خبر باحث في شؤون الأسرى: الحكم على « الأقرع » يفتح ملف الأسرى المعاقين

الساعة 07:35 ص|08 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم – غزة

قال الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، إن حكم سلطات الاحتلال الأسير ناهض الأقرع بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة مؤبدات، يفتح ملف الأسرى المعاقين وذوي الإحتياجات الخاصة.

وأضاف فروانة، في تقرير أصدره اليوم، أن الأسرى المعاقين في سجون الاحتلال يعيشون معاناة مضاعفة عن غيرهم من الأسرى.

وأوضح أن هؤلاء الأسرى 'يُعاملون بقسوة وبعنف ويتعرضون للتعذيب القاسي بأشكاله المتعددة النفسية والجسدية، وتنتزع منهم الاعترافات بالقوة وتُستخدم كمستند إدانة في المحاكم الإسرائيلية، والتي كثيراً ما أصدرت أحكاماً عليهم بالسجن الفعلي لسنوات طويلة وصلت للمؤبد لمرة واحدة أو لمرات عدة كحالة الأسير ناهض الأقرع الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن ثلاث مؤبدات'.

وأشار إلى أن الأسرى المعاقين يحتجزون مع المعتقلين الآخرين الأصحاء في ظروف قاسية دون مراعاة لظروفهم الصحية واحتياجاتهم الخاصة والأساسية، ودون توفير الرعاية الطبية والأدوات المساعدة لهم بغض النظر عن تنوع اعاقتهم واحتياجاتهم اليومية.

وأعرب فروانة عن استيائه 'الشديد من تجاهل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لهذه القضية الإنسانية الهامة، والقائمة منذ سنوات طويلة دون العمل على حلها أو إثارتها على المستوى الدولي بهدف الضغط لوضع حد لها، أو تبنيها بشكل جدي والعمل من أجلها ومن أجل وقفها بشكل ممنهج، لاسيما وأنها تعتبر انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان الأسير وتضاعف من معاناته الصحية والنفسية أيضاً'.

وذكر فروانة أن الأسير ناهض فرج الأقرع (41 عاماً) متزوج وله (4 أبناء) كان يعمل ضمن جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأصيب بأعيرة نارية في ساقيه في أحداث غزة المؤلمة، ومن ثم توجه إلى الأردن الشقيق للعلاج فبتر ساقه الأيمن من أعلاه في احدى المستشفيات الأردنية، فيما يعاني من تهتك بالعظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر أيضاً ويرقد على كرسي متحرك، وأثناء عودته عبر معبر الكرامة بتاريخ 20 يوليو / تموز 2007، اعتقلته سلطات الاحتلال وزجت به في زنازين سجونها وأخضعته لتعذيب قاسي، وحكمت عليه احدى المحاكم الإسرائيلية في بئر السبع قبل أيام بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة مؤبدات.

واستذكر فروانة الشهيد الشيخ أحمد ياسين والأسير المحرر سهمان اسماعيل، اللذان اعتقلا وهما يعانيان من شلل رباعي وامضيا بضعة سنوات في سجون الاحتلال، مشيرا إلى أن غيرهما الكثير من ذوي احاجات الخاصة اعتقلوا ولا يزال منهم في سجون الاحتلال.

وذكر أن بعض الأسرى المعاقين اعتقلوا وهم يعانون من إعاقة جسدية أو نفسية أو حتى شلل ربعي أو نصفي، فيما البعض الآخر أصيب بإصابات بالغة أثناء تنفيذهم لعمليات مقاومة للاحتلال، واعتقلوا بعدها مباشرة ولم تقدم لهم الإسعافات الأولية أو أي شكل من أشكال العلاج، 'بل والأسوأ تركوا ينزفون واستخدمت أماكن الإصابة للضغط والابتزاز، لتتفاقم إصابتهم وتبتر بعض أطرافهم نتيجة لذلك ومن ثم انضموا لجيش الأسرى المعاقين الذين لا يزالون في سجون الاحتلال، فيما كان السجن والتعذيب سبباً في التسبب باعاقات جسدية ونفسية للعديد من الأسرى'.

وأشار إلى أن سجون الاحتلال تفتقر لأطباء اختصاصيين، كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة، فيما لا يتوفر فيها الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، والنظارات الطبية أو أجهزة خاصة بالمشي أو آلات الكتابة الخاصة بالمكفوفين وغيرها ...الخ.

وقال إن 'إدارة مصلحة السجون لا تكتفي بعدم توفير هذه الأدوات والاحتياجات فيما يسمى بـ'عيادات السجون'، بل وغالباً لا تسمح بإدخالها عن طريق الأهل أو من قبل وزارة الأسرى والمؤسسات الحقوقية ولعل في ذلك عقوبة جديدة ومضاعفة ضدهم و ضد أسرهم'.