوم : دمشق والوكالات
ذكرت مصادر محيطة برئيس المكتب السياسي لـ "حماس" خالد مشعل، أن الأخير "أبدى استعداد حركته لتدعيم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حال صوّب مواقفه السياسية، كما دعمت موقف سلفه ياسر عرفات رغم الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها".
ولفتت تلك المصادر إلى أن مشعل لوّح بأن لدى "حماس" خيارات مفتوحة في حال عمل عباس على إخراجها من المشهد السياسي.
وكشفت المصادر إلى أن ما أعلنه مشعل من استعداد حركته لقبول حل مرحلي يتمثل في إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967م، "يهدف إلى إسقاط الذرائع التي توظف لمعاداتها، وإيجاد قاعدة للتحرك".
إلى ذلك، كشف خالد مشعل النقاب عن أن فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان اتصل به أكثر من مرة يتوسط من أجل إتمام المصالحة.
وقال مشعل لعدد من قادة الأحزاب السياسية العربية مؤخراً:" إنه سأل السنيورة "هل كنت تقبل الموافقة على تعديل تجريه قطر على نص الاتفاق الذي تم التوصل إليه، بين الفرقاء اللبنانيين، من وراء ظهرك..؟" وقال :"إن السنيورة رد بالنفي".
واعتبر مشعل أن مشكلة "حماس" مع بعض الأطراف العربية أنهم يتعاملون معها باعتبارها حركة لا سند لها، ولذا يسهل الضغط عليها، قائلاً :"إن إطرافاً فلسطينية تستقوي بعلاقاتها مع أميركا وغيرها على بعض البلدان العربية"، وأشار في هذا السياق إلى أن أحمد قريع حين كان يترأس وفد "فتح" في الحوار كان يسأل الوسيط المصري حين يقترح أمراً لا توافق عليه حركة "فتح": هل يقبل الأميركيان بهذا النص..؟
وأكد مشعل أن التوقيع على الورقة المصرية لن يحل المشكلة، واضعاً أمران لنجاح المصالحة وديمومتها، الأول: أن يقبل بعضنا بعضا داخل النظام السياسي الفلسطيني، قائلا إن هذا غير متوفر و الثاني: وجود حد أدنى من البرنامج السياسي الوطني.
وأبدى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" ثقته بأن النادي الذي يضم سوريا وإيران وقطر، وأكد أنه قادرٌ على الصمود في وجه الأعداء، مستدركاً بالقول: "نحن لن ندير ظهرنا للعرب.. يظلون عربنا وأهلنا، ونحن لم نسئ لأي دولة عربية"، ملاحظاً "أن الذي خرق الأمن القومي العربي معزز مكرم من قبل هذا النظام، أما الذي لم يسئ لهذا النظام يوماً، فإنه مستهدف من قبله"..!
وأبدى مشعل شكوكاً عميقة في إمكانية التزام عباس بأي اتفاق يتم التوقيع عليه معه، وقال :"لو تراضينا على الورقة المصرية، فإن هناك مخاوف حقيقية من تزوير الانتخابات، ومن مواصلة العمل على حظر وجود "حماس" في الضفة الغربية".
ووصف مشعل الوضع الفلسطيني بأنه "غاية في الصعوبة، ويزيده تعقيداً غياب منطق الصواب والخطأ".
وقال:" إن سلام فياض رئيس حكومة رام الله يعمل الآن على تغيير ثقافة المجتمع الفلسطيني ومواقف الناس، وذلك من خلال المال، وإلهاء الناس بأمور تافهة من طراز أكبر سدر كنافة، وأطول ثوب"، مبدياً أن هذا ما يدفع باتجاه تفجير الوضع الفلسطيني.
واعتبر مشعل أن اوباما علق عباس فوق الشجرة، وتركه فوقها. فهو الذي طلب منه اشتراط التمسك بوقف الاستيطان مقابل استئناف المفاوضات مع نتنياهو، وهو الذي طلب منه سحب تقرير "غولدستون" من مجلس حقوق الإنسان، وهو الذي طلب منه إصدار مرسوم إجراء الانتخابات، ثم تركه وحيداً..!
وكشف مشعل عن أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية هددت عباس حين التقته في أبو ظبي، قبيل إعلانه قراره عدم الترشح لولاية ثانية. وقال :" إنها ذكّرت عباس بمصير ياسر عرفات، وقالت له إنه يوجد هناك بدائل في الساحة الفلسطينية".
واعتبر مشعل أن اللحظة الراهنة تحتاج إلى موقف تاريخي، ملاحظاً أن خطاب عدم الترشح، وجهه عباس لأميركا وأطراف دولية، وليس للشعب الفلسطيني.
وطالب مشعل رئيس السلطة بالصمود، مذكراً أن حركة "حماس" وقفت مع عرفات "بالباع والدراع" حين رفض التنازل.
وبناء على ذلك، توقع مشعل "نحن ذاهبون نحو تغييرات في الساحة الفلسطينية". وقال:" إن عباس يريد التراجع عن موقفه حيال الاستيطان بغطاء عربي، أو تخريجات تفرق بين اللقاء مع نتنياهو والتفاوض معه".
ولم يستبعد مشعل عودة عباس عن قراره عدم الترشح لولاية ثانية بغطاء عربي، ملاحظاً أن هوامش المناورة في مشروع التسوية السياسية ضاقت كثيراً. وأضاف:" أن رموز تيار التسوية باتوا في أسوأ حال، ويفتقدون للإرادة".
هذا واعتبر أن خيار إطلاق انتفاضة فلسطينية جديدة أمر صعب، مؤكداً في ذات الآن أن "الجهاد ماض إلى يوم القيامة".
وأشار إلى أن وقف المقاومة في الضفة الغربية تم قهراً لا قراراً. وقال :"إن عودة المقاومة يحتاج إلى وقت"، مؤكداً توفر الظرف السياسي لاستئناف المقاومة، وعدم توفر الظرف الموضوعي على الأرض.