خبر سلام لا يريده احد .. معاريف

الساعة 11:58 ص|09 نوفمبر 2009

بقلم: شلوم يروشالمي

لن ينتج شيء عن سفر رئيس الحكومة ووزير الدفاع هذا الى واشنطن. فبنيامين نتنياهو وايهود باراك لا يؤمنان بالمسيرة السلمية ويريدان افشالها. يرى نتنياهو امام عينيه الدولة الفلسطينية التي التزمها في خطبة بار ايلان في حزيران الاخير. اكبر كابوس عنده هو ان يراها تتحقق. من اجل ذلك اشترط شروطا غير ممكنة في الطريق اليها. ومن اجل ذلك كتب كتبا ثخينة عن الخطر الذي يكمن في هذه الدولة، ولم يرجع عن اي كلمة كتبها. لن يجعله وعيه يتخلى من نصف البلاد لمصلحة الفلسطينيين.

 ولا يحسن ايضا ان تؤثر فينا تصريحات وزير الدفاع ايهود باراك في مسيرة ذكرى اسحاق رابين امام عشرات الاف الناس، صفر كثيرا منهم احتقارا له. ان من يزعم ان الوقت لا يعمل في مصلحتنا، وان المسيرة السلمية ضرورية بل يحث ابا مازن على الاتيان بمائدة التفاوض لم يخل حتى نصف كرفان في البؤرة الاستيطانية غير القانونية جيفعات افيغيل. يستطيع نتنياهو ان يتحدث عن كف جماح المستوطنات، ويستطيع باراك ان يفخر بقوله "انا ابني ربع ما بنيت عندما كنت رئيس الحكومة" لكن عضو الكنيست يعقوب كاتس (الاتحاد الوطني) وهو من سكان بيت ايل يقول ان "كل ذلك سخافات. نحن نبني في المستوطنات بلا نهاية. المشكلة هي في القدس فقط".

 لا يستطيع نتنياهو ان يتقدم حتى لو اراد. فهو يرى شركاءه في المجلس الوزاري المصغر ويخاف. ان الوزراء ليبرمان وبيغن ويعلون ويشاي يقيدون رجليه بحبال مجدولة جيدا. كذلك ما يزال الوزير باراك، الذي انضم الى الحكومة ليقود مسيرة السلام، يحمل صدمة لقائه ياسر عرفات في كامب ديفيد، الذي يأس على أثره من كل احتمال للتوصل الى اتفاق. منذ كامب ديفيد اعتاد باراك الاستهزاء بالقادة الفلسطينيين الذين يشغلون انفسهم بالتفاوض، ولا سيما ابو علاء "الذي يقول كذا، ويفعل كذا ويتذاكى كذا وكذا ولا يريد التوصل الى اي مكان".

 كانت تسيبي لفني وزيرة الخارجية في حكومة اولمرت مع باراك. يحسن ان نعلم ما تقول في احاديث داخلية. ان باراك، على حسب لفني، مقتنع بأنه عرض على الفلسطينيين اقصى قدر. ولانهم رفضوا، فلا فائدة من التفاوض، ولا يستطيع احد سواه الوصول الى المكان الذي اخفق فيه. تزعم لفني ان باراك اعتاد التشويش على المحادثات التي اجرتها مع ابي علاء، التي كانت مرهقة، وانحرفت احيانا الى حد الاقتباس من كتب اسحاق رابين عن طرد الرملة. عندما كانوا يحتاجون الى عاموس جلعاد او مسؤولين كبار اخرين من وزارة الدفاع في المحادثات، اهتم باراك بألا يحضر. باراك ينكر ذلك.

 اقتبس من قول رئيس الدولة شمعون بيرس أمس كمن قال ان نتنياهو وباراك جرحا ابا مازن. يصعب اعفاء الرئيس الفلسطيني من المسؤولية عن التفاوض المتعثر. يتظاهر ابو مازن بأنه مسكين ويقفز على الحبل بين "يريد" و "يستطيع". حتى لو كان يريد، فهو لا يستطيع التوصل الى حل بل ولا يستطيع اجراء تفاوض جدي تصحبه تنازلات في فترة انتخابات في السلطة الفلسطينية، وعلى نحو عام. يصعب ايضا ان نفهم لماذا ترك غرفة المباحثات بعد ان اقترح عليه ايهود اولمرت كل شيء تقريبا، ولماذا لا يضغط من اجل ما وعد به ليمضي قدما.

 ان الرئيس الامريكي اوباما شريك في مهانة السلام العامة هذه. فقد التزم قبل سنة حل النزاع في غضون سنتين، لكنه لم ينجح منذ ذلك الحين في ان يقدم التفاوض ملمتر واحد. حتى ان الصفقة الصغيرة التي حاول الامريكيون عقدها، وهي تجميد الاستيطان عوض التطبيع والطيران الى الهند من طريق السعودية لم تنجح. من المثير ان نعلم كيف يريد الرئيس تقديم السلام سريعا اذا كان يهرب من لقاء رئيس الحكومة الذي يأتي واشنطن؟ أيأس هو ايضا.