بقلم: أسرة التحرير
حسب اعترافاته، التي تدينه بجريمتي قتل ونحو 10 عمليات اخرى، فان يعقوب (جاك) تايتل جدير بان يعتبر احد الارهابيين الاكثر خطورة الذين عملوا في اسرائيل وفي المناطق. تايتل هو الموازي اليهودي لـ "المهندس" من حماس، يحيى عياش، الخبير في المتفجرات بالتعليم الذاتي، مع فارق اساس واحد: تايتل عمل ضد الجميع، اسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء، مثليين وافراد شرطة ايضا. وعمل تايتل لمدة 12 سنة طويلة الى ان القت المخابرات والشرطة القبض عليه واحبطتا مؤمراته التالية.
القاء القبض الذي ادى الى الاعتراف هو نجاح مهني ولكن يظلله الفشل المتواصل في تشخيص تايتل كمسؤول عن النشاط الذي يشوش الحدود بين الجنائي والامني. فقد وجد تايتل ثغرات اشكالية في سور الدفاع الاسرائيلي ضد تهريب الوسائل القتالية: فقد استورد مسدسا مفككا عبر الجو، في شركة طيران بريطانية، ومخزون سلاح لحظيرة كوماندو كاملة، عبر البحر. وحتى عندما اثار الاشتباه واعتقل، عرف كيف يستغل ميل المجتمع الاسرائيلي الى تفضيل حقوق المشبوهين – على الا يكونوا فلسطينيين – على واجب المجتمع للدفاع عن نفسه منهم. وفي ظل غياب ادلة كافية للائحة اتهام، فانه لم يطلق سراحه فقط ليواصل العمليات بل وايضا زود برخصة لحيازة السلاح. وكي لا يبقي للمحققين اثارا واضحة، وان لم يكن هذا هو السلاح الذي استخدم لتنفيذ العمليات، ولكن الخلل البينوي الذي في هذه الحالة يحتاج الى اصلاح.
تايتل يختلف عن الارهابيين اليهود السابقين بتشويش المجالات التي بين اهدافه الفلسطينية، والى جانبهم الاسرائيليين الذين عارض اراءهم السياسية (البروفيسور زئيف شتيرنهال)، وبين ضحاياه المرشحين في طائفة المثليين من الرجال والنساء (والشرطة الذين استدعوا للدفاع عنهم). عمر نشاطه في المجالين يدل على ان تايتل لم يتأثر بالضرورة من التصريحات الحادة التي اطلقتها الشخصيات العامة الدينية تنديدا بمن اسماهم "صدوميين"؛ وهو اكثر مما تأثر بالاخرين، اراد ان يؤثر بافعاله وبتصريحاته.
الارهاب على نمط تايتل يعكس كراهية لا تعرف حدودا، قطاعا او تعريفا. لتجذيره هناك حاجة الى اجيال. ولكن منذ الان يمكن لنا ان نستخلص من هذه القضية الدروس: تشديد جمع المعلومات الاستخبارية وفرض القانون في اوساط متطرفي المستوطنات، وتحقيق اكثر جذرية لحالات المس بالفلسطينيين.