خبر العمال الفلسطينيون ورحلة العذاب للحصول على لقمة العيش

الساعة 07:22 ص|09 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم : نابلس

لم تكن أشعة الشمس قد بزغت في ساعات الصباح الباكر، حتى كان أبو جمال ( 43 عاماً) قد تمكن من التسلل بمحاذاة الحاجز الإسرائيلي المقام على مدخل قلقيلية والمحاذي للداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، في طريقه إلى عمله في مصنع الألبان في "بتاح تكفا".

وأضحت الأصوات المنبعثة من بين الأعشاب المرتفعة التي غطت السهل الغربي لمدينة قلقيلية لعشرات العمال أمراً مألوفاً للمزارعين الذين يتواجدون في مزارعهم يومياً، بالرغم من اختلاطها أحياناً مع دوريات ما يعرف بـ" قوات حرس الحدود" الإسرائيلي الراجلة.

وأدى الجدار الفاصل والحصار المفروض على الضفة الغربية، إلى حرمان آلاف العمال الفلسطينيين من الوصول إلى أماكن عملهم داخل الدولة العبرية أو في المنشآت الإسرائيلية في المستوطنات.

ويعد أبو جمال من سكان إحدى بلدات نابلس الشرقية نموذجاً لآلاف العمال الفلسطينيين الذين حرموا من العمل منذ عدة سنوات مما رفع نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني.

ووفقاً للامين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين فإن 149 ألف عامل فلسطيني كانوا يعملون في الداخل المحتل، قبل اندلاع الانتفاضة الأقصى بينهم 50 ألف عامل منظم و75 ألف عامل غير منظم و24 ألف بالمناطق الحدودية الصناعية في المستوطنات.

وقد أدى حرمان آلاف العمال الفلسطينيين من العمل في الداخل المحتل إلى التكيف مع الظروف الراهنة من خلال البحث عن بدائل محلية سعياً لتوفير مصدر رزق لأسرته.

ويكشف عمال من مخيم بلاطة أساليب جديدة تتبعها الشرطة الإسرائيلية في ملاحقتهم، حيث يتم معاقبة كل سائق سيارة إسرائيلي ينقل العمال ليس بحوزتهم تصاريح عمل في الداخل المحتل.

ويعتبر عمال آخرون أن قيامهم بالتسلل إلى الداخل المحتل، رغم خطورة ذلك يأتي سعياً منهم لتوفير لقمة العيش لأطفالهم وأسرهم، وأنه لا يمكن البقاء في منازلهم دون عمل.