بقلم: عكيفا الدار
في الحفل الصحفي القادم لوزيرة الخارجية الامريكية، هيلاري كلينتون، يحسن ان يسألها شخص ما ماذا لديها لتقول – كمن امتدحت التقييد الذي تأخذ به حكومة نتنياهو للمستوطنات – في التصريح الاتي: "في يهودا والسامرة تبنى وحدات سكنية كثيرة على أساس رخص في فترات مختلفة". هذا رد مكتب وزير الدفاع الرسمي على بناء حي سكني جديد يسمى "كراميم" في ظاهر مستوطنة بيت ارييه.
صدق متحدث ايهود باراك ان "كراميم" لا تشتمل عليه الخطة 492 للوحدات السكنية التي "حررها من الجمود" وزير الدفاع. هذا الرد يسخر من مدائح كلينتون لانه "في فترات مختلفة" نثر وزراء دفاع مختلفون (ومنهم باراك نفسه) رخصا لنحو من 50 الف وحدة سكنية في المستوطنات. من صلاحية الوزير ان يجيز او يلغي اي رخصة بل ان يأمر بوقف البناء في ذروته.
"فيما يتصل بالمشروع نفسه"، جاء عمن يتابع نهج اسحاق رابين ايضا، "يفحص هل يثبت للمعايير". يحسن ان يسارعوا. ففي الغد صباحا ستخرج جولة اخرى في ميدان المشروع الجديد، "وقوف سيارات في موقف بركة سباحة بيت ارييه"، كتب في موقع انترنت المستوطنة. ويوجد فيه ايضا خطط بناء مفصلة مرخصة لكل ملعب. يعدون في وزارة المبيعات بأن البيوت التي تسكنها عائلتان الاولى من بين نحو 100 وحدة سكنية ستسلم للمشترين بعد ثمانية اشهر. يمكن ان نرى الجرافات الكبيرة التي تسوي الارض. والاسعار من 355 الف دولار الى 409 الاف دولار، وذلك متعلق بالحجم.
واذا كنا نتحدث عن البناء، فانه لا يخطر في بال احد ان وزير الدفاع لم يجز اقامة "المركز التربوي – الجماعي ارزيه هليفانون" في مستوطنة عاليه (على مبعدة 23 كيلومتر عن رأس العين، اي خارج "الكتل الاستيطانية"). لانه كما تعلمون، لن يقيم اليهود ابدا مبنى معدا ليستعمل كنيسا ومركزا تربويا بغير رخصة من السلطات المخولة.
ومع ذلك كله، تثير المعارضة التي قدمها مجلس القرية الفلسطينية المجاورة لعاليه الساوية لمواجهة خطط اقامة المبنى الجديد ارتيابا طفيفا بأن المستوطنين يعملون بحسب قوانين تخصهم. كتب مجلس القرية في المعارضة، انه لا يوجد لعاليه خطة مرخصة تمكن من بناء سكني، ان مبادىء التخطيط الاساسية، ولن نتحدث في المنطق البسيط، تقرر انه ينبغي في البدء اجازة الخطة السكنية للجمهور، وبعد ذلك فقط المباني العامة للسكان. ان قانون التخطيط الاردني الذي ينطبق على المنطقة يقرر ان الخطة الهيكلية يجب ان تشتمل على تطرق للاماكن العامة، وفي ضمنها اماكن العبادة وقاعات المؤتمرات العامة، "على حسب عدد السكان الذين يجب ان تقدم لهم هذه الخدمات".
يزعم المعارضون، ان الخطة السارية الفعل الوحيدة اليوم في الميدان هي خطة انتدابية. تعرف هذه الخطة منطقة عاليه على انها ارض زراعية. وعلى ذلك فان مئات الوحدات السكنية التي بنيت هنالك اقيمت خلافا للقانون، واذا اعطيت هذه المباني رخصا فانها ليست قانونية.
لكن عندما يقيم اليهود بيوتا – قانونية او غير قانونية – ينبغي ان يبعد الجيران الفلسطينيون عنهم. هذه مسألة أمنية أليس كذلك؟ يسمى هذا الاجراء "منطقة أمنية خاصة". مع اقامة المركز التربوي الجديد ستوسع المنطقة الامنية الخاصة، وستكون اراض اخرى لقرية الساوية، فيها كروم زيتون مثمرة معلقة بتفضل المستوطنين والجيش.
في هضبة الجولان في هذه الاثناء
برغم ان السوريين (والامريكيين) لا يظهرون اهتماما خاصا بالمستوطنات في الجولان، فان هذه الخرقة الحمراء ترفرف ايضا في قمة الهضبة الوادعة. في السنة الاخيرة طرحت في مناقصة عشرات قطع الاراضي في منطقة كتسريم للسكن والتجارة والصناعة. برغم ان الكثرة الغالبية من المناقصات لم تثر اهتماما، فان احدا ما في الحكومة يهتم بنشر مناقصات اخرى. وجدت حغيت عفران مركزة مراقبة المستوطنات من "سلام الان"، التي وثقت النشرات، وجدت انه قد بيع في مدة تزيد على عشر سنين 25 من قطع الارض التي عرضت على الجمهور من بين 370. يصعب على عفران ان تقرر ما الاسوأ: ان اصرار الحكومة على الاستمرار على نشر المناقصات في مستوطنات هضبة الجولان تحرش سياسي، او ان الحديث عن مجرد قلة عقل وسرف. اذا كان الامكان الاول صحيحا، فان الحكومة قد قامت بعمل جماعة ضغط الجولان.
مقلب مزدوج للسلام
دبر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان، عالما او غير عالم، لاحد اسلافه في منصبه، وهو سلفان شالوم مقلبا مزدوجا. عندما ترك شالوم المكتب نذر ان يثبط الحياة المهنية لاثنين من الدبلوماسيين اساءوا في زعمه سمعته في وسائل الاعلام: داني ايالون، الذي كان انذاك سفيرا في واشنطن، والون بنكاس الذي كان القنصل العام في نيويورك. مع انشاء الحكومة، وهب ليبرمان لاسم ايالون لقب نائب وزير فضلا عن ان شالوم اضطر الى خزن اشواقه لوزارة الخارجية.
نجح شالوم لحينه في احباط تعيين بنكاس مديرا عاما لاحدى المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة واضطره الى مغادرة نيويورك. تبنى بنكاس، الذي انتقل من بلاط شمعون بيرس الى حاشية ايهود باراك، ومن هناك الى مكتب دافيد ليفي، تبنى بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات. رده شالوم عن التفاحة الكبيرة، وليبرمان يرسله الى هناك مع ترفيع لمنصب سفير في الامم المتحدة المشتهى.