خبر حزب الأم.. هآرتس

الساعة 02:27 م|12 نوفمبر 2009

بقلم: آري شافيت

صوتت أمي لحزب العمل. لماذا؟ اولا لانهم في طائفتها صوتوا للعمل دائما: مباي او التقدميين، المعراخ او الليبراليين المستقلين، العمل او ميرتس. وثانيا لان امي ارات حزبا مركزيا كحزب العمل، يسعى الى السلام في أمن وبحذر وتقدير. وثالثا لانها ارادت حزبا اشتراكيا – ديمقراطيا كحزب العمل، يطمح الى العدل الاجتماعي الممكن. ورابعا لانها ارادت حزبا كحزب العمل يحمي سلطان القانون.

صوتت امي لحزب العمل في انتخابات 2009 لانها لم ترد حزبا صغيرا كميرتس ولا حزب – رابطة ككديما، بل حزبا صهيونيا حقيقيا موجودا عن يسار المركز. اعتقدت ان ايهود باراك هو أخف الضرر واعتقدت ان حزبه برغم كل شيء هو الذي يتابع نهج دافيد بن غوريون.

أمي امرأة ذكية، ونشيطة وذات رأي. لو ارادت ان تصوت لكديما، لصوتت لكديما. ولو ارادت التصويت لميرتس، لصوتت لميرتس. لكن أمي فضلت حزبا غير محمس وغير مثير بشرط ان يكون حزبا مسؤولا. فضلت أمي حزبا ذا تاريخ، حزبا ذا تراث وذا ديمقراطية داخلية، حزبا لا يسيطر عليه اصحاب اموال واصحاب حيل دعائية بل مؤسسات منتخبة.

كان مكتوبا في الورقة التي وضعتها أمي في غلاف وأدخلتها صندوق الاقتراع "العمل برئاسة باراك". أرسلت هذه الورقة الى الكنيست ايهود باراك ويولي تامير، وعامير بيرتس، واوفير بينيس وايتان كابيل. وزير الدفاع والمتمردين عليه ايضا.

لكنه الان يمزق باراك من جهة والمتمردون من جهة اخرى هذه الورقة. انهم يخونون على رؤوس الاشهاد التخويل الذي حصلوا عليه. انهم قد يحلون حزبا تاريخيا ذا رسالة تاريخية بسبب نزوات شخصية وخصومات سخيفة وتقديرات غريبة.

ان باراك هو الذي بدأ رقصة الموت. كان باراك على حق عندما قرر الانضمام الى بنيامين نتنياهو. لاسباب رسمية ولظروف سياسية فان مكان العمل في الحكومة. لكن كان يفترض ان يفهم باراك انه عندما ينضم الى نتنياهو يجب عليه ان يشحذ هوية العمل الاشتراكية – الديمقراطية. كان يفترض ان يفهم باراك ان عليه الان خاصة ان يحتضن رفاقه وان يعيد بناء حزبه. لكن باراك كعادته فعل العكس. لقد طمس تماما على هويته الفكرية، وفشل في سلوكه وتصرف مع زملائه بمباعدة وعنف.

المتمردون اسوأ من باراك. هذا الاسبوع خرج الافعى من الكيس: ينوي بعضهم الانتقال الى كديما. لا يريدون تجديد حركة بيرل كيتسنلسون، بل ان يؤوا الى حضن حاييم رامون. لا يريدون العودة الى قيم لوفا اليئيف بل التزام ايال اراد. يريدون استبدال افلالو بفؤاد، وبار - اون بسمحون وهنغبي بعيني. لا يريدون فقط اغضاب الكثرة وتحطيم القواعد الاساسية لجسم ديمقراطي، بل ان يفعلوا فعلا تآمريا بارزا. يريدون سرقة ورقة انتخاب أمي ونقلها من حزب العمل برئاسة باراك الى حزب آخر.

ليست أمي وحدها. فقبل تسعة اشهر فقط صوت 334900 امرأة ورجل لحزب العمل. لم يفعلوا ذلك لانهم لم يسمعوا بكديما ولم يعرفوا بميرتس. فعلوا ذلك لانهم مثل امي ارادوا حزبا اشتراكيا – ديمقراطيا واسعا، صهيونيا سليما.

ان اكثر المصوتات والمصوتين هؤلاء من خيارنا ونزهائنا ملح الارض. ان البالغين منهم بنوا الدولة، والشبان منهم يقيمونها بعمل صعب، وابداع ووفاء بالواجبات ومواطنة يحتذى على مثالها. لا حق لباراك ولا للمتمردين في خيانتهم. ولا حق لباراك ولا للمتمردين ايضا في خيانة ثقتهم بهم. يجب عليهم ان يكفوا من الفور عن رقصة الموت التي تهدد باماتة حزب العمل. ما يزال من الممكن انقاذ حزب أم اسرائيل بالمحادثة والمسؤولية والابداع.