خبر خذ اليد الممدودة.. يديعوت

الساعة 11:51 ص|15 نوفمبر 2009

بقلم: اوري مسغاف

مع نهاية الحملة الانتخابية الاخيرة، حين بات انتصاره حقيقة قائمة، حرص بنيامين نتنياهو على الصعود الى الجولان. يرافقه احد سكان الهضبة ايفي ايتان، غرس شجرة في معاليه غملا وردد تعهدا بابقاء المنطقة تحت السيادة الاسرائيلية. ويبدو أن هذا كان احد الغروس العابثة في تاريخ النبات المحلي، وبالتأكيد في سنة الجفاف.

نتنياهو لم يكن ابدا ملتزما حقا بالحفاظ على الجولان في اياد اسرائيلية. في ولايته السابقة تفاوض مبعوثون مكلفون منه على اعادة الهضبة. دوري غولد، اسحق مولكو، وقبلهم جميعا رون لاودر، ساروا بعيدا جدا في رسم اتفاق سلام مع السوريين، يقوم على اساس انسحاب كامل واخلاء كل المستوطنات. في محادثات مغلقة ادارها في العقد الاخير تباهى نتنياهو بانجاز مخترق للطريق – "موافقة سورية على مواصلة التواجد الاسرائيلي في الهضبة". ما وافق عليه السوريون، على ما يبدون كان مرابطة مراقبين في محطة انذار مبكر تقام على جبل الشيخ، بتشغيل امريكي او فرنسي. بالفعل انجاز يحبس الانفاس.

عندما يكون هذا هو وضع الامور، وبالتوازي مع المأزق مع الفلسطينيين، لا غرو ان القناة الاسرائيلية – السورية تسخن بسهولة. بشار الاسد يطلق اشارات علنية على اساس اسبوعي. الفرنسيون، الاتراك والكرواتيون ينقلون رسائل ويقترحون ان يكونوا وسطاء. فردريك هوف، نائب جورج ميتشيل والمسؤول عن الملف السوري – اللبناني، يقضي في دمشق وفي بيروت اكثر مما يمضي في واشنطن. في نهاية الاسبوع الاخير وصل الى جولة اخرى من المحادثات السريعة في القدس . نتنياهو، الذي يتملكه القلق على استقرار ولايته، يتمتع ايضا بريح اسناد في القيادة. ثلاثة من وزراء "السباعية" لديه – باراك، ليبرمان ومريدور – يؤيدون التقدم مع السوريين. رئيس الاركان الشعبي اشكنازي يعتبر هو ايضا مؤيدا للانسحاب، منذ عهده كقائد للمنطقة الشمالية.

اذا ما قام في وقت ما سلام بين اسرائيل وسوريا، فانه سيدخل التاريخ على اعتباره الاتفاق الاكثر توقعا والاكثر تأخرا دون حاجة، والذي يوقع في أي وقت من الاوقات بين دولتين خصمتين. منذ أودع اسحق رابين في 1993 في يد وزير الخارجية الامريكي وورن كريستوفر موافقة اسرائيلية على انسحاب كامل مقابل سلام كامل، لم يطرأ أي تغيير ذو مغزى في هذا الشأن: لا في حجم التنازلات التي يتعهد بها الطرفان في نهاية المسيرة ولا في خريطة مصالحهما. والنشيد الذي يتماثل اكثر من غيره مع الموقف الاسرائيلي من الهضبة هو "هناك جبال الجولان مد يدك والمسها". ولكن الحقيقة السياسية هي أن الاتفاق يوجد على الرف: هناك الانسحاب من الجولان، مد يدك والمسه.

رابين قتل قبل أن يكمل مهمته. رؤساء الوزراء الذين جاءوا بعده يختلفون الواحد عن الاخر فقط في مستوى الجسارة في تقريب اليد من اللهيب. باراك سار بعيدا أكثر منهم جميعا، قبل أن ترتعد فرائصه في اللحظة الاخيرة في شبردستاون. نتنياهو يأتي بعده فورا، وليس بالذات بفارق كبير. وكإبن لمؤرخ يشخص هذه الايام جيدا فرصته للدخول الى التاريخ.

يحتمل أن يكون بوسعه الاستعانة لهذا الغرض بحل ابداعي لم يكن في متناول يد اسلافه – مشروع "حديقة السلام" الذي في اطاره ستتحول نحو نصف اراضي الهضبة الى محمية طبيعية بسيادة سورية، ولكن باستخدام حر من الطرفين. الدراسة الدقيقة في هذا الموضوع تسارعت في الاشهر الاخيرة، بدعم محافل سياسية اوروبية وامريكية. معنى الخطة هي ان الاسرائيليين سيكون بوسعهم ان يسافروا في ايام السبت لري شجرة نتنياهو في غملا، حتى وان كان يرفرف عليها علم سوري، وجاء الخلاص لصهيون.