بقلم: شالوم يروشالمي
شيء ما يمر على النائب شاؤول موفاز. وزير الدفاع ورئيس الاركان الاسبق التي حتى قبل بضعة اشهر لم يكن بوسعه أن يخرج من فمه كلمتي "دولة فلسطينية" يصبح اليوم المؤيد الكبير لهذا الحل.
في الاشهر الاخيرة جلس مع بضعة خبراء وصاغ خطة سياسية حذرة ولكن منطقية، مع الكثير جدا من المفاجآت في نهاية الطريق. العملية والنتيجة التي توصل اليها موفاز يمكنهما أن يشهدا ايضا على المصير الذي ينتظرنا جميعا دون حل: عائلة اسرائيلية – فلسطينية كبيرة، يكون فيها اليهود اقلية حقيقية.
موفاز يرى في المفاوضات المتعثرة والحملات المكوكية غير المنقطعة لمسؤولي الادارة بين رام الله والقدس، ويعرف ان شيئا لن يخرج منها. وهو يقترح منح الفلسطينيين دولة فورا. في المرحلة الاولى تكون هذه الدولة في حدود مؤقتة، على مناطق أ و ب تضم 99 في المائة من الشعب الفلسطيني. خرائط موفاز تبين أنه سيكون ممكنا خلق تواصل اقليمي في الدولة المؤقتة التي يقترحها، من خلال ازاحة بؤر استيطانية وشق طريقين جديدين من الشمال الى الجنوب.
يحصل الفلسطينيون على مكانة دولة بكل معنى الكلمة واراض كثيرة في المرحلة الاولى، كما اسلفنا. كي لا يفكروا بان احدا ما يحاول أن يخدعهم يجري في البيت الابيض احتفال اعلان عن اقامة الدولة الفلسطينية مع الرئيس اوباما ورئيسي الدولتين، وهناك ايضا يوقع اتفاق اضافي: الحدود النهائية لهذه الدولة ستكون على الاقل على خط الجدار. معنى الامر هو ان الدولة الفلسطينية ستقع حتى خط الحدود، الذي يتطابق الى هذا الحد او ذاك مع مبادرة جنيف. الكتل الاستيطانية ستبقى في نطاق اسرائيل ومقابلها تحصل الدولة الفلسطينية على اراض بحجم متساوٍ من الاراضي السيادية لاسرائيل.
ويقدر موفاز بان تستمر المرحلة الاولى نحو سنة، حتى احتفال التوقيع في واشنطن. البناء في المستوطنات يستمر في هذه الاثناء دون عراقيل، ولكن البناء في المستوطنات الاخرى يتوقف.
في هذه الاثناء يبدأ الطرفان في البحث بسهولة اكبر في المسائل الجوهرية الى ان يتوصلا الى اتفاق في غضون ثلاث – أربع سنوات. وموفاز مقتنع انه لن تكون صعوبة كبيرة في حل مشكلة الحدود. في موضوع اللاجئين ليس لديه حلول وسط. هو مستعد بان يعود اللاجئون فقط الى نطاق الدولة الفلسطينية ولا يزال يؤمن بان الكثير منهم سيفضلون مواصلة العيش في مخيمات اللاجئين في لبنان، سوريا والاردن اذا ما اعيد تأهيلهم كما ينبغي.
مشكلتان مركزيتان اخريان هما القدس والمستوطنات. موفاز مستعد للحديث لاول مرة عن القرى والاحياء المطرفة الكبرى في شرقي المدينة التي ستنتقل الى نطاق الدولة الفلسطينية وعن الترتيبات الخاصة في الحوض المقدس، الذي يضم البلدة القديمة، الحرم، كنيسة القيامة وغيرها من الاماكن المقدسة لكل الاديان. وهو مقتنع ايضا بانه سيتعين على اسرائيل أن تخلي عشرات المستوطنات، وبالاجمال قرابة 70 الف نسمة. ويعتقد موفاز بان هذه العملية القاسية ستكون ممكنة بعد أن يحظى بتأييد اغلبية الجمهور، التي ستفهم بان البديل هو دولة ثنائية القومية.
يقترح موفاز التعليم من اخفاقات فك الارتباط والدخول مع المستوطنين منذ الان في بحث حول قانون للاخلاء والتعويض موسع. المستوطنون الذين يخلون يحصلون على كل ما يريدون: المستوطنات تنقل بكاملها الى اماكن اخرى، الاموال تعطى لهم بقيمة عالية ثلاثة او اربعة قيمة المُلك الذي يخلونه، ابناؤهم يحظون بتعليم مجاني في الجامعات وفي المدارس الدينية على مدى زمن طويل وما شابه. وهو يسمي هذه المسيرة بانها "تعويض ايديولوجي" وهي تستهدف اساسا المستوطنين الذين وصلوا الى يهودا والسامرة لاسباب دينية وغيرها.
موفاز مقتنع بان تسيبي لفني لا تزال عالقة في مؤتمر انابوليس، التي لا توفر حلولا، بل تعرقل برأيه المسيرة السلمية. وعليه فقد قرر ان يتجاوز لفني، بل ومن اليسار، والمعنى هو وطني ويخرج كثيرا عن النطاق الحزبي لكديما.