خبر انتحار حارس مرمى المنتخب الألماني يلغي المباراة أمام تشيلي

الساعة 03:46 م|11 نوفمبر 2009

 

برلين/ أعلن رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم ثيو زفانسيغر اليوم الأربعاء عن إلغاء المباراة الدولية الودية التي كانت مقررة بين منتخبي ألمانيا وتشيلي السبت المقبل بسبب حادثة انتحار حارس مرمى المنتخب روبرت انكه.

 

وقال زفانسيغر خلال مؤتمر صحافي عقده في فرانكفورت: "خلال محادثات أجريناها صباح اليوم، كان واضحا بالنسبة إلى الجميع استحالة إقامة المباراة ضد تشيلي المقررة في كولن السبت. بالنظر إلى ما حصل، لم يكن هناك خيار آخر".

 

وكان انكه انتحر أمس الثلاثاء عندما رمى نفسه أمام أحد القطارات السريعة بالقرب من هانوفر حيث يعيش، وقد كشفت زوجته اليوم أن ن حارس المرمى كان يعاني من حالة اكتئاب.

 

صدمة في ألمانيا

 

وعبّر الألمان عن صدمتهم وحزنهم لرحيل أنكه وتجمع مشجعون بجانب ملعب "نيدرساخسن" التابع لنادي هانوفر، وألقوا وروداً ووضعوا شموعاً على لاعب لقائدهم منذ انتقاله إلى النادي عام 2004.

 

وكذلك تجمع مئات من الناس بالقرب من مكاتب النادي مضيئين الشموع بعد علمهم بالخبر الحزين، معبرين عن صدمتهم لرحيل اللاعب المعروف بنشاطاته الاجتماعية في هانوفر.

وأنكه (32 عاماً) متزوج من تيريزا ولديه ابنة تدعى "ليلى" تبلغ ثمانية أشهر تبناها في أيار الماضي، وذلك بعد وفاة ابنته "لارا" بمرض في القلب قبل ثلاث سنوات عندما كانت تبلغ عامين.

 

وتردد عبر المقربين من أنكه، أن الأخير لم يتمكن من التغلب على مأساة فقدان طفلته، وأقدم على الانتحار لهذا السبب. ونقل تلفزيون ألماني أن مكان وفاة أنكه يبعد نحو 200 متر عن قبر طفلته.

 

وكان المنتخب الوطني ألغى تمارينه المقررة اليوم الأربعاء تحضيراً لمباراة تشيلي الودية في كولن، تكريماً للحارس الراحل الذي صدمه قطار مساء الثلاثاء بحسب تقرير للشرطة المحلية في ساكسونيا السفلى.

 

وأتى في بيان للاتحاد الألماني: "تم إلغاء الحصة التدريبية للمنتخب الوطني المقررة صباح اليوم. كما تم إلغاء جميع المقابلات". وأعرب مدير المنتخب والدولي السابق أوليفر بيرهوف عن حالة الصدمة: "نحن غير قادرين على الكلام".

 

وقال مهاجم شالكه كيفن كوراني المستبعد عن المنتخب من قبل المدرب يواكيم لوف: "لا يعقل أن يكون هذا صحيحاً. روبرت كان رجلاً رائعاً"، وقال قائد هامبورغ الدولي التشيكي دافيد ياروليم لصحيفة "بيلد" أنه مدمر الآن: "بالكاد أتنفس. إنها حقاً مأساة، أولاً طفلته ثم روبرت".

أما رئيس نادي هانوفر مارتن كايند فكان تحت الصدمة هو الآخر وقال: "إنه حادث، إنها مأساة حقيقية. لا أستطيع أن أفهم ما حصل".

 

وعبّر قيصر الكرة الألمانية فرانتس بكنباور عن حزنه الشديد: "أنا حزين جداً. عندما تتلقى خبراً من هذا النوع، لا تكترث لأي شيء آخر".

 

ولعب أنكه أساسياً في تصفيات مونديال 2010 في مباراة فنلندا (3-3) وليشتنشتاين (4-صفر) وويلز (2-صفر) وأذربيجان (2-صفر)، وخاض 8 مباريات دولية مع المنتخب الألماني، بعد أن اختير أفضل حارس مرمى في ألمانيا موسم 2008-2009.

 

وكان أنكه عاود التمارين الشهر الماضي مع فريقه بعد غياب دام نحو تسعة أسابيع عن الملاعب، وهو ذكر في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي منذ شهرين: "أريد أن أصبح الرقم واحد عام 2010"، واعتبر بأن قرار اعتماد الحارس الأساسي للمنتخب لن يتأخر هذه المرة كما حصل عام 2006، عندما تم اختيار ينز ليمان بدلاً من أوليفر كان قبل ثلاثة أشهر فقط على بداية العرس العالمي.

 

وخاض أنكه الحليق الرأس مباراة هانوفر الأخيرة الأحد الماضي أمام هامبورغ 2-2، واعتبر نفسه جاهزاً للمواجهة مجدداً: "لقد كان الغياب طويلاً، نحو ربع سنة. طالما بدأت التمارين، أشعر بأنني في تحسن".

 

وقالت مارتينا شترن المتحدثة باسم الشرطة لوكالة "فرانس برس": "لقد رمى نفسه تحت القطار وتوفي متأثراً بجروحه. بالتأكيد كان انتحاراً".

 

ووجدت سيارة أنكه بالقرب من مكان الحادث مفتوحة ومحفظته بداخلها على الكرسي الأمامي.

 

وذكر مصدر في الشرطة أن سائقي القطار شاهدا رجلاً على السكة، فحاولا الكبح سريعاً، لكنهما عجزا عن إيقاف القطار نظراً لسرعته التي بلغت نحو 160 كلم/ساعة.

 

أما صديقه ومستشاره يورغ نبلونغ فأكد بدوره: "أستطيع التأكيد بأنها حالة انتحار. لقد انتحر روبرت حوالي الساعة السادسة، سنكشف عن جميع التفاصيل لاحقاً".

وقال صحافي في "بيلد" الألمانية لشبكة "سكاي سبورتس": "كان انتحاراً متعمداً. يبدو أنه قاد سيارته إلى التقاطع، انتظر القطار قبل أن تحصل الحادثة".

 

أرملته توضح الحقائق

 

بدورها، صرّحت تريزا أنكه، أرملة  أنكه، أن زوجها عانى من اكتئاب حاد لعدة سنوات قبل أن ينهي حياته منتحراً أمس.

 

واتفق الطبيب المعالج لأنكه مع ما ذهبت إليه زوجته وقال خلال مؤتمر صحفي في هانوفر اليوم الأربعاء إن أنكه بدأ في تلقي العلاج للمرة الأولى عام 2003.

 

وأضاف الطبيب أن نجم كرة القدم اللامع كان يتلقى العلاج الطبي حتى قبل وفاته بفترة قصيرة.

 

وكانت الشرطة الألمانية قد أكدت أن أنكه (32 عاماً) ترك خطاب وداع قبل أن ينتحر أمس بإلقاء نفسه أمام أحد القطارات.

 

وقالت تريزا إن زوجها كان يرغب دوماً في إخفاء مرضه بهدف حماية حياته الخاصة وعدم تعريض حياته المهنية كنجم كرة قدم للخطر. مضيفة "كنت أحاول دوماً أن أكون بجانبه".

 

وقال الطبيب فالانتين ماركسر إنه تولى علاج أنكه لعدة سنوات مشيراً إلى أن اللاعب الراحل اعتذر لأسرته ولطبيبه في خطاب الوداع الذي تركه.

 

وأضافت الزوجة: "كنا نعتقد أن بوسعنا تخطي كل شيء وأن كل شيء يمر مع الحب ولكن هذا لم ينجح".

 

وقالت تريزا إن زوجها كان يخاف بشدة أن يفقد حق حضانة طفلته ليلى التي تبناها في أيار/مايو الماضي وأضافت: "كان يخاف من فقدان ليلي أيضاً بسبب معاناته من الاكتئاب".

 

بلاتيني "مصدوم وحزين"

 

ومن جانبه أكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني اليوم الأربعاء أنه "مصدوم وحزين جداً" على انتحار روبرت أنكه.

 

وقال بلاتيني في رسالة بعثها الاتحاد الأوروبي إلى رئيس الاتحاد الألماني ثيو تسفانتسيغر: "في حالات مشابهة من المستحيل إيجاد الكلمات المعبرة. نحن مصدومون وحزينون جداً. تعازينا لعائلته وأصدقائه".

 

إنكا اعتذر للجميع في رسالة قبل انتحاره

 

قالت الشرطة الألمانية يوم الأربعاء إن الحارس الألماني روبرت إنكا كتب رسالة يعلن فيها عن نواياه قبل إقدامه على الإنتحار.

 

ولم تفصح الشرطة عن مضمون الرسالة المكتوبة غير أنها أكدت أنها تؤكد أن وفاة إنكا جاءت نتيجة إقدامه على الانتحار وأن الوفاة لم تكن ناتجة عن حادث تصادم بين سيارته والقطار الذي صدمها.

 

وأشارت التقارير الصحفية إلى أن إنكا اعتذر للجميع عن إخفائه عنهم مرضه النفسي.

 

وقال متحدث باسم الشرطة "كل الأدلة تؤكد انتحار إنكا ولم يعد هناك مجال للشك، ولن نفصح الآن عن مكان عثورنا على الرسالة".