خبر ماهو « ستاي » الذي يفقد الأطراف العلوية للعاملين في الأنفاق ؟

الساعة 06:53 ص|14 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

كثيرة هي المخاطر التي تتهدد حياة العاملين في أنفاق التهريب، فبعد خطر الانهيارات الأرضية وما حصدته من أرواح، جاء خطر الصعقات الكهربائية التي تسببت في وقوع المزيد من الضحايا، ثم كان خطر القصف والغارات الجوية.

وبرز مؤخرا تهديد أكثر وأشد خطورة رغم أنه لا يتسبب في الغالب في حوادث موت، لكنه يحدث بتراً في الأصابع والأطراف العلوية.

"حبل الرافعة" أو كما يسمى محلياً "ستاي" وهو عبارة عن كابل حديدي يوصل بين سلة الرافعة والرافعة نفسها، وعند تشغيله يبدأ الكابل بالدوران نزولاً أو صعوداً.

وعادة ما يكون شخص يجلس أمام الرافعة ليقوم بتوصيل الكهرباء إليها أو فصلها، ورغم أن العملية تبدو سهلة إلا أنها خطيرة، فالتأخير في قطع الكهرباء بضع ثوان أو محاولة إمساك الكابل وقت تشغيل الرافعة، يعني أن يسحب الكابل يد العامل ويلفها على البكرة بقوة، ما يعني قطعها أو في أفضل الأحوال بتر بعض الأصابع.

ووفقا لما أكدته مصادر طبية في "مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار" برفح، فإن أعداد المصابين جراء حوادث "الستاي" شهدت تزايدا ملحوظا خلال الفترة الماضية.

وأوضحت ذات المصادر أن معظم الحوادث تسفر عن بتر في أصابع اليد، وأحيانا عن بتر أو شبه بتر لليد بأكملها.

وبحسب ما يؤكده عاملون في أنفاق التهريب، فإن العمل على رافعة "ستاي" ورغم أنه من أسهل الأعمال في النفق وأقلها مشقة إلا أن العمال يفضلون العمل تحت الأرض وسحب شوالات الاسمنت وقضبان حديد البناء على العمل على رافعة "ستاي".

ويقول "محمود" أحد العاملين في الأنفاق: "المشكلة أن الوردية في عمل الأنفاق 12 ساعة متواصلة، والعمل على الرافعة بحاجة إلى تركيز ويقظة، وهذا من الصعب أن يستمر كل هذه المدة، لذا فإن حدوث خطأ أو سهو أمر وارد".

وأشار "محمود" إلى أن أحد زملائه أراد سحب خيط علق في الكابل ولم ينتبه إلى أن الرافعة تعمل فأمسك بالكابل فسحب الأخير يده ولفها على البكرة فقطع أصبعه على الفور".

أما أحمد رمضان ويعمل في نفق قرب بوابة صلاح الدين، فأشار إلى أن خطر "ستاي" يتعدى العامل المكلف رفع أو إنزال الرافعة وقد يصيب العمال خلال نزولهم أو خروجهم من النفق.

وقال: إن كابل (الستاي) قطع قبل فترة بينما كان عمال يخرجون من النفق، ما أدى إلى وفاة شخص وإصابة ستة آخرين.

وبين أنه خلال رفع العمال بواسطة الرافعة يجب قطع الكهرباء عنها في الوقت المناسب، وإلا فإن العمال قد يتعرضون للخطر.

من جهته، أكد "أبو العبد" أحد مالكي الأنفاق أن رافعة "الستاي" ضرورية لعمل أي نفق، ومن غيرها لا يمكن سحب أطنان من البضائع، ولا يمكن للعمال النزول إلى النفق أو الخروج منه.

وأشار إلى أن مالكي الأنفاق في الغالب يحاولون اختيار الأشخاص الأكثر ذكاء وتركيزا لتولي مهمة العمل على الرافعة.

وأشار يوسف إبراهيم، الباحث الميداني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى أنه لاحظ من خلال عمله الميداني في متابعة ورصد حوادث الأنفاق وقوع العديد من الحوادث جراء الاستخدام السيئ لـ"الستاي".

وقال: إن احد هذه الحوادث تسببت في بتر يد أحد الأشخاص وأصابع شخص ثان.

وأوضح إبراهيم أن حوادث "ستاي" تندرج ضمن حوادث الأنفاق التي تقع جراء انعدام وسائل الأمن والسلامة.

وبين أن الخطر هو استخدام "ستاي" كمصعد للعمال خلال دخولهم ومغادرتهم النفق، موضحا أن أكثر من حادث وقع جراء انقطاع الكابل خاصة إذا ما كان أكثر من شخص يتواجد في سلة الرافعة.