خبر ليسوا شركاء.. معاريف

الساعة 01:23 م|05 نوفمبر 2009

بقلم: نداف هعتسني

لنفترض انكم توشكون على ادخال شريك في تجارتكم، وفي ظل ذلك كان اتخذ نشاطا عدوانيا: يفتري عليكم بالفظائع ويثير الجيران ضدكم بل ويرفع شكاوى كاذبة للشرطة عنكم. فهل كنتم ستواصلون دفع الشراكة معه الى الامام؟ بالتأكيد لا. لو كنتم واصلتم اغداق كلمات المصالحة عليه وعرضتم رغم ذلك ان تكونا شريكين، فلا بد ان هناك مجالا لفحص سواء عقلكم. اذا تبين أن شريكك المستقبلي كاذب، مفتري ومعتدي – فليذهب الى الجحيم.

غير أن حكومة نتنياهو، تعمل بالضبط بالشكل غير المعقول تجاه حكم ابو مازن، الذي عاد مؤخرا الى الانماط المظلمة لعهود عرفات. هو الذي يقود الفريات العابثة ضدنا ومظاهر العنف في الحرم. هو، وليس الشيخ رائد صلاح، الذي يصمم التحريض اليومي في الصحف الفلسطينية، الاتهامات بان اسرائيل توشك على تخريب المساجد والدعوة للتجند للحرب المقدسة ضدها.

قادة رام الله بينهم "المسؤول عن ملف القدس" في القدس، حاتم عبدالقادر، هم الذين يشعلون اللهيب في القدس ويحاولون السيطرة على مستواه. والى جانب ذلك فانهم يتطرفون في التفوهات التي تدعو الى حرب مسلحة ضدها.

هناك بين مسؤولي رام الله من بات منذ الان يروج لاستئناف العمليات الانتحارية. آخرون، بينهم قادة أجهزة الامن المحبوبين لدى الامريكيين، يدعون الى استئناف "المقاومة" – وهي كلمة السر للارهاب – ضد اسرائيل. وكل الوقت يشدد ابو مازن على أنه لن يكون أي تنازل، بما في ذلك عن حق العودة الى حدود 1948.

جبهة متطرفة ثالثة هي تقرير غولدستون. مع أن ابو مازن ورجاله شجعوا اسرائيل على سحق حماس بكل ثمن في اثناء "رصاص مصبوب" فانهم الان يقودون الهجمة الدولية ضدنا في العالم.

لزمن طويل أخفت الصحافة الاسرائيلية هذه الحقائق عن الجمهور، ولكن مؤخرا، في ضوء حجوم الهجوم الاسرائيلي، حتى في وسائل الاعلام المغرضة تبرز الحقائق القاسية.

ليس مهما كيف نفسر الامور وما هي المعاذير الاضطرارية التي تعطى لسلوك "الشركاء" الفلسطينيين، الحقائق ضاطعة وواضحة: ذات "الشريك" الذي يطالب بالحصول على جزء من بلادنا، والذي يريد أن يقيم في داخلنا دولة سيادية على مسافة دقائق معدودة من الكنيست، في ظل السيطرة على مراكزنا السكانية، يدير ضدنا مرة اخرى حملة ارهاب. ارهاب لفظي واشعال العنف.

وماذا تفعل حكومة نتنياهو – بيغن – يعلون؟ تخرج عن طورها كي تشرح كم هي راغبة في أن تقيم لهذا الشريك العدواني دولة خاصة به. وهي تجمد البلدات الاسرائيلية وتميز بشدة ضد سكانها، ترد بالضبط مثلما ردت حكومة شمعون بيرس على موجة الارهاب الفلسطينية في بداية 1996 بارضاء العدو ودس الرأس في الرمال. اذا كان شخص ما يعمل هكذا حيال شريك معاد يحتاج الى فحص لقواه العقلية فان الحكومة التي ترد على هذا النحو مطلوب لها فحص دقيق من جانب الناخب.