فلسطين اليوم : القدس المحتلة
كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في عددها الصادر أمس الجمعة، عن أن جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة "الشاباك" حاول قبل بضع سنوات تجنيد الإرهابي اليهودي الخطير، الذي تم اعتقاله قبل نحو ثلاثة أسابيع وكشف عن أمر اعتقاله في الأسبوع المنتهي، ليعمل في صفوف الجهاز، بين صفوف عصابات المستوطنين.
ويذكر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية كانت قد كشفت في مطلع الأسبوع الماضي أن في قبضتها إرهابيا يهوديا من إحدى مستوطنات الضفة الغربية، يدعى يعقوب تايتيل، وقد اعترف خلال التحقيق معه أنه قتل فلسطينيين اثنين في العام 1997، ونفذ سلسلة عمليات إرهابية طالت فلسطينيين ويهودا وحتى عناصر احتلال.
إلا أن تايتيل بقي غائبا عن أجهزة تطبيق القانون في إسرائيل طيلة 12 عاما، عمل فيها بحرية كاملة، وتعود أهمية كشف الصحيفة عن هذه القضية، إلى أن تايتيل لم يكن مجهولا للأجهزة الأمنية بل إنه وقع في الماضي في قبضتها وأطلقت سراحه.
وقالت الصحيفة إنه اعترف بقتل سائق السيارة العمومية سمير بلبيسي، في حزيران (يونيو) 1997، وبقتل راعي الغنم الفلسطيني بعد شهرين من ذلك في جنوب جبل الخليل، ثم سافر بعد جريمتي القتل بقليل لثلاث سنوات إلى الولايات المتحدة. وعاد إلى إسرائيل في 2000، واستقر في مستوطنة شفوت رحيل وتزوج وأقام عائلة. ومع عودته حققت معه المخابرات التي حاولت الفحص إذا كان له دور في قتل الفلسطينيين، ولكنها لم تجد أدلة على شبهاتها.
بعد ذلك أجرى عناصر المخابرات اتصالا مع تايتيل بهدف تجنيده عميلا. وبقيت العلاقة بضعة أشهر في أثنائها عقدت بضع لقاءات، ولكن في المخابرات توصلوا إلى الاستنتاج بأن تايتيل لا يقدم مادة حقيقية، وتقرر قطع الاتصال به.
وعلمت الصحيفة من مصادر أخرى أن تايتيل حرص على الذهاب إلى كل هذه اللقاءات بقمصان ذات أكمام طويلة، حتى لو كان الجو حارا. وامتنع عن تناول الطعام والشراب أو لمس شيء كي لا يخلف وراءه بصمات أو مادة تسمح بفحص الـ دي. ان. ايه له. في نهاية المطاف ألقي القبض على تايتيل فقط بعد أن رآه شهود يوزع منشورات في حي في القدس المحتلة. وعرضت على الشهود أفلام كاميرات الحراسة في المستوطنات وفي احد الأفلام لوحظ يسير قرب جدار المستوطنة التي يسكن فيها.
وقالت الصحيفة، إنه من تسلسل الأمور كما أكدتها المخابرات يتبين اشتباه بقصورات في عمل الدائرة اليهودية في المخابرات. فقد استخدم تايتيل كمصدر بعد أن قتل فلسطينيين ونفذ ظاهرا أعمال إرهاب أخرى. ومع ذلك فقد تم تجنيده كمصدر.
وتضيف الصحيفة، أنه "يُسأل السؤال هل جرى التحقيق في خلفيته كما ينبغي، واذا ما حقق فيها فكيف لم تنشأ شبهات. واذا كانت هناك رقابة على حد قول المخابرات، فلماذا اوقفت الرقابة. واذا لم توقف الرقابة، فكيف حصل ان نجح في تنفيذ سلسلة من الأعمال الارهابية، بما فيها زرع عبوات في منزل البروفيسور شتيرنهل ومنزل العائلة في أريئيل".
وطرحت الصحيفة سؤالا آخر وهو لماذا لم تجمع عنه معطيات في وقت استخدامه كمصدر ولماذا بعد أن تقرر بأن لا فائدة منه كمصدر لم يضف إلى مخزون المشبوهين المحتملين. سؤال مقلق آخر هو لماذا أسقطت المخابرات هذه التفاصيل المهمة من التقرير الذي نقلته إلى وسائل الاعلام حين رفع أمر حظر النشر على القضية يوم الاحد الماضي. فقد عرض اعتقال تايتيل من قبل المخابرات كقصة نجاح.