خبر فقدوها خلال الحرب..طبيب إماراتي أعاد السمع والنطق لأطفال من غزة

الساعة 06:28 ص|07 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

حظي الطفلان الشقيقان بهاء وقصي بفرصة إجراء عملية جراحية بالمنظار قام بها الطبيب الإماراتي الزائر لقطاع غزة مازن الهاجري، ليستعيدا حاسة السمع بعدما فقداها، إلى جانب النطق، خلال قصف منزلهما في جباليا قبل 5 سنوات.

وخلال عملية استمرت ساعتين نجح الطبيب الهاجري، الذي يزور غزة مع طاقم من الهلال الأحمر الإماراتي، بزرع "قوقعة" الكترونية في أذن كل من بهاء وقصي (6 و4 أعوام) فاستعادا السمع بعدما فقدت عائلتهما الأمل في تحقيق هذا الحلم.

وبدا القلق على وجه والدة الطفلين وفاء سرحان (40 عاما) وهي تنتظر بقرب باب غرفة العمليات في مستشفى الشفاء لدى خروجهما، رغم تطمينات الطبيب لها بنجاح العملية الجراحية، وبعد أن تأكد نجاح العملية قالت الأم: "أولادي ولدوا اليوم من جديد انا سعيدة لأننا كنا محبطين ولا نعرف ماذا سنفعل".

وروت الأم ان بهاء وقصي أصيبا قرب المنزل في منطقة تل الزعتر في جباليا أثناء الاجتياح الإسرائيلي في حزيران 2004 عندما قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية مجموعة من المقاتلين بعدة صواريخ، مشيرة إلى أن بهاء أصيب مرة أخرى خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة الشتاء الماضي.

واصطدمت محاولات وفاء وزوجها الموظف السابق في السلطة الوطنية لعلاج طفليهما بعجزهما المادي، وتصف الأم معاناتها قائلة: "ذهبت لمستشفى في مصر وبعدها للإمارات واخبرونا ان عملية زراعة القوقعة تكلف 60 ألف دولار. لو بعنا كل ما نملك لما وفرنا ربع المبلغ".

ولا يتوقف الطبيب الهاجري عن إجراء العمليات لأطفال يصطف ذووهم في طابور طويل داخل مستشفى الشفاء في سبيل الحصول على فرصة لأبنائهم، يساعده طاقم طبي فلسطيني يتلقى تدريبات منه.

وقال الهاجري وهو بروفيسور استشاري انف وأذن وحنجرة وأورام الرأس والرقبة، ورئيس جمعية المجمع الطبي للإبداع والتميز في أبو ظبي: "جئنا لمساعدة الأطفال هنا الذين لا يستطيعون السمع وبتبرع من أهل الخير يمكن مساعدتهم. الحرب الاخيرة محفزة لنا بأن نساعدهم ونجري مثل هذه العمليات".

ومن المفترض أن يجري الهاجري عمليات لخمسين طفلا يعانون من فقدان السمع والنطق ربعهم بسبب الحروب الإسرائيلية على غزة، ودشنت جمعية الهلال الأحمر الإماراتي، الخميس، مركزاً للسمعيات في غزة تم تزويده بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة، كما أكد صالح الطائي مدير الإغاثة والطوارئ في الجمعية.

وفضل الطائي عدم ذكر قيمة تكلفة هذا المركز، واكتفى بالقول: "هذا المركز هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف: "يقوم الطبيب مازن الهاجري بتدريب طاقم طبي فلسطيني لإجراء 50 عملية لزراعة قوقعة بقيمة 5 ملايين درهم إماراتي (مليون و400 ألف دولار) وسيأتي كل شهرين للمتابعة وإجراء عمليات مماثلة". وتابع: "نحب ان نساعد اخواننا في غزة".

وابدى حسام عقل (37 عاما) الذي استعاد طفله محمد، السمع، سعادته لإقامة هذا المركز، وقال: ان ابنه الذي يبلغ من العمر عامين أصيب في الحرب على غزة في الشتاء الماضي عندما تعرض منزله للقصف في مخيم النصيرات، وأضاف: "بعد شهرين اكتشفنا انه لا يسمع ولا يلتفت للصوت وبعد عرضه على الأطباء مجددا ابلغونا انه فقد السمع بسبب الإصابة وسعينا كثيرا لعلاجه دون جدوى لأن العملية تكلف الكثير، وأنا لا استطيع دفع أي فلس لأنني أصلا عاطل عن العمل منذ عدة أعوام".

وعلق عقل، الذي كان يقف بجانب سرير ابنه "الحمد لله هذا اسعد يوم عندي ...ارى ابني يسمع ويتكلم مثل الآخرين لأنه لو بقي لا يسمع لكانت تلك مأساة لا تتوقف".

وعبر طبيب في قسم الأذن والحنجرة في مستشفى الشفاء عن أمله في إجراء زراعة لخمسين مريضا حسب ما هو مخطط، موضحا ان مئات الاطفال مصابون بفقدان النطق والسمع بسبب الحرب، واعتبر أن الهاجري أول طبيب في العالم ينجح في مثل هذه العمليات بالمنظار الجراحي، وقال: "نحن سعداء لمساعدته أطفالنا في غزة".

سهيلة (26 عاما) التي اكتفت بذكر اسمها الأول، لم تخف غضبها وعبرت عن حزنها لأنها لم تحظ بفرصة لإجراء عملية مماثلة لطفلتها الوحيدة.

وكانت هذه المرأة تنتظر مع عشرات من مثيلاتها وهي تبكي أمام قسم العمليات في المستشفى، دون ان تتمكن من إدراج اسم ابنتها في قائمة المنوي إجراء عمليات لهم خلال الأيام القليلة الباقية لوجود الوفد في القطاع.