خبر نتائج اللقاء: اسرائيل ستساعد ابا مازن..

الساعة 12:26 م|12 نوفمبر 2009

بقلم: زلمان شوفال

تبين متأخرا ان اللقاء بين نتنياهو واوباما كان مهما ذا شأن، وكما وصفه رئيس الفريق في البيت الابيض رام عمانوئيل "ايجابيا جدا".

 

لا يعني هذا انه لم توجد اختلافات في الرأي وان كل شيء تم فوق مياه هادئة. على نحو لا يقل عن عدم ا لاتفاق، يوجد فروق واضحة بين تصور الطرفين: فادارة اوباما، ولا سيما الرئيس نفسه، يعتقدون انهم يستطيعون ان يغيروا نظام العالم من الاساس، وان مشكلات الأمس لم تعد ذات موضوع في القرن الواحد والعشرين، وانه قد انقضى عصر "توازن القوى" في السياسة الدولية، وانه يمكن حل جميع النزاعات الدولية، في ضمنها ما في الشرق الاوسط، بالقدرة الخطابية ووسائل الاعلام المفتوحة الصريحة، وان الامم المتحدة تستطيع ان تكون أداة رئيسة لضمان السلام في العالم.

 

برغم ان الواقع في افغانستان، والعراق وايران وكوريا الشمالية وروسيا – بل اوروبا – يصفع واشنطن اوباما كل يوم تقريبا فانها ما زالت لم تقنط. ويؤمن الامريكيون ايضا على نحو تقليدي بأن لكل مشكلة حلا – وهو شيء كما تعلمون غير مبرهن عليه بالضرورة في اجزاء واسعة من العالم.

 

نتنياهو، في مقابلة ذلك، هو شخص بارز من اشخاص "السياسة الواقعية" الكيسنجيرية. فهو يعتقد ان  الدوافع الاساسية للشعوب المختلفة والثقافات المختلفة لا تتغير ومن المحقق انها لا تتغير سريعا. وهو يعتقد ان نظم حكم مثل ايران وكوريا الشمالية، او نظما تقوم على ثقافة الاسلام المتطرف، لا تبحث عن مصالحات وترى محاولات المشاركة ضعفا.

 

فيما يتصل بالنزاع في الشرق الاوسط، واضح ان سياسة الادارة قد فشلت. كتب المحلل السياسي في صحيفة "واشنطن بوست"، غيلان كاسلر يقول "بعد تسعة اشهر... فشلت جهود الادارة، جزئيا على الاقل، بسبب اخطائها هي نفسها". اعظم الاخطاء في رأي كثير من المحللين كان الطلب الذي لا محيص عنه تقريبا من اسرائيل ان تقف كل نشاط بناء وراء "الخط الاخضر" (وهو طلب عرفه توماس فريدمان انه "غبي"). ان الادارة باتخاذها هذه الخطوة قد قوضت ثقة الجمهور الاسرائيلي بالتزامات الولايات المتحدة الماضية وخسرت من قدرتها على اقناع اسرائيل بأن تخطو خطوات ما في المستقبل.

 

كان رام عمانوئيل لا غيره قد اكد في خطبته امام الجماعات اليهودية انه "لا يحل ان يصرف موضوع المستوطنات الانتباه عن السعي الى السلام" (وقد صدق ايضا ان الولايات المتحدة تقبل موقف اسرائيل القائل بأن التفاوض يجب ان يكون بلا شروط سابقة خلافا لموقف الفلسطينيين).

تبنى الفلسطينيون بحماسة التوجه الامريكي الابتدائي الصارم وتخندقوا في مواقع متطرفة غير مهادنة. لكنه عندما تبين ان واشنطن والقدس بذلتا جهودا، يبدو انها ناجحة، لوجدان حل براغماتي للخلاف في قضية المستوطنات، بقي الفلسطينيون – والمعذرة على التعبير – وسراويلهم الى اسفل.

 

خصص مكان مركزي في محادثة اوباما – نتنياهو ولا سيما تلك التي تمت وهما خاليان (وان يكن المكان المركزي في المحادثة قد خصص لايران) للورطة الفلسطينية، وهي ورطة ازدادت حدة بسبب شؤون سياسية داخلية.

 

تعتقد الادارة الامريكية ان ابا مازن ما يزال الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يمكن التوصل معه الى سلام، ولهذا يجب على اسرائيل ان تشارك مشاركة فعالة سخية في جهود انزاله عن الشجرة، وفي ضمنها شجرة الاستقالة. برغم انه ينبغي افتراض ان لاسرائيل توجه اكثر تنبها يتصل بقدرة أبي مازن ومطامحه الحقيقية، تم الاتفاق على ان تبذل اسرائيل اقصى جهدها لمساعدة الادارة في هذا السياق. مع ذلك يبدو ان واشنطن في هذه المرحلة على الاقل قد احجمت عن تجديد جهود دفع مسيرة سياسية شاملة عاجلة في غضون زمن قصير. سيجري التوكيد منذ الان لخطوات صغيرة محدودة في مستويات منخفضة نسبيا. خطوات تفضي بعد ذلك الى تفاوض شامل في المستويات العليا.

 

ليست احتمالات نجاح التوجه الجديد مضمونة، ولو بسبب ما يحدث في الشارع الفلسطيني عامة وفي الازقة السياسية خاصة. لكنه استعرضت في المحادثة الموضوعات التي سيعبر فيها عن التعاون بين الولايات المتحدة واسرائيل في القضية الفلسطينية. لم تسو جميع الخلافات ولا ازيلت جميع العقبات بالزيارة، لكن جو الازمة الموهوم حل محله جو جديد من التعاون.

 

ان امريكا ليست لا تستطيع فقط "فصل نفسها" عن النزاع في الشرق الاوسط، كما اقترح توماس فريدمان في شبه هزل، بل لا يستطيع النزاع ان يفصل نفسه عن امريكا. في هذا الواقع اسهم اللقاء في توثيق الصلة والتفاهم بين اسرائيل وحليفتها