خبر الوفود العربية المتضامنة في القدس دفعة صمود... شرط أن لا تتحول لمدخل لتطبيع جماعي

الساعة 12:37 م|01 نوفمبر 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

في خيمة الصمود وسط حي الشيخ جراح المهدد بالمصادرة و الترحيل الجماعي، جلست أم كامل الكرد المقدسية التي سلب بيتها في الحي تروي لإحدى المتضامنات الأجانب حكايتها...كانت مغربية الأصل تحمل الجنسية الفرنسية وتتكلم العربية.

وعلى مدار أكثر من خمس ساعات قضاها الوفد في الخيمة، روت أم كامل لهذه المتضامنة معاناتها التي استمرت سنوات مع المستعمرين في الحي.

وكما هذه المتضامنة المغربية توافد على الخيمة مئات المتضامنين العرب مع المدينة التي تربطهم بها انتماء وطني و قومي تربوا عليه رغم غربتهم في بلاد أجنبية.

اثر ايجابي كبير

تقول ريما عوض المنسقة في مركز الإرشاد الفلسطيني و الذي يشرف على خيمة الصمود في الشيخ جراح في القدس تحت مظلة " الائتلاف من اجل القدس" ، تقول ان لهذه الزيارات أثرها الكبير في نفوس المقدسيين الذين يوشكون على خسارة وجودهم في المدينة.

وتتابع عوض في حديث خاص لفلسطين اليوم:"الزيارات لها تأثيرها العميق على الضحايا خاصة أن الشعور لديهم بأن المقابل لهم عربي يحمل هم قضيتهم ويشعر براحة كبيرة...لا يحتاجون حينها إلى شرح شرعية قضيتهم فهم يحملون دعم وتعاطف مسبق، وهذه النقطة التي لا توجد مع المتضامن الأجنبي الذي يحتاج لشرح القضية من البداية وشرعية وجود الفلسطيني و أحقيته في أرضه التي يطرد منها".

كما ان هذه الوفود تساعد بشكل كبير في بناء علاقة أقوى مع العمق العربي و الإسلامي في الخارج، و هنا تلعب اللغة كما تشير عوض، دورا أساسيا، وخاصة في قضيه كسر العزلة التي تفرضها إسرائيل على المقدسيين و امتدادهم الطبيعي في الضفة والقطاع.

وعن تأثير هذه الزيارات تقول عوض:" نشعر بتأثيرهم وخاصة المتضامنين العرب ممن يحملون الجنسية الأجنبية ففي فرنسا على سبيل المثال ثلاثة ملايين عربي كان لهم دور في نشر قضيه المنازل المهدمة و التهديد بالترحيل في سلوان والشيخ جراح على مستوى فرنسا، ولاحظنا أن أي تحرك كان مدفوعا من هذه الجاليات التي يزورنا أفرادها ويتعرفون على ما يجري على الأرض".

التطبيع مرفوض

ورغم أهمية هذه الزيارات الا ان المقدسيين على المستوى الرسمي والشعبي يرفضوا استقبال أي وفود عربية دون التنسيق من الرئاسة الفلسطينية و السلطة الفلسطينية معتبرين ان ذلك يدخل في إطار التطبيع وتطوير العلاقات مع دولة الاحتلال.

تقول عوض:" ندرك جدلية القضية، وان الحد الفاصل بين التضامن والتطبيع دقيق ولكننا نصّر ان تكون هذه الزيارات التضامنية بالتنسيق مع الجانب الفلسطيني وان لا تؤخذ قضية القدس مدخلا لتطبيع عربي جماعي.

عن هذا التنسيق يقول مسؤول وحدة القدس في ديوان الرئاسة، احمد الرويضي:"أن معركة القدس لها أبعاد جغرافية و ديموغرافية ودينية والهدف الإجمالي منها هو تهويد المدينة ومحو طابعها العربي الإسلامي لمواجهة ذلك نعمل على عدة مستويات سياسية، قانونية، شعبية و إعلامية".

وبالتالي يتم اطلاع العالم على هذه الجرائم باعتبارها جزء من المعركة السياسية ومواجهة الرواية الإسرائيلية بأن هذه القضايا ذات بعد قانوني فقط، وليس سياسي"

ترتيب مع السلطة

و في إطار ذلك، يقول الرويضي،  يأتي ترتيب زيارات للمسؤولين الدوليين للقدس ولمواقع تتعرض لانتهاكات متعددة كحي الشيخ جراح وحي البستان في سلوان، لاطلاعهم  عن كثب على طبيعة ما يحدث على الأرض خاصة وان إسرائيل تحاول ارتكاب جرائمها في القدس من خلال "التهجير الصامت" للمقدسيين.

من هنا فان اغلب الزيارات الرسمية لسفراء الدول العربية و الأجنبية الممثلة في فلسطين والقدس يجري ترتيب زيارات دورية لها من قبل الرئاسة الفلسطينية لاطلاعها عن كثب ووضعها في صورة الأحداث، و يشارك في هذه الزيارات كافة السفراء و القناصل الممثلين في القدس لدى السلطة الفلسطينية.

ويتابع الرويضي:" إضافة إلى ذلك نحاول اطلاع المسؤولين الدوليين الزائرين للمنطقة ولفلسطين بزيارة مناطق مختلفة في القدس مهدده أو موقع جريمة إسرائيلية واغلب هذه الزيارات تتم بالتنسيق مع الرئاسة الفلسطينية".

هذا على المستوى الرسمي، أما على المستوى المؤسساتي فهناك زيارات لمؤسسات دولية و حقوقية لمواقع مستهدفة في القدس، وهذه الزيارات تتم بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في القدس.