بقلم: د. عصام شاور
أطلق النائب وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية السيد جميل المجدلاوي نداء ومبادرة من قطاع غزة بتاريخ 12 نوفمبر 2009 وذلك لحث الفصائل الفلسطينية وخاصة فتح وحماس للعودة إلى حوار القاهرة وإنهاء الانقسام الداخلي، المبادرة تتلخص في ست نقاط وهي مختصرة على النحو التالي : 1_ جميع الفصائل توقع المبادرة ، 2_ الأطراف ترسل ملاحظتها حول الوثيقة المصرية إلى القاهرة ، 3_ تتحاور الفصائل لمدة يومين استنادا إلى الورقة المصرية ، 4_ ما تتفق عليه الفصائل يصبح جزءا من الورقة المصرية ، 5_ يلتزم الجميع بما ورد في الورقة المصرية فيما اختلف بشأنه 6_ بعد يومين يتم الإعلان عن الاتفاق الشامل وآليات التطبيق . وإضافة إلى تلك البنود أوضح النائب المجدلاوي بأن الضمان الوحيد لنجاح تلك المبادرة هو تحميل مسؤولية الانقسام للطرف الذي يخل بالشروط أمام شعبه وأمته، وهذه النقطة بالذات تكشف مدى التطابق بين مبادرة المجدلاوي ومواقف سابقة لمن يختلفون مع حماس .
اعتقد أن مبادرة النائب المجدلاوي ومن وجهة نظري الشخصية لا جديد فيها، فهي تدعم فقط الموقف المصري وموقف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تقوم على أساس " وقع ثم ناقش ", علما بأن النقاش لا يعني بالضرورة تغيير ما تم توقيعه ، أما بالنسبة للتحفظات فهي مسألة شكلية تتوقف على الإجماع عليها ليؤخذ بها ، فإن كان الأمر كذلك فلماذا ستتغير مواقف الفصائل ؟ .
ما جد على مبادرة السيد المجدلاوي هو تصريح لاحق لقيادي بارز في الجبهة الشعبية والذي أكد بأن حماس في غزة وافقت على المبادرة ولكن موقفها في سوريا ما زال قيد البحث ، أما بالنسبة لحركة فتح _حسب القيادي الجبهاوي _ فالمبادرة بالنسبة لها قيد الدراسة، ولكنني أعتقد وحتى لو لم يصدر عن حركتي فتح وحماس _ حتى كتابة هذه السطور _ أي شيء يتعلق بهذه المبادرة فإن ما صدر عن الحركتين بالنسبة لجهود القاهرة يؤكد رفض حماس للوثيقة المصرية وعدم قبول فتح بنقاشها. فحماس أكدت بأنه دون أخذ تحفظاتها بعين الاعتبار فإنها لن توافق على الوثيقة المصرية، وكذلك فإن فتح هددت بسحب توقيعها على الوثيقة المصرية إذا ما تم إجراء أي تعديل عليها، وبالتالي فالموقف بالنسبة لحركتي فتح وحماس واضح جدا ، وأتوقع نفيا قريبا لتصريحات القيادي في الجبهة الشعبية وربما تكون هناك أزمة خفيفة بين حماس والجبهة الشعبية بسبب تكرار مقولة حماس غزة وحماس سوريا _ أي داخل وخارج _ , وإظهار فرق في المواقف لتبدو لينه في غزة ومترددة في سوريا.