فلسطين اليوم : غزة
في الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس ياسر عرفات تمثل أمامنا مسيرته النضالية الطويلة التي خاض خلالها غمار المعارك على الصعيدين العسكري والسياسي، حتى أضحى اسمه كوفيته علامةً بارزة تميز الثورة الفلسطينية المعاصرة.
وهنا نستذكر هذا القائد الفذ ذو القدرة الفائقة على الصبر في أحلك الظروف، والرمز الوحدوي ذو الصدر الواسع، الذي احتوى بحرصه وبحسه الوطني كل ألوان الطيف السياسي باختلاف برامجها ومشاربها الفكرية، وكان باستمرار يرفض الاحتكام إلى السلاح في تسوية الخلافات الفلسطينية، حيث كان الدم الفلسطيني في عرفه وثقافته محرم وخطاً أحمراً لا يمكن تجاوزه.
وتأتي هذه الذكرى لاستشهاد ياسر عرفات والواقع الفلسطيني في أردى حالاته، فما زال الانقسام مستمراً ويعصف بمستقبل قضيتنا ويعيدها سنوات طويلة إلى الوراء ليشكل انتكاسة كبيرة في مسيرتنا المخضبة بالدماء.
وتتزامن ذكرى استشهاد القائد أبو عمار مع ذكرى إعلان الاستقلال الذي أعلنه من فوق منصة المجلس الوطني في الجزائر عام 1988م، ليكون بفراقه كما كان طوال حياته موجهاً عظيماً وقائداً فذاً نستذكره في ذكرى استشهاده ونستذكر هدفه الذي سعى من أجل تحقيقه طوال حياته.
ولذلك كله فقد أضحى ضريح الرجل مزاراً لأبناء شعبنا من مختلف أرجاء الضفة الغربية، لما يعنيه لهم الزعيم الراحل، حيث يؤكد عدد من رجال الأمن المكلفين بحراسة الضريح أنه لا يكاد يمر يوم من دون أن يتوافد فيه عشرات الفلسطينيين لزيارته، وخاصة في فترة المساء.
ويشير الكثيرون من مواطني شعبنا إلى أنّ عباس، الذي انتخب بعد ثلاثة أشهر من وفاة عرفات، يفتقر إلى الكاريزما التي كان يتمتع بها الأخير، فالرجلان على نقيض من بعضهما البعض بشكل حاد، ليس فقط في المظهر لكن أيضاً في النهج.
وبعد خمسة أعوام على رحيل عرفات، لا يزال الفلسطينيون يجهلون ذلك المرض الغامض الذي سبب وفاته.